إعلان

#السيسي_زعيمي_وأفتخر

#السيسي_زعيمي_وأفتخر

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 25 يونيو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية هاشتاج #السيسي_ زعيمي_وافتخر وهاشتاج #السيسي_مش_ هيرحل ردا على حملات الدعاية السلبية التي تعج بها تلك المواقع لتشويه كافة قرارات الإصلاح الاقتصادي، التي تنفذ في مصر حاليا، من أجل استيفاء الشروط الخاصة بالحصول على قرض صندوق النقد الدولي.

كان تصدر الهاشتاجين المذكورين قائمةtrends الخاصة بتوتير، مثلا، سببا في لفت انتباهي لملاحظة رئيسية، تتعلق بأن معظم ما يكتب عن مصر في مراكز الفكر الغربية غير قادر على تفسير قدرة الشعب المصري على التعايش مع التداعيات الاجتماعية للإصلاحات الاقتصادية التي قررت مصر الإقدام عليها، خاصة في ظل حالة الركود الاقتصادي، التي نعيش فيها منذ سنوات.

ويعبر عن هذه القدرة على التعايش من ناحية حجم التأييد الذي حظي به الهاشتاجان المذكوران، وما ذكر في إطار ذلك من مبررات لقبول تلك القرارات.

ومن ناحية أخرى عدم وجود حركة على الأرض ضد الحكومة سواء في شكل مظاهرات أو مسيرات، وذلك في الوقت الذي تعد فيه القرارات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة منذ فترة، بما في ذلك القرار الأخير المتعلق برفع أسعار البنزين، من القرارات الصعبة التي تتردد أي دولة في العالم في اتخاذها بسبب تأثيراتها الاجتماعية والتي عادة ما يصاحبها احتجاجات في الشارع.

ولا يخفى أن تزامن الرفع الأخير لأسعار البنزين مع إجازة العيد جعل منه موضوعًا لحديث معظم الناس أثناء لقاءاتهم بالأقارب وبالمعارف، خلال أيام العيد.

وقد لفت انتباهي أحد هذه الأحاديث التي تضمنت بعض المبررات لمساندة الحكومة في قراراتها الأخيرة، والتي أفضل سردها، كما هي بالعامية، حتى يصل المعنى كما هو، وبصرف النظر عن صحة وسلامة ما به من معلومات:

المتحدث الأول: شفت السيسي بيعمل فينا إيه؟ الفلوس مش مكفية.

المتحدث الثاني: السيسي مبيعملش حاجة وحشة، افتكر كده أيام الإخوان وازاي السيسي وقف ضدهم، ده كان ممكن يموت فيها لو كان فشل، فكرك لو الإخوان كانوا كمّلوا في الحكم كنا هنعيش العيشة اللي احنا فيها ديه؟

المتحدث الأول: ما هو إحنا مش عارفين نعيش، الفراخ غليت والمترو غلي والبنزين غلي.

المتحدث الثاني: ما هي الدنيا بتغلى على طول، شفت من خمسين سنة فاتت مكناش بنصرف اللي كنا بنصرفه أيام الإخوان، ده إحنا مكناش لاقيين أنبوبة البوتاجاز.. والسيسي دلوقت وفر كل حاجة ..اللي عاوز فراخ بـ١٧ جنيه بيلاقي واللي عاوز بـ٣٩ جنيه بيلاقي .

المتحدث الأول: ما هي الفراخ اللي بـ17 جنيه ديه الناس بتقف طوابير عليها، وفين وفين لما تعرف تشتري منها، وبعدين طعمها وحش.

المتحدث الثاني: أنا جبت مرة الفراخ اللي بـ17 جنيه ومراتي قالت لي متشتريهاش تاني عشان طعمها وحش.. هي كل حاجة موجودة بس كل واحد يمشي على أده.

السيسي نفسه يوفر لكل بيت احتياجاته بس هيجيب منين؟

المتحدث الأول: هو انت مش شايف الناس اللي بتدور على العيش من الزبالة؟ منظرهم يصعب على الكافر.

المتحدث الثاني: هما دول محتاجين؟ دوّر وراهم كده هتلاقي معاهم شيء وشويات وكمان ممكن تلاقي الإخوان مشغلينهم يدوروا في الزبالة .

المتحدث الأول: دول ناس غلابة.. وبعدين هما الإخوان السبب في كل حاجة؟

المتحدث الثاني: أيوة هما المسؤولين عن الغلا اللي احنا عايشينه ده، ومتنساش إنهم لما كانوا في الحكم توغلوا في مفاصل البلد وماكانوش بيخدموا إلا على بعض وعاوزين يكوشوا على البلد كلها .. دول خدعوا الناس مدة ٨٠ سنة والناس عرفت حقيقتهم .

المتحدث الأول: خلينا في النهارده.. ده احنا بنعمل جمعيات ونلم كل قرش عشان نعرف نجيب خزين للبيت ومش ملاحقين.

المتحدث الثاني: أنا أعرف ناس كانت بتجيب خزين شهور وفيه ناس مش لاقية تجيب حاجة يوم.. والسيسي جيه وفر للفقير معاش تكافل وكرامة، فعرف يجيب حاجات اليوم.. كفاية إن السيسي مش بياخد فلوسنا.. فلوسك معاك محدش خدها منك. ده هو علمنا نقتصد، إحنا كنا مسرفين.

المتحدث الأول: هو الصراحة فيه الحلو وفيه الوحش مش كله

المتحدث الثاني: أنا من كتر ما السيسي عاجبني سميت حفيدي يحيى السيسي.

المتحدث الأول: أنا بحسبك هتقول تحيا مصر.. قلت يحيا السيسي!

هذا النوع من الأحاديث، مثله مثل غيره من المناقشات التي تدور على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي اللقاءات والتجمعات، تكشف من ناحية عن أن الشعب المصري بطبيعته ضد أي تغيير، ورد الفعل المباشر له أنه يعارضه بصرف النظر عما إذا كان متضررا منه أو لا، كما أنه بمرور الوقت قادر على تبرير التغيير بإعمال العقل، بحثا عن حكمة ما وراءه، بدلا من الانسياق وراء الكلام العام غير المبني على منطق سليم.

ويظل توفير متطلبات تعايش الشعب مع تلك القرارات هو خطوة ضرورية لإتمام تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.

إعلان