إعلان

"ترامب ليس السبب".. كيف تحول الحليفان أمريكا وإيران إلى ألد الأعداء؟

11:10 م السبت 22 يونيو 2019

كيف تحول الحليفان أمريكا وإيران إلى ألد الأعداء؟

كتب - محمد عطايا:

لطالما كانت إيران حجر الزاوية بالنسبة للولايات المتحدة لبسط سيطرتها على مجريات الأمور في المنطقة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بحسب ما ذكره الكاتب والصحفي الأمريكي ديفيد ويليام بيير.

الكاتب الأمريكي نشر في موقع "أوب إيد نيوز"، تقريرًا يتحدث عن علاقات الولايات المتحدة مع إيران، منذ تثبيت واشنطن حكم الشاه في 1953 وحتى 1979.

تمكنت الولايات المتحدة في العام 1953 من الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المنتخب حينها، محمد مصدق، في عملية مشتركة مع المخابرات البريطانية، سميت بـ"أجاكس".

عقب الانقلاب الإيراني المدعوم من واشنطن ولندن، أعادت الولايات المتحدة، تثبيت محمد رضا بهلوي شاها لإيران مع السلطة "الدكتاتورية"، وذلك بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

في زمن الشاه الإيراني، اتسمت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بالكثير من الحميمية، وظلت العلاقة ممتازة مع رجل أمريكا القوي، وشرطي الخليج كما كان يكنى في ذلك الوقت.

وبحسب تقارير غربية، ارتمى بهلوي في أحضان الولايات المتحدة، منتهجًا سياسة الحفاظ على مصالح أمريكا، لمدة سنوات طويلة، مانحًا واشنطن امتيازات كبرى.

سمح بهلوي لمستشارين عسكريين أمريكيين؛ لمراقبة الأوضاع في إيران؛ بهدف الحفاظ على مصالحها. فيما كانت أمريكا تتحكم في تعيين نواب البرلمان وتحديد أدوارهم، وفرضت قانون الحصانة القضائية للأجانب "كابيتو لاسيون" الذي يعفى بموجبه الأجانب من التساؤل القانوني على أرض إيران حتى لو ارتكبوا جرائم.

وسمح بهلوي أيضًا للولايات المتحدة بأن تقيم قواعد لها في شمال إيران بالقرب من الحدود الروسية؛ للتجسس على السوفييت.

"الثورة الإسلامية".. وعداء أمريكا

تغيرت الأوضاع رأسًا على عقب، بعد إعلان الثورة الإسلامية في إيران، في العام 1979، حيث اضطرت حينها الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان يحظى بدعم أمريكي، إلى مغادرة إيران، بعد أن تخلت الأخيرة عنه.

وبعد أسبوعين من الثورة الإسلامية، عاد الزعيم الديني الإسلامي آية الله الخوميني من منفاه في فرنسا، ليعلن انتصار الثورة في 11 فبراير 1979.

رفع الخميني المرشد الإيراني، شعار "الموت لأمريكا" خلال الثورة الإيرانية الإسلامية، ليجعل نواياه معروفة للعيان قبل أن ينتظر حتى جس النبض الأمريكي.

احتدت الأوضاع بشكل لم تتوقعه الولايات المتحدة، حيث خرجت تظاهرات حاشدة للطلاب الإيرانيين، للاحتجاج على استقبال واشنطن للشاه، ليهاجموا سفارة أمريكا في نوفمبر من العام 1979، ويحتجزوا دبلوماسيين لإعادة الشاه إلى البلاد ومحاكمته.

تدخلت الجزائر لحل الأزمة بين البلدين، إلا أن الولايات المتحدة قطعت العلاقات مع إيران، ولم يتحدث الجانبين، إلا في لقاءات نادرة.

توالت الأحداث تصاعدًا حتى وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب عام 2002، خلال خطابه حول حالة الاتحاد، إيران بـ"محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية، وتسبب الخطاب في إثارة غضب طهران كثيرًا.

الاتفاق النووي الإيراني

تصاعدت الشكوك حول تطوير النظام الإيراني سلاحًا نوويًا في الخفاء، في مشروع يسمى "عماد" السري، ما جعل المجتمع الدولي يضغط لإبرام اتفاق يلزم طهران بالحد من تخصيب اليورانيوم.

ومن أجل إبرام اتفاق نووي إيراني، تدخلت عمان كقناة خلفية للمحادثات بين الولايات المتحدة وطهران، بالتعاون مع قوى خمس عظمى، هم بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والصين وروسيا.

بنود الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في العام 2015، خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لم ترق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، التي أرادت إيقاف المشروع برمته.

في العام 2016، بدأ رجل الأعمال المثير للجدل، دونالد ترامب، الترويج لسياسته المدافعة عن حقوق دولة الاحتلال الإسرائيلي، مقدمًا وعود بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

وبعد عام على حكم ترامب، أعلن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لتبدأ سلسلة من التصعيد مؤخرًا، شهدت المنطقة على إثرها الدفع بمعدات عسكرية ضخمة في الخليج العربي.

وتفاقمت الأزمة مؤخرًا، بإعلان الرئيس الأمريكي أنه كان ينوي توجيه ضربة عسكرية لإيران، ردًا على إسقاطها طائرة مسيرة، إلا أنه تراجع في اللحظات الأخيرة، ولا يزال العالم منتظرًا رد الفعل الأمريكي.

فيديو قد يعجبك: