سكان برمنجهام مصدومون من صلة منفذ هجوم لندن بمدينتهم
برمنجهام (أ ف ب)
في منطقة ايدجباستون الغنية يجد السكان صعوبة في تصديق كيف يمكن ان تكون لهذه المنطقة التي تعشق رياضة الكريكت في مدينة برمنجهام، ثاني أكبر المدن البريطانية، علاقة بالهجوم الارهابي الذي وقع في لندن الاربعاء.
خلال ليل الاربعاء الخميس داهمت الشرطة المسلحة شقة في طريق هاغلي تقع بين مطاعم تبيع البيتزا والطعام الفارسي، وهي واحدة من ستة مواقع داهمتها الشرطة بعد ساعات من الاعتداء الذي دهس منفذه المارة بالسيارة فقتل اثنين وطعن شرطيا حتى الموت، قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص.
واعتقل ثمانية أشخاص في المداهمات التي جرت في برمنجهام ولندن.
وقال محمد علي (20 عاماً) العامل في متجر للتجزئة "لقد صدمت. هؤلاء جيراني. هذا مخيف".
ومنطقة ايدجباستون، التي تضم أفضل ملعب للكريكت في بريطانيا ومن بين المناطق المفضلة في مدينة برمنجهام، غير معتادة على مشهد الشرطة المسلحة وهي تغلق شوارع المنطقة.
وقال لوكاس كاموس (23 عاما) الذي يعمل في مخزن "المنطقة هادئة جدا. هناك الكثير من طلاب الجامعات هنا، ولذلك فمن المفاجئ أن يحدث هذا هنا".
وأضاف "لا اشعر بالأمان مطلقا. أشعر بالخوف".
المهاجم استأجر سيارته من برمنجهام
ارتبط اسم برمنجهام، التي كانت مدينة صناعية، بالمخططات الإسلامية في السابق، ولكن القليلين في ايدجباستون يربطون بين حيهم وتنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداء لندن.
وأغلقت الشرطة الشقة الواقعة في شارع هاغلي ووقف اثنان من رجال الشرطة المحلية حراسا أمام باب أمامي بني اللون، فيما دخل محققون من لندن إلى الشقة.
وكانت إحدى نوافذ الشقة مغطاة بالستائر والأخرى بالكرتون.
وجاء مالك الشقة ليجمع البريد من مطعم شيراز المجاور، وقال أنه لا يعرف الكثير عن المستأجرين.
وصرح لوكالة فرانس برس دون أن يكشف عن اسمه "صحيح أنني أملك الشقة، ولكن وكيلا عقاريا يديرها. وليست لي أية علاقة بالسكان".
ولم تتضح بعد علاقة برمنجهام بمنفذ الاعتداء، إلا أن شركة تأجير سيارات في بلدة سوليهول على مشارف المدينة أكدت أن السيارة التي استخدمت في الاعتداء وهي من طراز هيونداي، استأجرت منها.
"من عمل الشيطان"
أقر مسؤول مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية مارك راولي أن المسلمين "سيشعرون بالقلق في هذا الوقت" بسبب مخاوف من عمليات انتقام، وقال أن الشرطة ستعمل مع قادة المجتمع لضمان حماية المسلمين.
وتضم برمنجهام أعدادا كبيرة من المسلمين والمتحدرين من جنوب آسيا.
وصرح محمد افضل رئيس مسجد برمنغهام الرئيسي أن دوافع المهاجم ليست لها علاقة بالاسلام الحقيقي.
وقال "بغض النظر عن هوية المهاجم أو الأسباب التي دفعته للقيام بفعلته، فلا شيء يبرر قتل الأبرياء الذي لا يخدم مطلقاً البشرية".
وأضاف "ندعو جميع من لديهم أي تعاطف كان مع الارهابيين الذين يفكرون مثله أن يحكموا ضميرهم ويدركوا أن مثل هذه الأفعال هي من عمل الشيطان وليست من عمل المتقين".
وتصدرت برمنجهام عناوين الصحف العام الماضي عندما حكمت محكمة بالسجن على رجلين بسبب تسليمهما مبالغ مالية لمحمد عبريني المشتبه بضلوعه في اعتداءات باريس وبروكسل.
وقدم كل من محمد علي أحمد والمواطن البلجيكي زكريا بوفاسيل ويعيشان في برمنجهام مبلغ ثلاثة آلاف جنيه استرليني (3770 دولار) نقدا إلى عبريني في يوليو 2015، وهما يعلمان أنها ستستخدم في الإرهاب.
في 2008 أدين رجل من برمنغهام كذلك بتهمة التخطيط لخطف وقتل جندي بريطاني مسلم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: