إعلان

حكم ارتداء الملابس السوداء فترة طويلة حدادًا على المتوفي

كتب : داليا الظنيني

07:29 م 31/12/2025

الدكتور علي فخر أمين الفتوى

تابعنا على

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال من ماجدة من محافظة دمياط، حول حكم ارتداء اللون الأسود لفترة طويلة حدادًا على متوفى، خاصة في حالة أم فقدت ابنها الشاب ولا تزال ترتدي الأسود منذ أكثر من عام، مؤكدًا أن ارتداء الأسود في حد ذاته ليس حرامًا، لأنه لون من الألوان ولا يوجد في الشرع ما يُلزِم أو يمنع لونًا بعينه.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، بحلقة برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الحزن على المتوفى أمر فطري لا يُنكَر، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا»، مشيرًا إلى أن التعبير عن الحزن في القلب أو بالدموع لا حرج فيه شرعًا، ما دام منضبطًا بعدم الاعتراض على قضاء الله، والإكثار من قول: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، لما فيها من أجر عظيم وصبر وسكينة يدخرها الله لصاحبها.

وأكد أن ارتداء الأسود لا يُعد واجبًا شرعيًا ولا شرطًا من شروط الحداد، وإنما هو تعبير نفسي عن الحزن، ومن لبسته فلا إثم عليها، ومن تركته فلا حرج عليها كذلك، محذرًا في الوقت نفسه من أن الاستغراق الطويل في مظاهر الحزن قد يؤثر نفسيًا على الإنسان ويمنعه من تجاوز المحنة، داعيًا إلى التوازن بين الحزن المشروع والعودة التدريجية للحياة وذكر الله، لأنه السبيل الحقيقي للخروج من الضيق.

وأشار أمين الفتوى إلى أهمية الفهم الصحيح لفلسفة الموت في الإسلام، موضحًا أن الموت ليس نهاية، بل انتقال إلى مرحلة جديدة ولقاء مع الله سبحانه وتعالى، الذي هو أرحم بعباده من الوالد بولده، وأن المتوفى انتقل إلى رحمة الله، بينما الدنيا دار ابتلاء، والآخرة دار رحمة وكرامة، داعيًا إلى تسلية القلوب بهذا المعنى الإيماني، ومؤكدًا أن الفراق مؤقت، وأن اللقاء آتٍ، سائلاً الله أن يرحم المتوفى، ويصبر قلب والدته، ويحسن ختام الجميع.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان