إعلان

الخطاب الإسلامي المرتقب والمأمول

الخطاب الإسلامي المرتقب والمأمول

08:08 ص الأحد 12 مايو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - ناجح إبراهيم:

ركّز خطاب الحركة الإسلامية قبل وصولها إلى سدة الحكم على فقه وخطاب الجماعة.. واليوم عليها أن تنتقل من مرحلة الجماعة إلى الدولة.. ومن فقه وخطاب الجماعة إلى فقه وخطاب الدولة.

فخطاب الجماعة يقوم فى الأصل والأساس على الولاء والبراء الدينى والتوافق العقائدى والمذهبى، أما خطاب وفقه الدولة فيقوم على فقه المواطنة والحريات العامة، خاصة حرية العقيدة، وعلى التوافق السياسى والمجتمعى مع جميع أطياف المجتمع.. وعلى العدل السياسى والاجتماعى الذى يشمل الجميع.. وإنتاج القيم الحضارية الرائدة التى تستند إلى حضارة الإسلام العظيمة والاجتهاد فى تصديرها إلى العالم كله، خاصة قيم العدل السياسى والاجتماعى وقيم القوة العادلة مع العفو والتسامح.

ركزت الحركة الإسلامية من قبل على خطاب المحنة، وقد يكون هذا مستساغا أو مطلوبا فى فترة محنتها.. وعليها أن تتجاوزه إلى خطاب التسامح والتعايش مع الآخر واستحضار هتاف النبى صلى الله عليه وسلم العظيم ''اذهبوا فأنتم الطلقاء'' وتفعيل منظومة العدل والإحسان مع خصومها وعدم الالتفات إلى ثارات الماضى.

كما بالغت فى خطاب المحافظة على الهوية الإسلامية وقد يكون هذا مستساغا ومطلوبا فى فترة الاضطهاد والاستبعاد أما الاستغراق فى هذا الخطاب واستدعاؤه مع كل خلاف سياسى مع الآخرين فلن يفيد الوطن.. إذ إن الهوية الإسلامية ليست فى خطر كما يتوهم البعض.. وأكثر ما يضر الهوية الإسلامية هو بعض النماذج السلبية التى تقدم الدين فكرا وسلوكا بطريقة سيئة، وعلى الحركة اليوم وهى فى سدة الحكم أن تهتم بخطاب العمل والإنتاج وجودتهما.

ركزت الحركة الإسلامية فى الفترة الماضية على ثقافة ''البديل الإسلامى عن الواقع الجاهلى''.. وتعنى أن الحركة الإسلامية هى البديل الجاهز والجيد عن الآخرين فى القضاء والأمن والجيش والدبلوماسية بل العوام.

وهذه فكرة خاطئة وسلبية تماما.. وهى نتاج فكرة تكفيرية تدعى أن المجتمع المصرى جاهلى.. وأن الحركة الإسلامية فى مقام الطليعة الأولى التى ناصرت النبى صلى الله عليه وسلم ضد خصومه.. وهذا قياس فاسد.. إذ إن الإسلام ضارب بجذوره فى المجتمع المصرى قبل أن تولد الحركة الإسلامية.. وهذا المجتمع له صولات وجولات فى كل شعب الإيمان ومناحى العطاء الإسلامية علما وعملا وبذلا وعطاء وسلوكا ونصرا على الأعداء من حطين وعين جالوت وحتى نصر أكتوبر.

أما الانحراف فيه فهو فى كل العصور مدا وجزرا وقربا وبعدا.

ومن بين عوام المسلمين من هم أعظم إيمانا وتقوى وتجردا من بعض أبناء الحركات الإسلامية.. وأمى- رحمها الله- كانت أعظم إيمانا وإسلاما وعبادة وتقوى وتضحية وتجردا منى رغم أنها كانت أمية.

فعلى أبناء الحركة الإسلامية ألا يحتقروا إيمان العوام وأن يحذروا من رؤية النفس والعجب بها والاغترار بما قدموه من تضحيات وبذل.. أو الاستعلاء بذلك على الآخرين.

وعلينا أن ندرك أن إيمان العوام هو أفضل إيمان لأنه وليد الفطرة والبساطة والتلقائية دون كثير من أدلجة أو حذلقة.. وقديما مدح الفقهاء هذا الإيمان حتى قال حجة الإسلام الغزالى وغيره ''ليتنى أموت على ما ماتت عليه عجائز نيسابور''، وعلينا أن نعيش مع قولة الصالحين ''لئن تبيت نائما وتصبح نادما خير لك من أن تبيت قائما لليل وتصبح معجبا''.

إعلان

إعلان

إعلان