إعلان

بينها مصر.. "أسوشيتدبرس" تتوقع مصير الشرق الأوسط في 2019

02:31 ص الأربعاء 19 ديسمبر 2018

صراعات الشرق الأوسط

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت وكالة "أسوشيتدبرس" تحليلًا للأوضاع المحتملة في الشرق الأوسط خلال العام القادم بناء على ما حدث في 2018.

قالت الوكالة في تحليلها: "بينما يقترب الشرق الأوسط من العام الجديد، يبدو أن الصراعات التي اندلعت منذ أكثر من 5 سنوات -في كلًا من ليبيا وسوريا والعراق واليمن- شارفت على الانتهاء، ولكن بعد أن دفعت تلك البلدان ثمنًا باهظًا تمثل في مقتل الآلاف وتشريد الملايين من السكان".

ترى الوكالة الأمريكية بأنه لا يزال الملايين من الشباب وصغار السن في المنطقة محرومين من المشاركة الاقتصادية والسياسية، في الوقت الذي فشلت فيه الحكومات في معالجة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وغيرها من المشاكل العميقة.

ويقول المحلل الأردني عامر السبيلة للوكالة: "أعتقد أن العام القادم سيمثل تحديًا كبيرًا".

واستعرضت الوكالة عددًا من البلاد التي تعمها الفوضى -بحسب تعبيرها- وما تتجه إليه في 2019:

صورة 2

اليمن: أحرزت الحكومة اليمنية، بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بعض التقدم مع الحوثيين المرتبطين بإيران تجاه اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وهو الأول بعد 4 سنوات من القتال الذي أودى بحياة 60 ألف شخص على الأقل ودفع البلاد إلى حافة الهاوية والمجاعة.

ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات في يناير، مع توقع أن يؤدي الضغط الأمريكي على دول الخليج إلى مزيد من التهدئة.

سوريا: استطاع الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة روسيا وإيران، أن يسحق المعارضة التي انطلقت منذ 7 سنوات، وعلى الرغم من عدم انتهاء الحرب والقتال الذي لا يزال مستمرًا في الشمال الذي يسيطر عليه المتمردون، فإن الدائرة الداخلية للأسد ورجال الأعمال المتحالفين معه يرون أنهم يصنعون ثروة من إعادة بناء البلد المحطمة.

العراق: مر ما يقرب من العام على إعلان الحكومة انتصارها على تنظيم داعش، لكن لا تزال هناك تحديات، بما في ذلك إعادة بناء المدن المدمرة. وأظهرت أعمال الشغب ضد الفساد وتدني الخدمات في منطقة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط الحاجة الملحة لمعالجة المشاكل الاقتصادية للعراق.

ليبيا: وافقت الحكومات المتنافسة في الشرق والغرب على الاجتماع في مؤتمر وطني أوائل عام 2019، لتمهيد الطريق لإجراء انتخابات عامة. ولا يزال إنتاج النفط دون مستوياته قبل عام 2011، ولا يزال انعدام الأمن يمنع الاستثمار الأجنبي والنمو الاقتصادي.

صورة 3

إيران: تضررت طهران بشدة بسبب العقوبات الأمريكية التي تم فرضها مرة أخرى، وكانت العملة متقلبة للغاية، لكن لم تشهد طهران احتجاجات عنيفة سوى في بداية العام.

وعلى الرغم من أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني أنهى صفقات بمليارات الدولارات لمصنعي الطائرات والسيارات، سمحت واشنطن للعديد من الدول بالاستمرار في استيراد النفط الإيراني في الوقت الراهن. أدى ذلك إلى انخفاض أسعار النفط، وتوتر اقتصادات دول الخليج.

قطر: يبدو أن المقاطعة التي فرضها الرباعي العربي (السعودية، والبحرين، والإمارات ومصر)، لن تنتهي في أي وقت قريب، خاصة مع انسحاب قطر من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" التي تسيطر عليها السعودية.

مصر: الدولة الشرق أوسطية الأكبر من حيث عدد السكان بتعداد بلغ 100 مليون نسمة يتأخر فيها خلق فرص العمل. ولكن تتحسن ثقة المستثمرين، على الرغم من أن التضخم تجاوز الأهداف التي حددها صندوق النقد الدولي.

لبنان: تعيش أجواء مضطربة سياسيًا بسبب حزب الله وعقود من سوء الإدارة، كما أن لديها ديون بقيمة 84 مليار دولار، مما يزيد من مخاوف الانهيار الاقتصادي الوشيك.

وتساءل جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "ما الذي سيحدث مع الإحساس المتزايد باليأس بين طبقات عريضة من المجتمع؟ هل سيدفن الناس رؤوسهم في الرمال ويكونوا محبطين؟ أم سيؤدي إحساس أنه لا يوجد منفذ إعلامي إلى نوع من الانفجار، حتى لو لم يكن موجها بالتحديد نحو التغيير؟".

وتقول الوكالة: النتائج الكارثية لبعض ثورات الربيع العربي قد تكون رادعًا للبعض.

- الصراع الفلسطيني الإسرائيلي:

افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا العام بهدية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في مايو، وقام الرئيس الفلسطيني محمود عباس على إثر تلك الحركة بتجميد العلاقات مع الإدارة الأمريكية، متهمًا إياها بالتحيز المؤيد لإسرائيل فيما يتعلق بأكثر القضايا حساسية في النزاع.

صورة 4

واصلت إسرائيل بناء مستوطنات في الضفة الغربية، وقادت حماس مسيرات حاشدة على الحدود ضد الحصار الذي فرضته منذ عشر سنوات على قطاع غزة وشن فلسطينيون هجمات متفرقة ضد اسرائيليين. قتل العشرات في 2018 بسبب الصراع كانت غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

خطة السلام الأمريكية، التي وعد بها ترامب منذ بداية فترته الرئاسية، لم تتضح معالمها بعد، ويخشى عباس من أن أي مقترح سيوفر في أحسن الأحوال دولة فلسطينية صغيرة في غزة، مع تواجد صغير في الضفة الغربية وشرقي القدس.

ومع إجراء الانتخابات الإسرائيلية في وقت ما من عام 2019، فإن خطة السلام إذا دعت لتقديم تنازلات ضئيلة حتى يمكن أن تمزق تحالف نتنياهو ذو اليمين المتطرف، وقد لا يتمكن من الترشح لإعادة انتخابه إذا كان هناك أي تقدم في قضيتي الفساد، خاصة بعد أن أوصت الشرطة بتقديم اتهامات ضده.

- السياسة الأمريكية:

من المتوقع أن يستمر دعم إدارة ترامب القوي للمملكة العربية السعودية، وذلك لأن التحالف مع الرياض بمثابة وسيلة للضغط على إيران، ومع ذلك، تفتقر واشنطن إلى سياسة واضحة تجاه سوريا. حيث تغيرت مواقف ترامب حول ما إذا كان يريد بقاء القوات الأمريكية في سوريا.

في أفغانستان، عينت الإدارة مبعوثًا خاصًا للتفاوض على الخروج السلمي من أطول حرب في التاريخ الأمريكي، ولكن لم يتم اتخاذ أي مسار واضح لذلك. ويسعى الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون لتقليص وجود واشنطن في أفغانستان، ولكن دون جدوى.

فيديو قد يعجبك: