إعلان

"ما خلصت الحكاية" .. صحيفة المستقبل اللبنانية تودّع قراءها

01:26 م الخميس 31 يناير 2019

العدد الأخير من صحيفة المستقبل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

في عدد مليء بذكريات 20 عامًا مضت؛ ودّعت صحيفة المُستقبل اللبنانية قراءها، بعد قرار التوقف عن إصدار النُسخة الورقية والتحول إلى الإصدار من خلال منصة رقمية بالكامل عبر الانترنت.

وأعلنت الصحيفة توقفّها ابتداءً من الغد الموافق غُرّة فبراير، وقالت إدارة الجريدة في بيان أصدرته قبل أيام: "أمام التحولات التي تشهدها الصناعة الصحافية في لبنان والعالم، والتراجع المتواصل الذي تشهده السوق المحلية في المبيعات والمداخيل الإعلانية، قررت إدارة جريدة المستقبل وقف إصدار النُسخة الورقية".

"المُستقبل" هي صحيفة لبنانية أسسها رئيس وزراء لبنان الراحل، رفيق الحريري، عام 1999، وتعود ملكيتها إلى نجله سعد الحريري، رئيس الوزراء المُكلّف وزعيم تيار المُستقبل الذي كانت تصدر عنه الصحيفة.

ومنذ عام 2008؛ عانت الصحيفة من أزمة مادّية كبيرة، ما اضطر إدارتها في عام 2011، إلى خفض أجور العاملين، لكن هذه الخطوة لم تُجد نفعًا، حتى وصلت لقرارها بوقف الإصدار الورقي.

وفي الأشهر الأخيرة توقفت الصحيفتان اللبنانيتان "صدى البلد" و"الأنوار" عن الصدور، في حين توقفت صحيفة السفير" العريقة في ديسمبر من العام 2017.

وفي عددها الـ6585 والأخير، الصادر صباح اليوم الخميس، نشرت "المستقبل" في 16 صفحة أبرز أغلفتها وصفحاتها الأولى القديمة، وبينها تغطية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.

وعلى صفحتها الأولى؛ نشرت الصحيفة عن "المستقبل بين جيلين"، كما نشرت مقالاً ودّعت فيه قرّاءها على مدى عقدين من الزمان؛ بعنوان "20 عامًا .. وما خلصت الحكاية"، جاء فيه: "على مدى عشرين عامًا من مواكبة الهم الإنساني والوطني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي والبيئي والرياضي وغيره، فإنها اختارت الانحياز الى تزكية الحوار والنقاش بين اللبنانيين، بعيداً عن سياسة "فرق تسد"، فكانت الصوت الذي لا يعلو فوق صوت البلد، والقلم الذي سطر بالدم يوميات أليمة، وقبلها سطر بالأمل العدد الأول في 14 يونيو من العام 1999، يوم احتضنت العاصمة بيروت نحو 18 ألف مستمع من لبنان والدول العربية والأجنبية ممن حضروا ليطربوا على صوت مغني التينور الإيطالي لوتشيانو بافاروتي. فكان الموعد مع العدد الأول".

وقالت الصحيفة في مقالها الوداعي: "إذ يوجز العدد الورقي الأخير حكاية وطن وجريدة بمختارات من أبرز "المانشيت" السياسي والأحداث التي عصفت بالبلد على مر العقدين الأخيرين، يبقى العزاء في أن "الحكاية ما خلصت"، وتستمر المهمة بأشكال أكثر حرفية وأنماط إعلامية باتت تفرض نفسها على الساحة الإعلامية، تماماً كما يحدث في العالم ومن حولنا".

وفي مقال بعنوان "لم تكن حبرًا على ورق!"، كتب رأفت نعيم: "كان يُفترض بهذه الكلمات أن تكون عبارات نعي ورثاء لجريدة ورقية ستتوقف بدءًا من الغد عن الصدور نهائيا.. لكن النعي والرثاء لا يكون إلا لأموات.. والحياة لا بد أن تستمر، والجريدة التي تغلق صفحاتها الورقية وأبوابها كمؤسسة خرّجت أجيالاً من الصحافيين إلى ميادين الصحافة بأشكالها المختلفة مستمرة كرسالة ونهج بكل منهم.. لأن الحياة لا بد أن تستمر.. والمستقبل كنهج أرساه المؤسس الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يبدأ مع صحيفة ولا يأفل بأفول نجمها الورقي.. ومن كان من عائلة المستقبل يبقى أميناً على رسالتها لأجل المستقبل بمعناه الأشمل".

وأضاف: "كان يُفترض بهذه الكلمات أن تطوي آلاف الأعداد وعشرات آلاف الصفحات ومعها ذكريات ما يقرب من 20 سنة امضيناها زملائي وانا في بلاط واحد من صروح صاحبة الجلالة الورقية، التي تتساقط صرحًا تلو الآخر وصحيفة تلو الأخرى بين مطرقة الأزمات المالية التي تمر بها مؤسسات اعلامية عريقة وسندان ثورة الاتصالات والمعلومات الماضية في اجتياح الفضاء الافتراضي الجديد الذي يشكل ساحة اعلام اليوم، جارفة في طريقها المساحات الورقية بكل ما راكمته من خبرات وتجارب وما استهلكته من احداث حتى آخر خبر، ومن حبر حتى آخر مانشيت ومن عناوين حتى آخر مقالة ومن عمر حتى آخر جهد وتعب ورمق".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان