إعلان

الساحل الشمالي.. بارات ومنتجعات سياحية ولا شواطئ للعامة

10:58 م الخميس 16 أغسطس 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

تقدم حانة Kiki’s Beach Bar، المطلّة على الشاطئ، مشروبات مثلّجة منعشة من صنع شركة Cool Breeze الأمريكية، وكوكتيلات كحولية فاخرة يصل سعر الواحد منها إلى 14 دولارًا تقريبًا، ولكن الشخص العادي لن يستطيع الدخول إلى الحانة المتواجدة على شاطئ الساحل الشمالي، ولتستطيع الدخول عليك أن تكون مشهورًا أو على معرفة بأحد العاملين على أبوابها.

صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، رصدت في تقرير لها ما يحدث داخل تلك الشواطئ، وقالت: "ما يجذب شباب الطبقة العليا ذوي المظهر الحسن هو تلك الحصرية التي تتمتع بها الحانة، الذين يهربون في هذا الوقت من العام كل خميس بعد الظهر إلى مياه الساحل الصافية والباردة، وعند منتصف الليل تبدأ الحانات مثل Kiki وغيرها في الامتلاء بالرجال الذين يرتدون قمصانًا من الكتان، والنساء اللائي يرتدين الملابس اللامعة والرموش الاصطناعية.

وتقول مراسلة الصحيفة في مصر، ريتشل شير، "يقصد بالساحل الشمالي تلك المنطقة التابعة لمصر والتي تطل على البحر المتوسط وتمتد من الإسكندرية حتى الحدود الليبية، وشهدت تلك المنطقة انتشارًا للحانات التي تجذب "الطبقة العليا من المجتمع" مع التطور العقاري السريع في تشييد المنتجعات الجديدة أيضًا".

وتابعت الصحيفة، إذا كانت الصدمات الاقتصادية مثل "الربيع العربي" أو ثورة 30 يونيو، جعلت من ثلث سكان الدولة البالغ تعدادها 95 مليونًا فقراء، فلن تشعر بهذا في الساحل، حيث النوادي الليلية تمتلئ بالخريجين الجدد في الجامعات الغربية ويعيشون في تلك المنطقة المصممة على غرار منتجعات جزيرة إبيثا ومدينة ميامي، وعلى امتداد الطريق بين الساحل والقاهرة توجد لافتات إعلانية عملاقة لمجمعات جديدة مثل "Fouka Bay" و"La Vista".

ويقول ديفيد سيمز، عالم الاقتصاد المقيم بمصر: "لا أعتقد أن هناك إنشًا واحدًا من الساحل لم تمسه يد"، ويصف سيمز الساحل الشمالي بأنه "أكثر أسواق العقارات انتشارًا في مصر الآن"، وذلك بسبب عمليات البناء التي تجري فيه بشكل سريع ومكثف، مما لم يترك أي شواطئ عامة أو مساحات واسعة.

توزع شابات صغيرات منشورات عن حفل داخل مارينا، أكبر وأقدم المنتجعات السياحية في الساحل، لكن الدخول ليس متاحًا للجميع، فتكلفة تذكرة الدخول فقط بين 30 إلى 50 دولارًا أمريكيًا، ويقول محمد راشد - صحفي مصريّ معنيّ بهذا الشأن - إن تكلفة الدخول فقط أكثر مما يجنيه الفرد في أسبوع تقريبًا، وتتطلب بعض النوادي حجزًا مسبقًا أيضًا.

في مصر، كما يقول راشد، يوجد نوعان من الأغنياء، هناك أغنياء ممن يملكون مالًا فحسب، ويرتادون الجامعات الخاصة المرموقة، وعلى الجهة الأخرى نجد فاحشي الثراء".

لعدة عقود كان المتعارف عليه أن من يقدر على تكلفة السفر يفِر في فصل الصيف إلى شواطئ المتوسط هربًا من حر القاهرة وزحامها، وتحت الحكم الملكي، كانت الحكومة المصرية بأكملها تنتقل إلى الإسكندرية خلال شهري يوليو وأغسطس.

وتقول الصحيفة، إنه على الرغم من أنه كان من المقرر أن يصبح ساحل المتوسط مغناطيسًا للسيّاح الدوليين، بوجود مناطق للصناعة والتجارة تخلق وظائف للطبقة العاملة المصرية، إلا أنه حتى اليوم لا توجد أية وظائف دائمة في الساحل الشمالي أو سياحة أجنبية تقريبًا، وهذا على الرغم من دعاية المسؤولين الحكوميين والنشرات الإعلانية العقارية التي تصف منتجعات الساحل بأنها "دولية على مستوى عالمي"، ويتم تسمية المجمعات السكنية الجديدة بأسماء أجنبية مثل فيرونا وفالنسيا.

ولكن إذا وصل السياح إلى الساحل الشمالي ستواجههم صعوبة في البقاء لأنه لا توجد سوى بضع الفنادق ذات الطراز العالمي فقط، وفندق العلمين على سبيل المثال - حيث تصل أسعار الغرف العادية إلى 300 دولار في الليلة - محجوز حتى آخره طوال شهر أغسطس للزوار المصريين العاديين.

la-1534277899-3pm046h4hn-snap-image

فيديو قد يعجبك: