إعلان

قبيل افتتاح طريق الكباش.. الأقصر تستعد لاستعادة أشهر عيد زواج في التاريخ "الاوبت"

06:01 م الخميس 25 نوفمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

تستعد مدينة الأقصر، (أو "مدينة طيبة" القديمة)، لافتتاح طريق الكباش للزيارة واستعادة الاحتفالات التي كان يقوم بها القدماء المصريون منذ أكثر من خمسة آلاف عام خلال "عيد الأوبت"، بعد قليل، في احتفالية عالمية، يتجاوز الاهتمام الدولي بها موكب المومياوات الملكية، الذي أقيم خلال شهر إبريل الماضي.

من جانبه أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن احتفال مصر والعالم بموكب الكباش يحمل بعدًا إنسانيًا يجسّد معانى الحب فى مصر القديمة حيث شيد معبد الأقصر للإله أمون رع والذى كان يحتفل بعيد زفافه إلى زوجته موت مرة كل عام فينتقل موكب الإله من معبد الكرنك بطريق النيل إلى معبد الأقصر، ولذا أطلق عليه طريق المواكب الكبرى حيث استخدمه ملوك مصر القديمة كطريق مقدس للمواكب الدينية كما في عيد الأوبت وهو بذلك أعظم سيناريو فى التاريخ يصوّر جماليات نهر النيل وبيئة طيبة القديمة والذى سيراه العالم لأول مرة، بعد قليل.

وأوضح "ريحان" أن جدران معبد الكرنك تحمل نقوشًا تمثل الإله آمون سيد الآلهة وزوجته موت، وهما في مشهد عناق لافت، وقد عبّر المصرى القديم عن الحب بكلمة "مر" وكان يرمز لها برمز الفأس الذى يشق الأرض كما يشق الحب القلوب، وأن مظاهر الاحتفال مصورة بمعبد الأقصر فى عدة مناظر على الجدار الغربى من الفناء الأول لرمسيس الثانى وعلى الجدار الغربى لبهو 14 العمود الخاص بالملك أمنحتب الثالث والذى ربما أكمله الملك توت عنخ آمون ونقشه بمناظر عيد الأوبت وهناك مناظر على المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت بمعبد آمون رع بالكرنك ومعبد الرامسيوم الخاص برمسيس الثانى.

ولفت الدكتور ريحان إلى أن العالم ينتظر اليوم أعظم أوبرا مفتوحة تجسّد أعظم قصة وسيناريو فى التاريخ فى احتفالية تربط الماضى بالحاضر وتبشر بمستقبل ونهضة سياحية غير مسبوقة تنتظرها طيبة القديمة والأقصر الحديثة فى بانوراما بصرية جديدة تشبع العين والعقل والوجدان وتنتظرها كل معالم مصر السياحية.

أما الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الاثار بمكتبة الإسكندرية، فيقول: طريق الكباش، أو طريق "أبو الهول" بمعنى أصح، هو طريق كان يربط بين معابد الكرنك في الشمال ومعبد الأقصر في الجنوب، وكان يمتد بطول حوالي 2700 متر، وكانت تحف به تماثيل "أبو الهول" في معابد الكرنك على شكل "أبو الهول" برأس كبش، والكبش هو رمز الإله آمون رع المقدس.

وأضاف: أطلق المصري القديم على هذا الطريق اسم "وات نثر"،" بمعنى "طريق الإله". وعُرف في معابد الكرنك باسم "تا ـ ميت ـ رهنت". وتعني "طريق الأسود" أيضًا. وكان يوجد حوالي 1200 تمثال على جانبي الطريق.

وأكمل: "عيد الأوبت" هو احتفال مصري قديم كان يُقام سنويًا في طيبة (الأقصر) في عصر الدولة الحديثة وما بعدها، وكان فيه يتم نقل تماثيل آلهة ثالوث طيبة المكون من الإله آمون والإلهة موت وابنهما الإله خونسو داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك، إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد إلى حوالي 2700 متر، وكان يتم التأكيد في ذلك الاحتفال على لقاء الإله آمون رع رب معابد الكرنك مع الإله آمون رب معبد الأقصر، وتجديد الولادة، وكان الموضوع الأساسي في ذلك الاحتفال، وكذلك إعادة تتويج الملك وتجديد شرعيته لحكم البلاد.

وواصل: جاءت كلمة الأوبت من التعبير "حب نفر إن أوبت" في اللغة المصرية القديمة. ويعني "العيد الجميل الخاص بالأوبت".

وكان يتضمن ذلك الاحتفال أيضًا اللقاء السنوي والزواج المقدس بين الإله آمون رع وزوجته الإلهة موت.

وتابع: كان يتم نقل تمثال الإله آمون رع من قدس الأقداس في معبده في معابد الكرنك ووضعه في زورقه المقدس، وكانت تُحمل الزوارق المقدسة الخاصة بالرب آمون رع وزوجته الربة موت وابنه الرب خونسو على أكتاف الكهنة.

يشار إلى أن الرحلة تبدأ بالزوارق المقدسة وسط مجموعة من العازفين والموسيقيين والزمارين ومجموعة من الجنود على العربات الحربية متجهين إلى معبد الأقصر على ترانيم تمجد الإله آمون رع وتعلي من شأنه وتدعوه إلى إسباغ فضله وحمايته ورعايته على ملك البلاد. وكان يبحر قارب ملكي مع قوارب الآلهة المقدسة، وكانت الطقوس في "غرفة الملك الإلهي" تعيد الاحتفال بتتويج الملك، وبالتالي تأكيد أحقيته بمُلك البلاد.

وفي نهاية الاحتفالات في معبد الأقصر، كانت تعود المراكب المقدسة مرة أخرى إلى معابد الكرنك، وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر القديمة، كان يتم نقل التماثيل من وإلى معابد الكرنك ومعبد الأقصر عن طريق القوارب في النهر، وليس عن الطريق البري.

​لمتابعة التغطية الخاصة لـ مصراوي لافتتاح طريق الكباش.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: