إعلان

على طريقة إيفانكا بالسعودية.. رقيقة "بيونجيانج" على أقرب مسافة من مسئول أمريكي

10:27 م الجمعة 09 فبراير 2018

كتب – محمد الصباغ:

حينما تظهر المرأة تختلف الأمور حتى ولو سبق ظهورها في الصورة تهديدات باستخدام السلاح النووي.

رفض نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مصافحة أحد كبار المسئولين في كوريا الشمالية، لكنه جلس بمقعد أمام شقيقة الزعيم كيم أونج أون في حفل افتتاح الأولمبياد الشتوية بمدينة بيونج تشانج في كوريا الجنوبية.

ويُعيد ذلك إلى الأذهان أيضًا الحفاوة السعودية بإيفانكا ترامب بصورة كبيرة على غير المعتاد في المملكة والتقطت الكاميرات صورًا لمسئولين سعوديين يحاولون الحديث معها خلال زيارة والدها إلى الرياض لحضور القمة العربية الإسلامية الأمريكية في مايو من العام الماضي.

على أقرب مسافة بين مسئول أمريكي ومسئول كوري شمالي، الأربعاء، وقف بنس و"كيم يو-أونج" شقيقة زعيم كوريا الشمالية خلال افتتاح الأولمبياد الشتوي.

وجاء التقارب وسط احتمالات بإجراء محادثات مباشرة بين الدولتين التي يشوب علاقتهما توتر كبير وتبادلا التهديدات بشان بدء حرب نووية.

وصول الحسناء "كيم يو-أونج" التي تبلغ من العمر 31 عامًا إلى كوريا الجنوبية يعيد للأذهان زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى السعودية، حيث كانت مستشارته وابنته إيفانكا تحضر الاجتماعات الرسمية وظهرت في أحدها يفصل بينها وبين والدها الأمير مقرن بن عبدالعزيز وبدا في حالة كبيرة من الودية حينما كان يعلمها طريقة "هزّ" فنجان القهوة على الطريقة السعودية.

طغى حضور إيفانكا على حضور والدها وبات لقب "أبو إيفانكا" هو الأكثر انتشارًا على منصات التواصل الاجتماعي السعودية مقارنة باسم ترامب نفسه. وانتشر مقطع فيديو لمواطن سعودي يطالب الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن يتوسط له من أجل الزواج بابنة الرئيس الأمريكي.

ومن الجدير بالذكر أن إيفانكا يهودية متزوجة من اليهودي الملتزم جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي ومسئول ملف السلام في الشرق الأوسط من الإدارة الامريكية.

وعاد الوفد الأمريكي إلى واشنطن بعدما وقّع اتفاقيات وصفقات تعاون آنذاك تجاوزت قيمتها 400 مليار دولار في مجالات الدفاع والطاقة والنفط ومشاريع واتفاقيات أخرى. وبعد أشهر من الزيارة وتحديدًا في ديسمبر الماضي كان اسم إيفانكا الثالث من بين الأسماء التي يبحث عنها السعوديون على الإنترنت.

هذه المرة يبدو أن كوريا الشمالية هي من تستخدم قوتها الناعمة التي قد تثبت قوتها، فظهرت كيم يو-أونج أحد أفراد الأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية لتتولى مهمة التوجه إلى الجارة الجنوبية لحضور فعاليات افتتاح الأولمبياد الشتوية برغم أنها من بين الشخصيات المفروض عليها عقوبات بينها حظر السفر من الإدارة الأمريكية.

والأكثر من ذلك أنها ظهرت قريبة جدًا من مايك بنس خلال حفل الافتتاح، وبعد مبادرة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن التي دعا فيها بنس ويو-أونج ومعهم رئيس الوزراء الياباني شينزر آبي لحضور افتتاح الأولمبياد، سعيًا منه إلى تهدئة التوتر والتهديدات التي تزايدت من الجارة الشمالية ورفعت حدتها التصريحات الحادة من الرئيس ترامب.

واعتبرت افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وصول الوفد الكوري الشمالي ومشاركته مع كوريا الجنوبية بفريق موحد وراية واحدة سوف يُظهر بيونج يانج بشكل جيد وسط ضغوطات العقوبات الدولية.

وتبادل ترامب التهديدات مرارًا وتكرارًا مع زعيم كوريا الشمالية كيم أونج أون، وتباهى كل منهما بامتلاكه أسلحة نووية وزايد ترامب على كيم بالقول بأنه يمتلك زرًا نوويًا أكبر ويمتلك فاعلية أقوى.

لكن مون جيه-إن يخطط لاستضافة الوفد الكوري الشمالي على مأدبة غداء بهدف استئناف الحوار رفيع المستوى بين البلدين، وربما ينتهي ذلك إلى عقد لقاء في وقت لاحق بينه وبين الزعيم كيم أونج.

ويأتي ذلك في وقت من غير الواضح فيه مدى استعداد نائب الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الياباني لإجراء مناقشات موجزة مع وفد كوريا الشمالية. واتخذ المسئولان مواقف أكثر حدة نحو كوريا الشمالية، مقارنة بالرئيس الجنوبي، ما يتسبب في خلق فجوة بين الحلفاء.

لكن هذه التصريحات الأمريكية قلل منها تمامًا ظهور شقيقة زعيم كوريا الشمالية بنس في حفل الافتتاح، وربما تستفيد بيونج يانج منها في تحسين صورة كوريا الشمالية وتقوية موقفها حيث كانت مسئولة عن الدعاية الكورية الشمالية خلال العام ونصف العام الماضيين، وبالفعل كان هناك تحول كبير في تناول الأخبار حول الزعيم الكوري الشمالي وجاءت كل الأخبار تزيد من حالة الرعب والخوف منه بدلا من وصفه دائمًا بالمجنون الذي يقتل أقاربه بطرق وحشية.

مثل إيفانكا، تبدو كيم رقيقة. لكن مايكل مادن الخبير في شئون كوريا الشمالية قال لـ "بي بي سي" إنها صامتة لكن صارمة أيضًا وليست سهلة المراس. وكانت تعيش مع شقيقها الذي يكبرها بأربع سنوات في سويسرا خلال فترة دراستهما.

فيديو قد يعجبك: