إعلان

واشنطن بوست: ترامب يطلق العنان لسباق تسلح نووي جديد

01:43 م الثلاثاء 05 فبراير 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن شروع الولايات المتحدة من الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى مع روسيا، من شأنها إطلاق العنان لسباق تسلح نووي جديد، ستكون عواقبه وخيمة.

أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة الماضي، عن نيتها في القضاء على معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى مع روسيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن واشنطن سوف تعلق مشاركتها في معاهدة القوة النووية متوسطة المدى لعام 1987، والتي من المحتمل أن يتبعها انسحاب رسمي بعد ستة أشهر.

وترى واشنطن بوست أن هذا الإعلان يتماشى مع رغبة الرئيس الأمريكي لتمزيق الاتفاقيات والمعاهدات التي توصل إليها أسلافه، فقد أوقف صفقة تجارية في آسيا والمحيط الهادئ في الأسبوع الأول من وجوده في المنصب، وسحب الولايات المتحدة من العديد من الاتفاقيات الدولية التي تم التوصل إليها في عهد سلفه باراك أوباما من بينها تغير المناخ، والاتفاق النووي مع إيران ودول العالم الكُبرى.

وردًا على الإعلان الأمريكي، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تعليق موسكو التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، مؤكدا أن روسيا ستباشر في تطوير صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى.

وقال الرئيس الروسي إن استخدام الولايات المتحدة الصواريخ الأهداف ونشرها منصات إطلاق من نوع "إم كي-41" في أوروبا يعتبر انتهاكا سافرا لمعاهدة الصواريخ.

وأكد بوتين أنه يجب على روسيا ألا تنجر إلى سباق تسلح مكلف في ردها على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ، وأنها لن تفعل ذلك، إذ سيتم إنتاج أنواع جديدة من الأسلحة ضمن ميزانية التسلح المرصودة.

وتحظر المعاهدة، التي وقعها الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريجان والزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، الصواريخ التي تطلق من البر ويبلغ مداها بين 500 و5500 كلم، ووضعت حدا لنشر رؤوس حربية في أوروبا.

وعلى مدار السنوات الماضية، اتهم مسؤولون أمريكيون روسيا بصنع صواريخ جديدة، ما يجعلهم بذلك ينتهكون المعاهدة، وهذا ما تنفيه موسكو تمامًا، والتي تتهم بدورها واشنطن بمحاولة الخروج من المعاهدة عمدًا من أجل إطلاق سباق تسلح جديد.

وتقول واشنطن بوست إنه إذا انهارت المعاهدة فربما سوف تزداد حدة الخصومة بين الولايات المتحدة وروسيا وسوف تصل إلى ذروتها بعد هدوء الأمور بينهما بشكل نسبي بعد انتهاء الحرب الباردة.

بعد أكثر من ثلاثة عقود من توقيعها، تقول إدارة ترامب إنها اتخذت القرار بالانسحاب من المعاهدة بعد التدقيق في الحقائق الجديدة. علاوة على التهديد الذي تشكله روسيا، تعتزم الولايات المتحدة على القيام بعض التصرفات لمواجهة التوسع العسكري الصيني.

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قد قال للصحفيين، الأسبوع الماضي، إن الصين وإيران غير ملتزمتين بهذه المعاهدة، ولا يمكن أن تكون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة الملتزمة بها.

ورغم دعم بعض الدول الأوروبية للنهج الصارم الذي تتبعه الولايات المتحدة فيما يتعلق بهذه المعاهدة، إلا أن هناك من ينتقد التصرف الأمريكي، مؤكدين أن أمريكا من المعاهدة من شأنه السماح لروسيا بالتصرف كما يحلو لها.

تتوقع واشنطن بوست أن يُجهض المسؤولون في الكونجرس، لاسيما الديمقراطيين الذي يسيطرون على مجلس النواب الآن، أحلام ترامب النووية، وربما يرفضون تمويل برنامج الأسلحة النووية الجديدة.

يوجه بعض المسؤولين الأمريكيين لاسيما منتقدي سياسة ترامب الخارجية أصابع الاتهام إلى مستشاره للأمن القومي جون بولتون، موضحين أنه غالبًا ما يكون الشخص الذي يقنع الرئيس بالانسحاب من معاهدات الأسلحة، لاسيما وأنه يؤمن في قرارة نفسه أن الولايات المتحدة يجب أن يكون لها حرية التصرف في أي شيء.

ويقول جوزيف جوزيف سيرينسيون ، رئيس صندوق بلوشاريس ، وهو مؤسسة أمنية عالمية، إنه بالنسبة لبولتون وأمثاله فإن هذه الاتفاقيات تحد من قدرة الولايات المتحدة، لأن مستشار الأمن القومي يريد أن تحظى بلاده بالقدر على استخدام الخيارات العسكرية المختلفة للحفاظ على أمنها ومصالحها في جميع أنحاء العالم.

ويتابع: "بولتون يثق في أن الحفاظ على أمن وسيادة البلاد لا يحدث إلا باستخدام القوة العسكرية فقط، وليس قطعة ورق".

فيديو قد يعجبك: