إعلان

هجمات سريلانكا تكشف فكرًا جديدًا لـ"داعش"

12:01 ص الإثنين 29 أبريل 2019

هجمات سريلانكا الدامية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

بعد أيام من تنفيذ هجمات سريلانكا الأحد الماضي، أشاد تنظيم داعش الإرهابي بالهجمات في مجلته التي تحمل اسم "النبأ" تحت عنوان "رُفعت راية الخلافة في ساحات جديدة... الأيام القادمة ستحمل المزيد من خيبات الأمل لأعداء الله"، وبعدها نُشر مقطع فيديو يظهر فيه 8 أشخاص يعلنون ولائهم لـ "أمير المؤمنين" و"خليفة المسلمين"، وهم المسؤولون عن تنفيذ الهجمات الأخيرة التي أوقعت أكثر من 250 قتيلًا وإصابة المئات.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن خبراء مكافحة الإرهاب أجمعوا على شيء واحد وهو أن: "التنظيم الإرهابي المحلي الذي نفذ الهجوم في سريلانكا لم يكن ليستطيع تنفيذه بدون مساعدة خارجية".

ويقول محلل مكافحة الإرهاب، بروس هوفمان، من مجلس العلاقات الخارجية: إن "هجمات الأحد الماضي كانت قفزة جديدة في القدرات التنظيمية واللوجستية لأي مجموعة متطرفة".

وتتابع الشبكة الأمريكية، في تحليل لها اليوم الأحد، أن هذا يطرح العديد من الأسئلة مثل: هل ينجح داعش في تصدير خبرة صنع القنابل وجمع الأموال والتجنيد خارج المنطقة التي كان يسيطر عليها؟ وما مدى قدرة تنظيم داعش الذي يواجه حربًا ضروسة منذ 3 سنوات على تنظيم وتوجيه هجمات كبيرة بعيدًا عن المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرته؟

كبير مراسلي شبكة "سي إن إن" بين ودمان، كان في قرية الباغوز السورية لمدة شهرين، ويقول: "أعتقد أن مئات من مقاتلي تنظيم داعش استطاعوا الهرب ليقاتلوا في مكان آخر، فعندما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على الباغوز، كانت هناك العديد من الفرص للهرب، حيث كان عدد قوات "قسد" قليلًا بالمقارنة مع المساحة المطلوب تغطيتها".

وتشهد كلًا من سوريا والعراق، عمليات اغتيال وكمائن لاصطياد القوات الحكومية وقتلهم، وفي يناير، تمكنت إحدى الخلايا النائمة لتنظيم داعش، من تنفيذ هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 14 شخصًا على الأقل، من بينهم أربعة أمريكيين، في منبج السورية، بعيدًا عن الباغوز التي كانت تحت سيطرتها في ذلك الوقت. وهذا الأسبوع شن مقاتلو داعش هجومًا مفاجئًا على قرية الكوم في الصحراء بالقرب من تدمر.

ويقول أيمن دين، الذي كان عضوًا بتنظيم القاعدة في 1996 قبل أن يصبح مساعدًا للاستخبارات البريطانية، لشبكة "سي إن إن": أعتقد أنه يوجد ما يقرب من 5000 مقاتل داعشي في المنطقة (سوريا والعراق)".

ويتابع إدموند فيتون براون، منسق فريق مراقبة "داعش و القاعدة وطالبان" في الأمم المتحدة: "لا نعرف كم داعشي قتل في المعارك، ولكن نفترض أن 50٪ على الأقل لا يزالون أحياء".

وترجح مصادر المخابرات أن بعض مقاتلي داعش تسللوا عبر إيران إلى إقليم بلوشستان الباكستاني ومن ثم إلى أفغانستان، ويرى التنظيم الإرهابي الهند أرضًا خصبة للهجمات وتعتزم تصعيد التوترات بين المسلمين والهندوس هناك.

وفي ليبيا، يعيد فرع تنظيم داعش تجميع صفوفه منذ طرده من مدينة سرت، ونفذت عدة هجمات هذا العام ضد الفصائل الليبية الأخرى، وفي الفلبين، سيطرت جماعة مؤيدة لداعش على أجزاء من مدينة مراوي لمدة خمسة أشهر في 2017.

ويقول أيمن دين: "إن دولًا مثل إندونيسيا وماليزيا والأردن ستشكل أرضًا خصبة للعائدين من تنظيم داعش، الذين سيشكلون تهديدًا كبيرًا".

وترى الشبكة الأمريكية، أن التنظيم الإرهابي لطالما أعد لمثل هذه المرحلة من وجوده، وكان المتحدث باسمه أبو محمد العدناني قال في تصريح قبل مقتله بغارة للتحالف الدولي: "خسارة الأرض التي نسيطر عليها لا تعني نهاية التنظيم، فالهزيمة ستقع عندما لا يكون لدينا إرادة أو رغبة في القتال".

ويقول أيمن دين، إن بعض المتطرفين سيتبعون تنظيم داعش في نهجهم الإرهابي، وسيتبع البعض الآخر تنظيم القاعدة، كما أن هناك سمات تعاون بين أعضاء التنظيمين في مناطق مثل الساحل الأفريقي.

وتشير الشبكة الأمريكية، إلى أنه من الصعب مواجهة التنظيمات المتفرقة الموجودة في أماكن بعيدة عن مركز التنظيم (سوريا والعراق)، فقطع رأس الأفعى سيكون تأثيره أقل، وتمكنت التنظيمات التابعة للقاعدة في أفريقيا واليمن وأماكن أخرى من البقاء والازدهار بعد فترة طويلة من تدمير مركز التنظيم الإرهابي.

فيديو قد يعجبك: