تفاعل وتحركات رسمية ومفاجأة.. ماذا حدث في واقعة "فتاة البلكونة"؟

كتب محمد عبدالناصر:

في الساعات الأخيرة من أمس الاثنين، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر شخصا يلقي فتاة من "البلكونة"، لينتهى الأمر بالقبض عليه والتحقيق معه الذي أسفر مساء اليوم، عن مفاجأة.

ما القصة؟

تعود البداية إلى ظهور المقطع الذي لا يتجاوز مدته 44 ثانية على فيسبوك، يوثق اللحظات التي تسبق إنقاذ فتاة من السقوط من البلكونة.

وأظهر الفيديو مشادة كلامية بين شخصين حال وقوفهما في بلكونة أحد المساكن بعدما قام أحد الذين ظهروا بالفيديو بمساعدة الفتاة على الصعود وأنقذها من السقوط.

وسرعان ما تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو بشكل واسع النطاق، مطالبين بالتحقيق في هذه الفيديو معاقبة من يحاول إسقاط الفتاة من البلكونة.

بحث مستمر

التحرك الأول كان في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء من قِبل جهات الأمن للتحقق من الفيديو الذي تم تداوله والذي يوثق اللحظات التي تسبق إنقاذ فتاة من السقوط من البلكونة.

وأعلن بعدها المجلس القومي للطفولة والأمومة، رصده ومتابعته للواقعة المعروفة إعلاميا بـ"فتاة البلكونة".

وأكد المجلس قيام وحدة الرصد والإعلام التابعة للإدارة العامة لنجدة الطفل برصد فيديو لفتاة تلقى من شرفة منزل من مكان غير معلوم ومحدد من رجل غير معلوم هويته هل هو والدها أم شقيقها.

وأشار المجلس إلى أنه تم إحالة الواقعة لمكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام لاتخاذ اللازم حيال هذه الواقعة المؤسفة وفتح تحقيق قضائي فيها، إذ جرى إحالتها إلى المستشار المحامي العام لنيابة أكتوبر الكلية التابع لدائرتها مكان ارتكاب الواقعة.

وشدد على دعمه ومساندته القانونية والنفسية لهذه الطفلة، ويستنكر هذه الواقعة المؤسفة وما لحق بها من ضرر.

تحرك أمني

وقبل ساعات قليلة من الآن، ألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة، القبض على الأب الذي حاول إلقاء ابنته من شرفة منزله بشارع فيصل غرب المحافظة.

عقب الاستعانة بالتقنيات الحديثة أمكن تحديد مكان الواقعة بمنطقة الوفاء والأمل بمنطقة فيصل، وتتبعت مأمورية خط سير الأب المشكو في حقه بعد مغادرته المنطقة وأمكن ضبطه.

التحريات التي أشرف عليها اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير المباحث، بينت أن الفتاة تقيم مع والدها بمنزل يقطن برفقته أخيه ووالدهما.

ومع انتشار الفيديو غادر وأسرته المنطقة، وتم اقتياد الأب إلى قسم شرطة الهرم لسماع أقواله والوقوف على أسباب إقدامه على الواقعة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.

شاهد عيان

كشف شاهد عيان يدعى أشرف محمد حقيقة محاولة أب إلقاء ابنته من شرفة منزله بشارع فيصل.

وقال "محمد"، في مداخلة لبرنامج "يحدث في مصر"، إنه كان يعمل في الورشة ثم تفاجئ بسماع صوت عالي من إحدى "البلكونات" ليجد فتاة مُعلقة ببلكونة إحدى الشقق، متابعًا: "كنت شغال في الورشة سمعت زعيق وصويت وشوفت البنت متعلقه في البلكونة".

وأضاف: "البنت عايشة في الدور الأول بعد الأرضي والأب مستأجر الشقة في عمارة عائلة، ومفيش أب هيحدف بنته من البلكونة، الللي حصل أن البنت كانت خايفة من ابوها وجريت عشان تحدف نفسها لكن أبوها حاول يلحقها ومسك ايديها، احنا جرينا عليه عشان نرفع البنت من البلكونة لأنه عنده نسبة عجز في ايده".

وأكمل: "أبوها كان مضايق وعايز يضربها ومديت ايدي عليه وقولت له ازاي يضربها، والدنيا اتلمت والبنت كويسة متعرفش حصل اية لقينا الفيديو متصور واتنشر على الانترنت وبهدل الدنيا، وكل الناس بقيت بتتكلم كلام ملوش لازمة"، متسطردًا: "مفيش حد هيرمي ضناه من البلكونة ولو طلبت شهادتي في النيابة هشهد بالحق".

مفاجأة بالتحقيقات

غادر والد الفتاة وهو عامل باليومية قسم شرطة الهرم، مساء الثلاثاء، بعد التأكد من عدم صحة الفيديو المتداول تحت عنوان "أب يحاول إلقاء ابنته من البلكونة" والمعروف إعلاميًا "فتاة البلكونة".

وجرى الاستماع لأقوال الطفلة "مي" ووالدها وتطابقت الروايتين مع حديث شهود عيان من الجيران "مي دلوعة أبوها".

ونفى والد الطفلة "مي" إلقاءه ابنته من الشرفة "حد بيرمي ضناه" لافتا إلى أن المقطع أظهره في دور شيطان يلقي بابنته على خلاف الحقيقة "دي كانت بتجيب حاجة ووقعت وأنا حاولت أنقذها".

الأب -يعاني من إعاقة بالساق- أفاد بأنه عنف ابنته "زعقت لها علشان تجيب لي حاجة" وفي أثناء ذلك اختل توازنها وسقطت إلا أنه استعان بجاره لمساعدته في إنقاذها قبل سقوطها "أصلا لو وقعت مكنش هيحصلها حاجة البلكونة أرضي" مختتما حديثه "اللي صور مجبش الموضوع من أوله"، حسب أقواله.