إعلان

راهب في عشق الإبداع "2"

د طارق عباس

راهب في عشق الإبداع "2"

د. طارق عباس
07:53 م الأحد 29 أغسطس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تخرج كاتبنا المتفرد أشرف غريب في كلية الإعلام سنة 1985، مقررا بينه وبين نفسه أن يعمل ما يحب وأن يحب ما يعمل، وبسبب عشقه للفن والصحافة ورغبته في الجمع بينهما، فقد سعى للعمل في مجلة الكواكب، أعرق المجلات الفنية وأشهرها في ذلك الوقت، ففيها سيكون لديه هامش أكبر من حرية الحركة إعلاميا وإبراز ما في شخصيته من جوانب التميز والتفرد، ولكي يصقل خبراته وينوع معارفه، اتجه لدراسة النقد الفني في أكاديمية الفنون، حيث حصل على الدبوم بتقدير جيد جدا.

تدرب أشرف في مجلة الكواكب محاولا أن يفتح لنفسه كل ما يظهر مكامن تميزه، وحقق في تلك الفترة نجاحات وخبطات إعلامية مميزة، ربما كان أهمها ما ينشره من انفرادات صحفية عن الأديب العالمي نجيب محفوظ في الفترة من 1988 – 1989.

لم يُعَين أشرف غريب في مجلة الكواكب إلا بعد 7 سنوات من تدربه، ومع ذلك لم يستحوذ عليه خلالها الملل ولا الكلل ولا الإحباط ولا التردد ، بل كان مصمما على المضي في طريقه حتى يبلغ غايته وقد ملأه الإحساس بالاطمئنان والرغبة الجادة في تفانيه في العمل وبذل الجهد ، بمجرد وصول رجاء النقاش إلى رئاسة تحرير الكواكب ، وهو بالنسبة لكاتبنا وأديبنا "المبدع والخلاق والمعلم والأب الروحي"، وفي هذا يقول أشرف غريب : (بعد وفاة والدي – رحمه الله – حملت أمي المسؤولية ولعبت بالإضافة لدورها دور الأب وعوضتني حرماني منه ، لكن بعد أن رحل رجاء النقاش – والدي الروحي – لم أجد من يحل محله أو يعوضني عنه ويملأ الفراغ الذي تركه وأحسست فعلا باليُتم بعد أن فقدت المعنى الحقيقي للأبوة).

في سنة 1995 اتجه أشرف غريب إلى تأليف الكتب خاصة بعد أن تملكه الإحساس بأن الصحافة جهد منسي لصعوبة الاحتفاظ بما يُكتَب وانكب على المصادر والمراجع والوثائق المتاحة لديه، وراح يقرأ ويقرأ ويدون الأفكار ويرتبها ليخرج لنا بكتب علمية في حياة الفنانين، كتب موثقة بعيدة كل البُعد عن الانطباعية الساذجة السائدة لدى العديد ممن يعملون في مجال الكتابة الفنية، ولعل أبرز ما كتبه أشرف "شمس البارودي الطريق إلى الحجاب ، سعاد حسني الحلم الضائع ، أحمد رمزي أيامنا الحلوة ، سميرة أحمد نجمة من زمن الحب ، أحمد مظهر الفارس النبيل ، نجيب الريحاني صاحب السعادة ، شويكار سيدتي الجميلة ، صفية العمري جناب السفيرة ، فطين عبد الوهاب رائد الفيلم الكوميدي .... إلخ"، ولم يقف إبداع أشرف غريب عند هذا الحد بل سطر بقلمه العديد من المقالات والحوارات والتحقيقات الفنية الرائعة في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية منها : " الكواكب ، المصور ، الهلال ، روزاليوسف ، الأهرام ، الحياة اللندنية ، القبس ، صوت الكويت ، اليوم ، عكاظ ، الخليج ، الوحدة " .

شارك أشرف في تأسيس العديد من الكيانات الإعلامية التي أصبح لها وجود مشرف واستحسان الجماهير منها : "مجلة سيداتي سادتي ، مجلة الفن السابع ، الإصدار الأول لجريدة الدستور ، صحيفة نهضة مصر ، سوق السيارات ، الموقع الاكتروني لصدى البلد ، قناة روتانا سينما وقاعدة بياناتها ، قناة روتانا زمان" كما قام بإنشاء القاعدة الفيلمية للقناة الفضائية المصرية سنة 1996 ورقابة الأفلام وكتابة مقدماتها لراديو وتليفزيون العرب كما كتب للعديد من القنوات برامج متنوعة ووضع السيناريوهات الخاصة بها مثل : " أفلامنا الحلوة لقناة روتانا سينما، كشف المستور لقناة روتانا سينما أيضا ، الفيلم التسجيلي السندريلا لقناة دريم ، فيلم الكواكب درة الصحافة الفنية لقطاع القنوات المتخصصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون ، زمان يا فن لقناة النيل المتخصصة".

تولى أشرف غريب العديد من المناصب منها : "مدير تحرير ثم نائب رئيس تحرير ثم رئيس تحرير لمجلة الكواكب ، المشرف العام على مشروع الخدمات الرقمية بمؤسسة دار الهلال ، رئيس وحدة التوثيق والمعلومات الرقمية والمفوض الوحيد في التعامل باسم مؤسسة دار الهلال مع الهيئة الوطنية للصحافة ووزارة الاتصالات والأمن القومي وكافة الجهات المسؤولة عن إطلاق المنصة الرقمية ، رئيس لجنة تسعير المواد الأرشيفية من صور ومعلومات ودوريات ورقية أو مرقمنة .

لقد حقق أشرف غريب العديد من النجاحات التي يصعب حصرها وهي شاهدة على مدى ما بذله كاتبنا من جهد يستحق عليه النياشين والأوسمة وجوائز الدولة التقديرية ، إن أشرف غريب حدوتة ثرية بالعظات والعبر والدروس لكل من يسعى للفهم والتعلم والجدية ، حدوتة معجونة بالعزم والإصرار وعصية على التكرار ، ولو أن كاتبنا في زمن غير زمننا هذا لتربع على عرش الكتابة والنقد والإعداد الفني وصار واحد ممن يشار إليهم بالبنان.

إعلان