إعلان

بعدما ربطها ترامب بتظاهرات "السترات الصفراء".. ما هي اتفاقية باريس المناخية؟

12:07 ص الأحد 09 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

اتخذ الرئيس الأمريكي كعادته من "تويتر" منصة تعبير عن مواقفه السياسية، ومنها رأيه في تظاهرات باريس، التي ربطها باتفاقية باريس للمناخ، المرفوضة من جانبه.

وهاجم ترامب، السبت، مجددًا اتفاق باريس للمناخ، معتبرًا أن تحرك "السترات الصفراء" في فرنسا يثبت فشل هذا الاتفاق "غير الفعّال"، في وجهة نظره، مشككًا أيضًا في جدوى الضرائب الهادفة لحماية البيئة.

وكتب ترامب، في تغريدة السبت على حسابه في "تويتر": "اتفاق باريس (للمناخ) غير فعّال لباريس. متظاهرون وشغب في أنحاء فرنسا. الناس لا يريدون أن يدفعوا مبالغ طائلة، أغلبها يذهب لدول العالم الثالث (التي تدار بشكل مريب)، بهدف ربما حماية البيئة. المتظاهرون يهتفون: نريد ترامب! أحب فرنسا".

فما هي "اتفاقية المناخ"؟

اتفاقية باريس هي أول اتفاق عالمي بشأن المناخ، جاء عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة الـ 21 للتغير المناخي في باريس في العام 2015.

وفي الثاني عشر من ديسمبر 2015، صدّقت على الاتفاق وفود 195 دولة، بينها وفد الولايات المتحدة الأمريكية.

ويهدف الاتفاق إلى احتواء الاحتباس الحراري عند أقل من درجتين (1.5 درجة)، بالإضافة إلى وضع حد أدنى قيمته 100 مليار دولار أمريكي مساعدات مناخية سنوية للدول النامية، على أن يعاد النظر في هذا السعر في 2025 على أقصى تقدير.

وتعمل اتفاقية باريس للتغير المناخي بشكل أساسي على مواجهة مشكلة انبعاثات الغازات الدفيئة، وكيفية إيجاد الحلول للتكيف معها، والتخفيف من حدة ضررها على البيئة، والنظر بجدية للآثار الواضحة للتغيرات المناخية، والحد من ارتفاع الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين؛ إذ أن متوسط درجات الحرارة العالمية ارتفع بمقدار 0.85 درجه مئوية من 1880-2012.

وفي يوليو 2017، أعلن وزير البيئة الفرنسي نيكولا إولو أن باريس عقدت العزم على اتخاذ كافة الإجراءات الممنهجة لوقف تلك الظاهرة. وأصدر قرارًا بالتقليل من استخدام المنتجات البترولية من النفط والديزل في تشغيل المواصلات العامة والمركبات بحلول 2040.

كما أعلن أن فرنسا لن تعتمد على الفحم مصدرًا لإنتاج الكهرباء بحلول 2020، فضلاً عن استثمار 4 مليار يورو في مشروعات لدعم استخدام الطاقة المتجددة.

موقف أمريكا من الاتفاقية

ومنذ بدء حملته الانتخابية في العام 2016، أدان الرئيس الأمريكي توقيع الولايات المتحدة على اتفاقية باريس للمناخ.

وبعد توليه رئاسة أمريكا، أعلن ترامب في مطلع يونيو العالم الماضي، انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ. وأكد في خطاب ألقاه من حديقة البيت الأبيض، أنه يرفض أي شيئ يمكن أن يقف في طريق "نهضة الاقتصاد الأمريكي"، لافتًا إلى أنه حان الوقت لإعطاء الولايات الأمريكية "أولوية على باريس وفرنسا".

وأضاف ترامب أن اتفاق باريس "لا يصب في صالح الولايات المتحدة" لافتًا إلى أن الاتفاق الراهن ليس حازمًا بما يكفي مع الصين والهند.

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن الانسحاب الأمريكي يؤذي وبشدة الاتفاقية والعالم، كما أنه يشجع دولاً أخرى على عدم الالتزام.

وأضافت أن هناك قيادة أخلاقية للاتفاقية كانت تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وتخلت عنها، وأن الانسحاب بمثابة خطأ تاريخي ستنظر إليه الأجيال القادمة وتشعر بالصدمة من تخلي الدول التي تقود العالم عن الواقع والأخلاق.

وكان التوصل لاتفاقية باريس للمناخ تحت مظلة أمريكية صينية، إذ استطاع أوباما والرئيس الصيني شي جين بينج التوصل إلى أرضية مشتركة لبناء ما يسمى "تحالف بطموح كبير" إلى جانب دول صغيرة والاتحاد الأوروبي.

ومن جانبها، أعادت الصين مؤخرًا التأكيد على التزامها بالاتفاقية. ومن المفترض أن تصدر الصين بيانًا مشترك مع الاتحاد الأوروبي للتعهد بعمل أوسع لإيقاف انبعاثات الكربون.

ويأتي ذلك بمثابة فرصة للصين نحو فرض نفوذها أوروبيًا. وسيُغضب قرار ترامب الشركات الكبرى في الولايات المتحدة، والتي أعلنت تأييدها لاتفاقية باريس، ومن بينها جوجل وأبل، ومئات الشركات الأخرى التي تشمل عاملين في مجالات الطاقة مثل إكسون موبيل، التي طالبت ترامب صراحة بالالتزام بالاتفاقية.

فيديو قد يعجبك: