إعلان

قصة طائرة تعطلت ساعتين بسبب لون البشرة ومكالمة هاتفية

10:51 ص الأحد 08 مايو 2016

جويدو منزيو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري: 

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن جويدو منزيو، أستاذ مساعد بقسم الاقتصاد بجامعة بنسلفانيا الأمريكية تم إنزاله من طائرة الخطوط الجوية الأمريكية المتجهة من مدينة فيلاديلفيا إلى مدينة سيراكيوز بولاية نيويورك بعد الاشتباه في كونه إرهابي بسبب مكالمة هاتفية باللغة العربية لعمه ومعادلات رياضية كان يكتبها قبل إقلاع الطائرة الذي تأخر ساعتين.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، السبت، إلى أن لون بشرة الرجل وتسريحة شعره والمعادلات الرياضية جعلت السيدة التي تجلس إلى جواره تشتبه فيه وتخبر طاقم الطائرة الذين أنزلوه منها لمقابلة المحققين الذين اكتشفوا لاحقًا أنه أحد أشهر المدرسين في جامعة بنسلفانيا ومجموع "أيفي ليج" العلمية التي تعد من أشهر الجامعات والمدارس في العالم.

بداية القصة

مساء الخميس الماضي، صعد منزيو، 40 عامًا، ذو لهجة أجنبية وبشرة زيتونية إلى طائرة الركاب المتجهة إلى نيويورك في رحلة داخلية.

قبل إقلاع الطائرة كان الرجل المتخصص في الاقتصاد معتمًا بإجراء بعض الحسابات والمعادلات الرياضية فأخرج دفتر صغير وبدأ يدون فيه بعض الأشياء التي يجهلها غير المتخصصين الذين مثلتهم سيدة تجلس إلى جواره، 30 عامًا بشعر بني وحقيبة حمراء اللون.

بدأت السيدرة تنظر إليه وتراقب هيئته الخارجية وشكله.. ورغم أنه كان يرتدى ملابس تبدو أنيقة إلى حد كبير إلا أنه يبدو أن تلك السيدة كان لها رأي آخر وقررت بدأ حديث قصير معه.

السيدة: هل أنت من سيراكيوز؟

منزيو باقتضاب: لا.

وبدا أن الرجل ليس من الممكن استكمال النقاش معه في نظر السيدة التي بدأت تضع تركيزها على ما يكتبه في الدفتر الذي بيده باعتبار أنها كتابات غريبة - في نظرها.

بدأت تقرأ هي الأخرى في كتاب أو تظاهرت بذلك - يقول منزيو في سرد قصته - لكنه بعدما اكتمل ركاب الطائرة وقبل إقلاعها بقليل ذهبت إلى الطاقم وأخبرتهم بما لاحظته.

تأخر إقلاع الطائرة وظل الركاب ينتظرون، وبعد نصف ساعة كانت ماتزال جالسة على مدرج الطائرة فسألها الطاقم: هل أنت بخير أم أنك تشعرين بالمرض.

أجابت عليهم: أنا بخير وجاهزة للطيران، لكنها لم تبدو مقتنعة لذلك لم تقلع الطائرة، واستدارت للخلف لأسباب غير معروفة، وكانت السيدة قد خرجت منها بالفعل، وتم اخبار الركاب أن هناك ورقة يجب استكمالها وأن الطائرة ستتزود بالوقود وأعذار أخرى واهية - يقول منزيو، الذي لم يكن يعرف حتى ذلك الحين أنه سبب المشكلة.

استمر الانتظار، وأخيرًا جاء الطيار إلى الجاني الحقيقي ذو الشعر المعد والبشرة الزيتونية.. جاء إلى ذلك الأجنبي ليتم إنزاله من الطائرة ومقابلة أحد العملاء السريين - دون أن يعرف الجهة التي ينتمي إليها - ليسأله: ماذا تعرف عن السيدة الجالسة إلى جوارك؟.

أجاب منزيو: مرحة بعض الشيء لكنها لا تبدوا مريضة.

العميل: نريد أن نعرف ما هي المشكلة بينكما؟

منزيو مستطردًا: هي ليست مريضة نهائية لقد عرفت السبب.. لقد رأت بيدي دفتر صغير أدون فيه بعض المعادلات التي لا يمكن للآخرين فهمها وبعض الكلمات بلغات أجنبية وربما اعتقدت أنني أضع خطة لتدمير عشرات الأبرياء على متن الطائرة ورأت أنه يتحتم علهم إبلاغكم لتكون في أمان.

العميل بكلمات هادئة: اشتبهت في كونك إرهابي؟

منزيو ضاحكًا: ما كنت أكتبه لم يكن كلمات عربية ولا حتى لغة أخرى أو أكواد خطة إرهابية استعد لتنفيذها.. لقد كانت معادلات رياضية.

منزيو للعميل: هلا علمتم المسافرين أمثالها كيف يعرفون الآخرين.. أو كيف لا يجب عليهم أن يكونوا أوصياء علىهم.. يمكن السماح لها باستخدام جوجل لتعرف أن منزيو ليس إلا باحث اقتصادي في مدارس "أيف ليج" العالمية وأنه معروفًا جيدًا في مجاله.

وأظهر منزيو للسلطات ما كان يكتبه من معادلات رياضية وتم السماح له بالعودة إلى الطائرة على ذات المقعد.. بينما بدا على الطيار الذي أنزله من الطائرة مظاهر الخجل بعدما فعله معه.

وأقلعت الطائرة بعد توقف ساعتين عن موعده المحدد، وبالطبع لم تركب تلك السيدة إلى جواره بعد كل فعلت به وبعد نظرتها العنصرية التي أدت إلى تعطيل الطائرة وجعل خبير اقتصادي بأرقى الجامعات الأمريكية والعالمية محل اشتباه.

فيديو قد يعجبك: