إعلان

توقيع مذكرة لدراسة تحويل "باب العزب" لأول منطقة إبداع متكاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا -صور

01:15 م الإثنين 20 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، إن مشروع دراسة تطوير "باب العزب" يهدف إلى خلق بيئة محفزة لرواد الأعمال والمبدعين المصريين والأجانب، تمكنهم من تطوير منتجاتهم وعلاماتهم التجارية؛ حتى تتمكن من الوصول والمنافسة بها في الأسواق العالمية.

جاء ذلك خلال توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي، وشركة "بدايات مصر"، التي شهدتها، اليوم الإثنين، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي؛ لدراسة تحويل منطقة باب العزب بقلعة صلاح الدين الأيوبي، إلى أول منطقة إبداع متكاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وكان صندوق مصر السيادي قد وقع العام الماضي مع المجلس الأعلى للآثار عقد تطوير وتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة باب العزب الأثرية بقلعة صلاح الدين الأيوبي، على أن يتولى المجلس الأعلى للآثار -وحده- إدارة المنطقة الأثرية بالكامل وأن يتولى الصندوق تقديم وتشغيل خدمات الزائرين.

وتهدف الدراسة محل مذكرة التفاهم لوضع المخطط العام والجدوى الاقتصادية بغرض عرضه على المجلس الأعلى للآثار؛ لاعتمادها لخلق أول منطقة إبداع متكاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا في قلب القاهرة التاريخية، بما لها من عمق ثقافي متفرد كأحد أهم مواقع التراث العالمي، من خلال توظيف المباني التراثية الموجودة داخل منطقة باب العزب كعناصر جذب مهمة تستضيف بداخلها المكونات الأساسية لمنطقة الإبداع من محتوى تعليمي وإبداعي وحرفي وتجاري وترفيهي وترويجي لجذب الزائرين للمنطقة من داخل مصر وخارجها وتحفيز مخرجات الاقتصاد الإبداعي في مصر وربطه بالشبكات والأسواق العالمية.

وقَّع مذكرة التفاهم عمرو إلهامي، المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار، وأحمد الشابوري الرئيس التنفيذي لشركة "بدايات مصر"، وبحضور الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس رشيد محمد رشيد مؤسس مجموعة بدايات للاستثمار، وأيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، وأعضاء مجلسي إدارة صندوق مصر السيادي وصندوقه الفرعي، وأعضاء مجلس إدارة مجموعة بدايات للاستثمار، ورؤساء المكاتب الاستشارية القائمة بأعمال الدراسة ولفيف من ممثلي المجتمع التراثي والإبداعي والأعمال في مصر.

وتشغل منطقة باب العزب الجزء السفلي من قلعة صلاح الدين الإيوبي المقابل لميدان الرميلة ومدرسة ومسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي. وكان باب العزب لمئات السنين المدخل الرئيسي للقلعة، إلى أن قام محمد علي بإنشاء الباب الجديد المقابل لمنطقة الحطابة حاليًّا.

وأكدت السعيد أن إنشاء صندوق مصر السيادي جاء في إطار خطة الدولة المصرية لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وما يتطلبه ذلك من زيادة حجم الاستثمارات وتنوع مصادر التمويل، فكانت هناك ضرورة لإنشاء كيان اقتصادي كبير قادر من خلال الشراكة مع شركات ومؤسسات محلية وعالمية على زيادة الاستثمار والتشغيل والاستغلال الأمثل لأصول وموارد الدولة؛ لتعظيم قيمتها وإعطاء دفعة قوية للتنمية والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، حيث يسعى الصندوق لخلق ثروات للأجيال المستقبلية عن طريق تعظيم الاستفادة من القيمة الكامنة في الأصول المستغلة وغير المستغلّة في مصر وتحقيق فوائض مالية مستدامة، من خلال تصميم منتجات استثمارية فريدة من نوعها.

وأكدت السعيد أن هذه الخطوة تعد أولى مشروعات استثمار صندوق مصر السيادي في القطاع السياحي والثقافي والخدمي بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والتي ستشمل ترميم وإحياء منطقة "باب العزب" بالقلعة بهدف تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بها، ضمن خطة شاملة تستهدف إعادة تأهيل منطقة غير مستغلة بالقلعة وفتحها للجمهور بعد ترميمها وإضافتها إلى قائمة المزارات والمقاصد السياحية التاريخية والثقافية.

وتوقعت وزيرة التخطيط أن يقوم المشروع موضوع الدراسة بخلق مئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء المنطقة المحيطة وجذب الاستثمارات في المجالات الإبداعية المختلفة وخلق مناخ يسهم في الحفاظ على العديد من الحرف التقليدية وتطويرها.

وألقى الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كلمة نيابة عن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أكد فيها اهتمام الدولة بالحفاظ على المباني الأثرية وصيانتها واستغلالها استغلالًا حضاريًّا يحترم القيمة التاريخية الفريدة ويقدم للزائرين تجربة متميزة من خلال أنشطة ثقافية توعوية وخدمات ذات مردود اقتصادي يعزز من استدامة الموقع الأثري، وخلق نمط جديد لجذب السياحة المرتبطة بالصناعات الإبداعية؛ مما يسهم في التنمية السياحية.

وأشار وزيري إلى انتهاج وزارة السياحة والآثار على مدار السنوات الأخيرة نهجًا جديدًا، وهو الاهتمام بتعزيز تجربة الزائرين في المواقع الأثرية والمتاحف من خلال إضفاء البرامج الثقافية والخدمات الترفيهية لتكون الزيارة ثرية وممتعة ويتخللها سبل الراحة للزائرين بمختلف أعمارهم، لتشجيع الزيارات المتكررة وجعل المواقع الأثرية واجهة سياحية جاذبة.

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنه إيمانًا بأهمية التعاون مع الجهات المتخصصة ذات الخبرة في تقديم وتشغيل الخدمات، تم عقد عدد من الشراكات المثمرة مع الجهات الوطنية وشركات القطاع الخاص لتقديم وتشغيل الخدمات في منطقة أهرامات الجيزة، وقصر البارون إمبان بمصر الجديدة، وقلعة صلاح الدين الأيوبي.. وغيرها، مؤكدًا أن القاهرة التاريخية والفسطاط تشهدان اهتمامًا غير مسبوق من قبل القيادة السياسية في الآونة الأخيرة، ويواكب ذلك الاهتمام بقلعة صلاح الدين الأيوبي بموقعها في قلب القاهرة والتي يقصدها الزائرون كمزار رئيسي كونها أهم معالم القاهرة التاريخية -إحدى كبرى المدن التراثية المسجلة على قائمة مواقع التراث العالمي (اليونسكو)، حيث لعبت قلعة صلاح الدين الأيوبي دورًا مهمًّا في تاريخ مصر على مر العصور كونها العاصمة السياسية للبلاد ومقرًّا للحكم قرابة سبعة قرون.

وتابع وزيري بأن القلعة تبدأ خلال الفترة القادمة استعادة رونقها بعد الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة بجامع محمد علي باشا لنرى النقوش الكتابية الملونة البديعة ويعود بريق النجف الأثري وتعود دقات الساعة بعد توقف دام قرابة ١٧٠ عامًا لتزهو بعد ترميم برج الساعة بنقوشه المذهبة، وتعود جدران المزارات والقباب إلى سابق زهوها.

وقال المهندس رشيد محمد رشيد، مؤسس مجموعة "بدايات للاستثمار" إن المشروع موضوع الدراسة سيعمل على إعادة مصر إلى مكانتها الطبيعة كأحد أهم مراكز الإبداع في العالم، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الإبداعي هو أحد أسرع القطاعات نموًّا في العالم.

وقال أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، إن الصندوق سيعمل جنبًا إلى جنب مع "بدايات" ومستثمرين من القطاع الخاص عبر الصندوق الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار، على ترميم وصيانة المباني الأثرية أو ذات الطابع المعماري المتميز وتأهيل وتجهيز المباني الأخرى بالمناطق المرخص بها وإعدادها لتقديم الخدمات للزائرين والسائحين.

وأكد سليمان أن الصندوق الفرعي يهدف إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال إدارة الأموال والأصول وتحقيق الاستغلال الأمثل لها وفقًا لأفضل المعايير والقواعد الدولية لتعظيم قيمتها واستدامتها من أجل الأجيال القادمة.

وأوضح سليمان أنه سيتم إعداد مخطط عام للترميم تحت الإشراف المباشر من المجلس الأعلى للآثار وإعادة إحياء المنطقة وتحديد مكونات المشروع الاستثمارية، ضمن توجه الدولة نحو الاقتصاد المستدام والحفاظ على الآثار، ويهدف إلى ربط المنطقة بمحيطها عن طريق باب العزب والتكامل على نفس النسق العام ضمن إعادة تأهيل القاهرة التاريخية بدعم من رئيس مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أنه سيتم إشراك مطورين ومتخصصين آخرين في باقي مكونات المشروع.

وأشار المهندس أحمد الشابوري، الرئيس التنفيذي لشركة بدايات مصر، إلى أن الدراسة يقوم بها 8 مكاتب استشارية دولية ومصرية، مؤكدًا أن المشروع يبني على الدراسات السابقة لمنطقة باب العزب التي قام بها عدد من خبراء التراث المصريين والمؤسسات الدولية خلال العقدين الماضيين.

فيديو قد يعجبك: