إعلان

معهد أمريكي يُثني على عدم تأثر القرار السياسي المصري بالمساعدات الخارجية

08:52 م الأربعاء 13 ديسمبر 2017

الرئيس عبد الفتاح السيسي

كتب - عبدالعظيم قنديل:

أشار معهد "التحرير لسياسات الشرق الأوسط" الأمريكي، في تقرير له الأربعاء، إلى محاولة مصر الاحتفاظ بثقلها الإقليمي والاستراتجي كـ"وسيط مقبول" في صراعات الشرق الأوسط، وذلك رغم تلقي القاهرة مليارات الدولارات من دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال التقرير إن مصر تنأى بنفسها عن التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران، لافتًا إلى الوساطة المصرية عقب استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري، حيث برهنت القاهرة على أن مواقفها لا تتأثر بالتمويل الذي تتلقاه من الرياض.

كانت استقالة الحريري، الشهر الماضي، قد أدت إلى أزمة سياسية في لبنان، ودفعته إلى صدارة المواجهة في منطقة الشرق الأوسط بين السعودية "السنية" وحلفائها من جانب، وبين تكتل تقوده إيران "الشيعية" من جانب آخر- بحسب التقرير.

ولعب الدور المصري إلى جانب فرنسا دورًا مهمًا في إثناء الحريري عن استقالته، بعد 18 يومًا كاملة قضاها خارج بلاده في أعقاب انتشار تقارير تفيد بأن الضغط السعودي ساهم في تأجيج الساحة اللبنانية.

وأضاف المعهد الأمريكي أن سياسات مصر تنفي أى شكل من التبعية السياسية لخطى السعودية، لاسيما بعد أن تفاجأ المراقبون برفض القاهرة الاصطفاف خلف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الأزمة اللبنانية وحرب اليمن، حيث يثبت التاريخ أن مصر تنتهج سياسة مستقلة دون النظر إلى مصالحها الاقتصادية.

وأكد التقرير أن الرئيس عبدالفتاح السيسي مازال يلتزم بتحالفه مع موسكو، رغم استمرار تلقي بلاده حزمة سنوية من المساعدات الأمريكية والمليارت من الخليجيين، الذين يعتقدون أن توجهات موسكو في المنطقة تعارض مصالحهم.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختتم، الاثنين الماضي، زيارة عمل إلى مصر، بعد أن أجري مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبحث الرئيسان خلال الزيارة تدعيم علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية.

كما وقع الطرفان اتفاق بدء العمل في مشروع محطة كهرباء الضبعة النووية بمصر.

ووفق التقرير، فإن تحركات مصر تعبر عن مساعيها من أجل الحفاظ على دور أكثر حيادية بين جميع الأطراف الإقليمية، خاصة وأن القاهرة لا تعتبر إيران خطرا حقيقيا على أمنها القومي- على حد وصف التقرير، بينما تستحوذ "ليبيا" على الاهتمام الأكبر من قبل القيادة المصرية.

كما ألمح التقرير إلى تعاطف المسؤولين المصريين مع الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، منوهًا إلى أنه ذلك كان إشارة واضحة من القاهرة أنها لا تزال حرة في تحديد سياستها الخارجية بغض النظر عن الدعم المالي.

كانت السعودية قد انتقدت تصويت مصر في مجلس الأمن الدولي، في آواخر 2016، لصالح مشروع القرار الروسي حول الوضع في حلب، ووصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بـ"المؤلم".

وبشأن أزمة قطع العلاقات مع قطر، ذكر المعهد الأمريكي أن دوافع مصر للتعاون مع السعودية والإمارات كانت واضحة، خاصة أن القاهرة اشتبكت مع الدوحة حول دعم جماعة الاخوان المسلمين، وخلافا للرياض وأبوظبي، اختارت مصر عدم طرد المواطنين القطريين، خوفا من أن تفعل قطر الشيء نفسه لمئات الآلاف من المصريين الذين يعملون في قطر.

وقطعت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، في الخامس من يونيو الماضي، وأغلقت مجالاتها الجوية والبحرية والبرية أمام قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

وتتهم الدول الأربع قطر، التي تعد أكبر مُصدر للغاز المسال في العالم، بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وتنفي قطر عن نفسها تلك الاتهامات.

ومنذ عام 2011، كان الدور الإقليمي لمصر صامتا بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات التي سبقته، بحسب المعهد الأمريكي، وذلك بعد أن تضررت مصر اقتصاديا، ومن ثم تحاول السياسة المصرية استعادة دورها التقليدي في الدبلوماسية الإقليمية وإعادة تأكيد دورها في المنطقة اليوم كمفاوض رئيسي.​

فيديو قد يعجبك: