إعلان

"تبخر الأمل".. كيف يرى فلسطينيو الضفة فوز نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية؟

10:58 ص الثلاثاء 23 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

في السادس من أبريل، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة للأراضي الإسرائيلية، إذا ما احتفظ بمنصبه في الانتخابات، وهو ما رآه كثيرون على أنه محاولة لحشد أصوات الإسرائيليين لصالحه، وهو ما استطاع تأمينه ليفوز بالانتخابات ويكلفه الرئيس رؤوفين ريفلين، بتشكيل الحكومة.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير مطول لها، إنه بعد فوز نتنياهو بالانتخابات، يتساءل مواطنو الضفة الغربية عن مصيرهم، ومصير الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ويقول حسن تيتي، البالغ من العمر 57 عامًا، والذي كان من أشد المؤمنين بإمكانية إقامة دولة فلسطينية موحدة: "لقد عشت طوال حياتي آمل في تحقيق هذا، ولكن الآن تبخر هذا الأمل".

وترى الصحيفة، أنه بالنسبة للكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية، أدى فوز نتنياهو بالانتخابات إلى إقصاء حل الدولتين بشكل أكبر مما كان عليه، وأصبح موجودًا فقط في عقول الفلسطينيين.

تختلف نظرة الفلسطينيين أنفسهم حول ما يحدث الآن، فالشباب لم يشهدوا سوى التعقيدات التي جلبتها مفاوضات الوصول للسلام، في حين يؤمن آبائهم بأن كل هذه التعقيدات والصعوبات ستؤتي ثمارها قريبًا.

صورة 1

حزما، قرية فلسطينية شرقي القدس، وتحاصرها المستوطنات اليهودية بالكامل، ويفكر أحد قاطنيها، جهاد أبو حلو 42 عامًا، فيما سيعنيه التخلي عن حلم إقامة دولة فلسطينية بالنسبة لأبنائه الخمسة.

ويقول جهاد، إن الرحلة من المنزل إلى المستشفى القريب لا تتطلب سوى بضع دقائق، ولكن الحصول على التصريح اللازم يستغرق أسابيع، مضيفًا أن نجله حسين -14 عامًا- لم يرَ المسجد الأقصى في القدس حتى الآن على الرغم من قربه منهم.

ويشير جهاد، إلى أن الحياة أصبحت أسوأ كثيرًا في الفترة الحالية، وقررت والدته أن تتقدم بطلب للحياة تحت السيادة الإسرائيلية، لأن هذا سيشكل حياة أفضل بالنسبة لها، بسبب عمرها الكبير والأمراض المزمنة التي لديها.

ولا يرى جهاد، أن السياسيون يستطيعون حل الصراع القائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن الله هو من يقرر متى ينتهي هذا أو كيف ينتهي.

صورة 2

يقول جمال زقوت، 61 عامًا، إنه أمضى 40 سنة يعمل من أجل حل الدولتين، ولكن يعترض نجله ماجد على هذا مبررًا موقفه بأنه كان مخطئًا منذ البداية.

ويتحدث جمال للصحيفة عن سبب قيام العديد من الفلسطينيين بعمليات طعن ضد المستوطنين في عامي 2015 و2016 ويقول: "السبب في هذا أن أغلبهم وجدوا أنفسهم بلا حماية، سواء كانوا من الذين ينتمون لحركة فتح أو حماس، كما أنهم يشعرون أن لا أحد يمثلهم وأن عليهم أن يكونوا هم المهاجمين لحماية أنفسهم".

وعلى الرغم مما يراه زقوت الآن من نصر لنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، ووعده بضم مستوطنات في الضفة الغربية، إلا أنه (جمال) لم يفقد الأمل بعد، ويرى أن "الإسرائيليين عليهم الدفاع عن مستقبلهم ضد حل الدولة الواحدة والتمييز العنصري".

صورة 3

الأخوان رامح ورند مسمار ينحدران من عائلة من الوطنيين، وقاتل كلًا من والدهما وجدهما ضد إسرائيل، ورامح نفسه كان معتقلًا في السجون الإسرائيلية لمدة 3 سنوات وخرج بعد صفقة بين فتح وإسرائيل في 2008، ليترك حركة فتح بعدها بأربع سنوات.

ويقول رامح عن عملية أوسلو للسلام، التي بدأت في عام 1993 وتوصلت إلى تسوية الأرض مقابل السلام: "معظم الناس في عائلتي، يرون أن اتفاقية أوسلو تموت، وأنها انتهت".

في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، اشتركت الضفة الغربية في انتفاضة ضد الحكم الإسرائيلي، ولكنها كانت أكثر هدوءًا منذ ذلك الحين، ولم يؤدِ القليل من التحسن الاقتصادي والانفصال عن الإسرائيليين إلى حل سياسي يرضي أي من الطرفين.

ويقول الأخوان، إن الفجوة اتسعت بين الأغنياء والفقراء، وبين العائلات أنفسها، ولم تعد العائلات الفتحاوية تتحدث مع العائلات الحمساوية، ويضيف رند: "لقد فقدنا هويتنا الاجتماعية وأصبح لدينا أزمة قيم".

فيديو قد يعجبك: