صحف ألمانية: القضاء على الإرهاب مسؤولية المسلمين
برلين (دويتشه فيله)
نددت الصحف الألمانية بالعمليات الإرهابية التي استهدفت الكويت وتونس وفرنسا، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن عشرات الأبرياء. بعض المقالات طالبت العالم الإسلامي بالتصدي لخطر الإرهاب بنفسه لأنه يسيء إلى صورة الإسلام بشكل عام.
انتقدت صحيفة ''فيلت أم زونتاغ'' انشغال الغرب والشرق بالقضية الأوكرانية، متجاهلين أنهما يواجهان عدواً أكبر ومشترك يتجلى في الجهاديين وتنظيم ''الدولة الإسلامية'' (داعش).
ويقول كاتب المقال: ''يقوم الشرق والغرب بحرب باردة جديدة من أجل دولة فاشلة تسمى أوكرانيا. بينما في الواقع لديهما مشكلة أكثر صعوبة مع عدو مشترك، يمس بكل منجزات الحضارة والتنوير ويصور ذلك بالهواتف الذكية''.
''القضاء على الإرهاب مسؤولية العالم الإسلامي''
ورغم الفصل بين الإسلام المتسامح والمسلمين المسالمين من جهة وبين الجهاديين والفهم المتطرف للدين من جهة أخرى، غير أن كاتب المقال في ''فيلت أم زونتاغ'' يرى أن الجهاديين يستغلون المسلمين المسالمين لتجنيد المقاتلين في صفوفهم.
''يميز المرء بذكاء بين الإسلام المسالم وبين الحركات الإسلامية العنيفة، ويتجاهل حقيقة مفادها أن شيئين يحدثان في نفس الوقت هما: أن المسلمين متورطون بشكل مضاعف، كأول وغالبية ضحايا الجهاديين. وفي الوقت نفسه فالجهاديون يجندون الناس من صفوف المسلمين المسالمين''.
هذه الخلاصة دفعت كاتب المقال إلى تحميل مسؤولية القضاء على التطرف الإسلاموي على العالم الإسلامي نفسه.
''فلا المكتب الإتحادي لحماية الألمانية الدستور المجهز بمافيه الكفاية، ولا الرصد العالمي من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكي، ولا بنادق هجومية جديدة للجيش الالماني ستوقف هذا الشبح القاتل. فقط العالم الإسلامي نفسه، هو الذي يجب عليه التصدي لرفاقه في الدين، والذين صاروا متوحشين. هو فقط من يستطيع أن يفعل ذلك، ويجب عليه أن يفعل كذلك''.
''الإرهابيون أساؤوا لصورة الإسلام''.
أما صحيفة ''فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ'' فخصصت مقالاً تحليلياً للعمل الإرهابي الذي شهده مصنع الغاز قرب مدينة ليون الفرنسية الجمعة (26 يونيو 2015)، ورد فعل السلطات الفرنسية.
''الحكومة الفرنسية محقة حينما قالت إن بلادها ليست في حالة حرب مع الإسلام. فأي شكل يمكن أن تأخذه هذه الحرب؟. في الغرب يعيش ملايين المسلمين بسلام في الغرب، كما هو حال غيرهم من المواطنين المنتمين لإيديولوجيات مختلفة''.
وأضافت الصحيفة أن الأعمال الإرهابية باسم الدين الإسلامي أساءت إلى صورته بشكل كبير. ''إن تنظيم ''الدولة الإسلامية'' يعد منظمة إرهابية أعطت لنفسها اسم دين عالمي.ولكن كون الهجمات الإرهابية لا صلة لها بأي دين، كما يعتقد المجلس الإسلامي الفرنسي، يدحضه المجلس نفسه من خلال النتائج التي توصل إليها، وهي أن صورة الإسلام تأثرت سلباً. والأمر لا يقتصر فقط على الصورة. فكل دين عليه أو كان عليه أن يتخلى عن بعض التقاليد، ليكون متوافقا مع سيادة القانون والديمقراطية''.
''هدف الإسلاميين نشر الفوضى''
ومن جهتها ترى صحيفة ''زود دويتشه تساستونغ'' أن هدف الإرهابيين هو نشر الفوضى وزعزعة الإستقرار في البلدان الإسلامية بشكل خاص والتأثير على الكيانات الإقتصادية لتلك الدول.
''الإسلاميون يريدون إشعال فتيل حرب بين الشيعة والسنة في الكويت لخلق حالة من الفوضى. وفي تونس وأيضاً في مصر يستهدفون السياحة لزعزعة الأساس الاقتصادي لتلك الدول دول الضعيفة''.
وتتوقع الصحيفة الألمانية أن الإرهابيين لن يتوقفوا عن القيام بعمليات إرهابية جديدة في العالم الإسلامي وفي الدول الغربية.
''الحقيقة المرة هي أنه يجب توقع حدوث هجمات إرهابية جديدة في المناطق السياحية في شمال إفريقيا والسعودية، كما في المساجد، والأماكن العامة. كما أن الدولة الإسلامية ستنقل تلك الحرب إلى الدول الغربية''.
فيديو قد يعجبك: