إعلان

"صاحب خطة إنقاذ أطفال الكهف".. من هو الغوّاص الاسترالي ريتشارد هاريس؟

05:03 م الأربعاء 11 يوليو 2018

الغواص الاسترالي ريتشارد هاريس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

أبرزت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، دور الغوّاص الاسترالي ريتشارد هاريس، الذي شارك في عملية إنقاذ فريق "وايلد بورز" التايلاندي لكرة القدم، واصفة إيّاه بأنه "العقل المُدبر لخطة إنقاذ أطفال الكهف".

وعلق 12 صبيًا تتراوح أعمارهم من 11 إلى 16 عامًا ومدربهم البالغ من العمر 25 عامًا، بعد ارتفاع منسوب المياه أثناء استكشافهم مجمع كهوف تام لوانج، الواقع في إحدى الغابات القريبة من الحدود التايلاندية مع ميانمار، في 23 يونيو الماضي.

وانطلقت عمليات الإنقاذ يوم الأحد الماضي بمشاركة 90 غواصًا تايلانديًا وأجنبيًا، وبينهم الطبيب وخبير التخدير الاسترالي، وجرى انتشال الأولاد الـ12 ومدربهم تِباعًا على مدى 3 أيام، في مهمة وُصِفت بأنها "محفوفة بالمخاطر"؛ لاسيّما بعد وفاة غوّاص سابق في البحرية التايلاندية، فقد الوعي بسبب نفاذ الأكسجين.

بمجرد الإعلان عن موقع الفريق، بدأ العديد من المتطوعين من حول العالم في الانضمام للمهمة التي وصفت بالـ"مستحيلة"، من أجل إخراج الفتية الـ12 ومدربهم أحياء، قبل أن تغمر المياه كامل الكهف.

وشاركت استراليا بنصيب الأسد في عملية الإنقاذ، بعد إيفادها 19 فردًا من بينهم 6 من الغواصين العسكريين، إضافة إلى الطبيب ريتشارد هاريس.

سجل حافل

وتُشير الصحيفة إلى أنه تم استدعاء هاريس -على وجه الخصوص- للمشاركة في عملية الإنقاذ، لخبرته الطبية الواسعة وسجله الحافل بمهمات الغوص في الكهوف الوعِرة. في 2011، تطوّع للمشاركة في عملية انتشال جثة صديقته وزميلته، غوّاصة الكهوف أجنيس ميلوكا، التي لقيت حتفها بسبب نفاذ الأكسجين أثناء غوصها داخل كهف في جبل جامبيير، جنوب أستراليا.

ونجح هاريس، 53 عامًا، في انتشال جثة زميلته الغوّاصة المُحترفة ميلوكا، في مهمة إنقاذ وضعت اسمه في صدارة الغوّاصين المُحترفين وأكسبته شهرة دولية واسعة.

وقاد هاريس -الذي يتمتّع بخبرة 30 عامًا في عالم الغوص- فريقًا من الغوّاصين الاستراليين في مهمّات نُفّذت داخل كهوف في جزيرة نيوزيلندا الجنوبية، حيث غاصوا لأعماق 221 مترًا.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، شارك في عمليات استكشاف الكهوف في أستراليا والصين وجزيرة الكريسماس. لديه اهتمام بالغ بسلامة الغوص والتحقّق في سلامة الغوص والتحقيق في الحوادث.

يُعرف هاريس بين زملائه بأن شخصيته رائعة. يصفه أحدهم ويُدعى أندرو بيرس "يُفضّل إيثار الآخرين، كما أنه متروٍ لأقصى درجة وشخص هادئ".

وقال بيرس، مدير المركز الطبي ميدستار باستراليا، إن "هاري يتمتّع بقدرة هائلة لإنجاز ما يخفق الآخرون فيه، من ناحية الغوص في ممرات حالكة الظلام وضيقة للغاية، بالقليل من المُعدات".

وأشار إلى أن الطبيب الاسترالي نجح في توظيف أحدث التقنيات في الغوص لمُساعدته على تطوير خبرته واستكشاف وتصوير الكهوف داخل استراليا وخارجها.

العقل المدبر

ولفتت الديلي ميل إلى أن الطبيب الاسترالي يُمثّل العقل المدبر لعملية الإنقاذ؛ إذ أقناع السلطات التايلاندية بتغير خطتهم القديمة بالكامل، والتي كانت تقوم على "إخراج أقوى الفتيان وأشدهم أولًا" من الكهف.

وبحسب وسائل إعلام تايلاندية، جاءت خطة هاريس البديلة بـ"انتشال الفتية الأضعف جسمانيًا أولًا" بعد أن خلُصت تقييمات صحية أجراها إلى تضاؤل فرص نجاة هؤلاء الأولاد، مقارنة بذوي البنية الأقوى، حال تُرِكوا مدة أطول داخل الكهف.

وووجّه الغواصون الأطفال في أروقة الكهف المظلمة والمليئة بالمياه نحو المخرج. ومثّل الانتقال من مكان وجود الأطفال في الكهف إلى الخارج عملية مُضنية حتى بالنسبة للغواصين المحترفين.

وتطلبت العملية المشي في المياه والتسلق ثم الغوص باستعمال حبل مربوط في الخارج. وكان كل طفل يرتدي قناعا كاملًا للتنفس، بخلاف الغواصين المحترفين، ويرافقه غواصان يحملان له أسطوانة التنفس.

ونجح هاريس والفريق المرافق له نجحوا في تأهيل الأطفال المحتجزين بدنيًا ونفسيًا من أجل بدء عملية الخروج من الكهف، وقام بإعطاء الأطفال مهدئ خفيف كي لا يُصابوا بحالة من الفزع خلال تواجدهم في الماء، ما سهّل عملية الغواصين في إخراجهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن هاريس كان آخر أفراد فريق الإنقاذ الذين خرجوا من الكهف إلا أن مفاجئة حزينة كانت في انتظار الطبيب الاسترالي بمجرد خروجه؛ إذ تلقى خبر وفاة والده عقب انتهاء عملية الإنقاذ بساعات قليلة، الأمر الذي أصابه بصدمة كبيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان