إعلان

ماذا بعد سيطرة تركيا على عفرين؟

06:17 م الثلاثاء 20 مارس 2018

الجيش التركي فى عفرين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إيمان محمود:

قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن استيلاء تركيا على بلدة عفرين في شمال سوريا، يُعد إنجازًا عسكريًا كبيرًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ يمنحه السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية ولكنه أيضًا يرسخ قواته كقوة احتلال في منطقة مزدحمة مليئة بالخصوم.

وأضافت الوكالة أن الرئيس التركي تجاهل انتقاد الولايات المتحدة وأوروبا لهجومه العسكري المستمر منذ ثمانية أسابيع، ودخلت القوات التركية والميليشيات السورية المتحالفة –الجيش السوري الحر المعارض- معها إلى عفرين يوم الأحد الماضي، حيث خرجوا منتصرين إلى وسط المدينة وأطلقوا النار في الهواء احتفالاً.

بل قال أردوغان أن الأمر "لن يتوقف عند هذا الحد".

وتعهد أردوغان، الاثنين، بتعزيز العمليات العسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا وحتى في العراق، وهي خطوة من شأنها أن تضع قواته في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية المتمركزة في مكان قريب.

وتعهدت القوات الكردية الرئيسية التي اعترفت بالهزيمة في عفرين، بتحول القتال إلى ما وصفته بـ"حرب عصابات" في سبيل مواجهة القوات التركية.

ماذا يريد أردوغان؟

وأشارت الوكالة إلى أي شخص يمكنه أن يخمن ماذا يريد أردوغان؟، فلطالما دعمت تركيا القوات السورية المعارضة الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة، وفتحت حدودها أمام المقاتلين الأجانب للانضمام إلى الحرب في سوريا.

لكن الحرب السورية عززت بشكل كبير عدو أردوغان الأول؛ الأكراد، الذين تعتبرهم تركيا "إرهابيين" وامتدادًا للمشروع التوسعي الاستقلالي الذي بإمكانه أن يقتطع جزءً من الأراضي التركية، وهو ما يحاول أردوغان أن يحول دون حدوثه، لكن شراكة الولايات المتحدة مع المقاتلين الأكراد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، تسببت في ازدياد تلك المخاوف.

وقد دفع ذلك أنقرة إلى التركيز على وقف التمدد الكردي، بحسب وصف الوكالة.

وقال أردوغان -الذي أطلق عملياته العسكرية لأول مرة في سوريا في عام 2016- مرارًا وتكرارًا إن تركيا لن تسمح "بممر إرهابي" على طول حدودها، وتعهد بالدفع باتجاه الشرق في سوريا بعد عفرين لمنع القوات الكردية من ربط المناطق التي تسيطر عليها شرق وغرب سوريا.

تركيا تحتضن حوالي 3 ملايين لاجئ سوري، وذكرت تركيا أيضًا أن عفرين يمكن أن يكون مكانًا يعود إليه اللاجئون فيما بعد.

وترى الصحيفة أن عفرين التي ظلت لسنوات منطقة معزولة إداريًا، فإنها كانت هدفًا سهلًا لأردوغان، لكن نواياه بالتوغل نحو الشرق فإنه يخاطر بالتورط في معركة أكبر من قدرة تركيا على التعامل معها.

ماذا يعني بالنسبة للأكراد؟

إنها نكسة.. قبل بضعة أشهر، وصف الأكراد السوريون المهمشون بأنهم أكبر الفائزين في الحرب الأهلية السورية، وتفاخروا بأنهم القوة البرية الرئيسية التي طردت تنظيم داعش من معاقلها في سوريا، بما في ذلك الرقة، عاصمة التنظيم الرئيسية.

لكن حلم الأكراد بالحكم الذاتي يبدو هشًا بشكل متزايد. لقد تم استخدامهم تاريخيًا وتهميشهم، والآن قد يصبحون مرة أخرى الخاسرين في صراع القوى الكبرى حول النفوذ في سوريا.

وضع الهجوم التركي على عفرين، الذي بدأ في 20 يناير، الولايات المتحدة في وضع صعب بين الأكراد، لتختار بين حليفتها الوحيدة في سوريا التي مزقتها الحرب، وعلاقاتها مع تركيا الحليف الرئيسي لحلف شمال الأطلسي، لكنها لم تختر، ولم تحرك ساكنًا لمساعدة الأكراد على القتال من أجل عفرين.

وتعهد الأكراد بالدفاع عن منطقة عفرين –معقلهم- حتى النهاية، واصفين إياه بأنه معركة واجبة للحفاظ على أراضيهم، وقاموا بنقل مئات المقاتلين من الخطوط الأمامية مع تنظيم داعش لتعزيز دفاع عفرين.

وخسر الأكراد أكثر من 800 مقاتل خلال 58 يومًا من القتال من أجل عفرين وقُتل في أثناء نحو 500 مدني، وتشرّد عشرات الآلاف من سكان عفرين من البلدة قبل دخول القوات التركية، كما انسحب المقاتلون الأكراد "ظاهريًا" من أجل إنقاذ المدنيين الباقين.

ماذا بعد...؟

ويتوقف الكثير عما إذا كان أردوغان يمضي قدمًا في تهديده بتوسيع العمليات العسكرية شرقًا، باتجاه بلدة منبج ومناطق أخرى شرقي نهر الفرات الخاضع لسيطرة القوات الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة، وحيث تتمركز القواعد الأمريكية أيضًا.

وبينما كانت الولايات المتحدة استطاعت أن تنأى بنفسها عن القتال في عفرين، فإنها لا تستطيع الجلوس صامتة إذا قامت تركيا بتوسيع وتمديد القتال إلى منبج.

كما لفتت الوكالة إلى أن تهديد القوات الكردية بشن حرب عصابات ضد الجيش التركي من شأنه أن يعرّض البعثة التي تقودها الولايات المتحدة للخطر، وهي بعثة متواجدة لضمان عدم عودة قوات داعش مرة أخرى.

أما الرئيس السوري بشار الأسد، فقواته منشغلة الآن باستعادة الغوطة الشرقية، بالقرب من دمشق، وغيرها من المناطق التي تعتبر أكثر أهمية بالنسبة له، لكنه أدان "الاحتلال التركي" لأجزاء من شمال سوريا وتعهد في نهاية المطاف باستعادة المنطقة.

وتساءلت الوكالة الأمريكية، عما إذا كان الاستيلاء على منطقة عفرين سيؤدي إلى "تطهير عرقي" للأغلبية الكردية هناك، مشيرة إلى ما أفاد به سكان عفرين عن نهب وسلب واسع النطاق بعد وقت قصير من استيلاء القوات التركية والمقاتلين السوريين المتحالفين معها إلى مركز المدينة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان