إعلان

"غضب وخيانة".. تفاصيل مكالمة "بن سلمان وكوشنر" بشأن خاشقجي

09:17 م الأحد 21 أكتوبر 2018

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب– محمد الصباغ:

في العاشر من أكتوبر الماضي، أي بعد ثمانية أيام من اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، اتصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبديًا انزعاجه وصدمته من رد الفعل الغربي نحو الأزمة.

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الأحد، تفاصيل المكالمة بين ولي العهد السعودي ومستشار ترامب، نقلًا عن أشخاص اطلعوا على تفاصيل المكالمة.

وزعمت أن ولي العهد سأل خلال المكالمة بلغة إنجليزية "لماذا كل هذا الغضب؟" وذلك بعد انتقادات كبيرة في وسائل إعلام غربية نحو الأمير محمد بن سلمان، وبيانات دول غربية طالبت السعودية بتفسير ما حدث داخل قنصليتها بإسطنبول.

كانت المملكة أعلنت في وقت مبكر من صباح أمس السبت أن تحقيقاتها الأولية أظهرت أن خاشقجي "توفي" في القنصلية السعودية في إسطنبول.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس)، عن النائب العام السعودي قوله في بيان إن "المناقشات التي تمت بين المواطن جمال خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي ما أدى إلى وفاته".

كانت وسائل الإعلام الغربية لا تتوقف عن وصف ولي العهد بالإصلاحي الذي يسعى عبر خطة المملكة "2030" إلى تغيير شكل السعودية، وذلك عبر مجموعة من القرارات أبرزها إعطاء النساء حق القيادة والإعلان عن مشروعات كبيرة على شواطئ البحر الأحمر والتي تجذب استثمارات أجنبية كبيرة بالسعودية.

هذا التحوّل في المعاملة أغضب محمد بن سلمان، بحسب "وول ستريت جورنال". وبحسب مصادر اطلعت على تفاصيل المكالمة الهاتفية، طالب جاريد كوشنر ومعه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الأمير محمد بن سلمان بضرورة الوصول إلى كل الحقيقة في قضية اختفاء خاشقجي وبشكل سريع.

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي تحول من "القلق إلى الغضب" خلال المكالمة، وبحسب شخص مقرب من الأسرة المالكة "كان مصدومًا بوجود رد الفعل هذا. شعر بأن الغرب قد خانه".

وتابع المصدر لوول ستريت جورنال: "قال إنه لن ينسى أبدًا كيف تحوًل هؤلاء ضده قبل ظهور أي دليل".

يذكر أن أول تعليق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الأزمة جاء بعد أسبوع تقريبا من اختفاء جمال خاشقجي، وأعرب عن قلقه بسبب التقارير حول مقتل الصحفي السعودي في تركيا.

وأضاف في تصريحات للصحفيين بالعاصمة واشنطن: "أنا قلق بسبب ذلك. لا أحب سماع تلك الروايات. أتمنى أن يتم حل الأمور. لا أحد يعلم حتى الآن أي شيء".

وبعد ساعات من تصريحات ترامب، دعا وزير الخارجية مايك بومبيو، الاثنين، إلى إجراء "تحقيق شامل" في اختفاء خاشقجي.

وقال في بيان: "ندعو الحكومة السعودية لدعم إجراء تحقيق شامل في اختفاء السيد خاشقجي والتحلي بالشفافية بشأن نتائج هذا التحقيق."

وقال إن الولايات المتحدة "تشعر بالقلق" إزاء اختفاء خاشقجي، مضيفًا أن كبار مسؤولي وزارة الخارجية ناقشوا الأمر مع السعودية عبر "القنوات الدبلوماسية".

وصرح ترامب بعد ذلك بأنه يريد استقبال خطيبة الصحفي السعودي في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنه تحدث مع مسئولين سعوديين حول الأمر.

وفي بريطانيا، وقبل المكالمة بين "بن سلمان" و"كوشنر"، قال وزير الخارجية، جيريمي هانت، إنه اجتمع بالسفير السعودي الأمير محمد بن نواف، من أجل الحصول على إجابات عاجلة عن أزمة جمال خاشقجي.

وأضاف الوزير البريطاني، في التاسع من أكتوبر الجاري، أن بلاده ستتعامل مع الحدث على محمل الجد إذا ثبتت التقارير بشأن خاشقجي.

وبعد البيان السعودي الرسمي حول تفاصيل واقعة مقتل خاشقجي، أصدرت دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا حول الواقعة، وطالبوا بمزيد من التفاصيل والتوضيحات حول ملابساتها.

وقال البيان المشترك: "إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجى داخل القنصلية السعودية بإسطنبول كان شيئًا خشيناه لعدة أيام، ولكن لا يزال تأكيده بمثابة صدمة لنا".

أما الرئيس الأمريكي بعدما صرح بأنه واثق في الرواية السعودية حول مقتل خاشقجي، عاد أمس السبت ليؤكد بأنه "غير راض" عن تفاصيل الواقعة التي أعلنتها السعودية.

وشوهد خاشقجي آخر مرة وهو يخطو داخل القنصلية في الثاني من أكتوبر. ونفت السعودية في بادئ الأمر التعرض له أو قتله وقالت في البداية إنه غادر المبنى دون أذى، وذلك بعد أن نقلت تقارير صحفية عديدة عن مسؤولين أتراك قولهم إن خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية.

وأثار اختفاء خاشقجي اهتمام المجتمع الدولي، إذ طالبت الولايات المتحدة والدول الغربية والأمم المتحدة بتحقيق شفاف وعلني لكشف ملابسات اختفاء الصحفي السعودي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست.

فيديو قد يعجبك: