إعلان

رابحون وخاسرون من الاتفاق "التاريخي" بين بوتين وأردوغان؟ (س/ ج)

11:19 ص الأربعاء 23 أكتوبر 2019

فلاديمير بوتين وأردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

توصل الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إلى اتفاق من شأنه إنهاء العدوان العسكري الذي نفذته تركيا على المنطقة الحدودية شمالي سوريا، بهدف تطهير المنطقة مما زعمت كونهم إرهابيين، وأسفر عن وقوع قتلى ونزوح مئات الآلاف من المدنيين.

وصف الرئيس التركي أردوغان الاتفاق بـ"التاريخي"، وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن ما توصل إليه الرئيسين التركي والروسي في اجتماعهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود ربما يضع نهاية للحرب الأهلية السورية التي بدأت منذ أكثر ثماني سنوات.

علامَ وافق أردوغان؟

أعلنت تركيا وروسيا التوصل إلى اتفاق يُطمئن أنقرة، ويقضي على أكبر مخاوفها، وهو التخلص من القوات الكردية المتواجدة بالقرب من حدودها، ولكنه في الوقت نفسه يُثير الخوف في نفوس الأكراد الذين يخشون من أن الجماعات السورية المدعومة من تركيا قد تبدأ حملة تطهير عرقي ضدهم وباقي الأقليات المتواجدين في المنطقة.

بموجب الاتفاق، فإن تركيا سوف تحتفظ بالسيطرة على منطقة بعمق 32 كيلومترًا في سوريا، استولت عليها خلال عدوانها العسكري، ويتم تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية في المنطقة الآمنة.

وتعمل الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري على "تسهيل إزالة" المقاتلين الأكراد مع أسلحتهم من منطقة بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود التركية السورية.

إلا أن المنطقة الآمنة لم تتضمن مدينة القامشلي، ولم يكن واضحاً ما إذا كان الاتفاق ينطبق على طول الحدود التركية السورية بأكملها، أو فقط المواقع التي يسيطر عليها الأكراد السوريون.

ماذا يعني هذا الاتفاق للأكراد؟

قالت "سي إن إن" إن الأكراد سوف يقدمون بعض التنازلات. يطلب الاتفاق من وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية تقديم تنازلات والخروج من منطقة النزاع الحالية. بموجب الاتفاق فإنه من المقرر أن تنسحب القوات الكردية من مدينتي منبج وتل رفعت.

والآن سوف تنشر موسكو المزيد من القوات والمعدات العسكرية في سوريا كجزء من توسيع مهمتها في المنطقة.

من الفائزون في الاتفاق؟

أصبح أردوغان وبوتين اللاعبين الأساسيين في المنطقة، بعد التوصل إلى الاتفاق. وأوضحت "سي إن إن" أن أنقرة وموسكو دعمتا أطرافًا متصارعة، خلال الحرب الأهلية السورية، إذ قدمت موسكو الدعم الجوي للرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعمت تركيا المتمردين الذين سعوا إلى الإطاحة به.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن موسكو استطاعت من خلال هذا الاتفاق إقناع أنقرة بضرورة التواصل مع النظام في دمشق.

ما تأثير الاتفاق على الولايات المتحدة؟

حسب "سي إن إن"، فإن الولايات المتحدة أكبر خاسر من هذا الاتفاق؛ إذ اعتبرت الشبكة الإخبارية الخروج السريع للولايات المتحدة من الأراضي السورية وتخليها عن الأكراد هدية لبوتين.

وقالت الشبكة الأمريكية إن الروس يستهزئون بالأمريكيين بعد إعلان ترامب الانسحاب من المنطقة الحدودية الشمالية، حيث يقع النزاع، وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أنه قد حان الوقت الفعلي لمغادرة الأمريكيين لسوريا.

قال شويجو، أمس الثلاثاء عقب محادثات بوتين واردوغان، إن أمام الولايات المتحدة ساعة ونصف الساعة كي تفي بالتزاماتها بشأن سوريا.

واتهم الكرملين، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة بالتخلي عن الأكراد في شمال سوريا، وحذر من أنه إذا لم تنسحب الوحدات الكردية من مناطق الشمال السوري، فإن "الآلة العسكرية التركية ستسحقهم".

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول:"الولايات المتحدة كانت الحليف الأقرب للأكراد على مدار السنوات القليلة الماضية، وفي النهاية تخلت الولايات المتحدة عن الأكراد، إنها في الواقع خدعتهم، واختارت التخلي عنهم على الحدود، ما أجبرهم تقريبا على قتال الأتراك".

فيديو قد يعجبك: