إعلان

يوم في حرم "الأمريكية".. اعتصام وهتافات وأغاني والسبب "التعويم" - (فيديو وصور)

07:53 م الخميس 10 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت وتصوير - ندى الخولي:

بدأ طلاب الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس، اعتصامًا مفتوحًا اعتبارًا من مساء أمس، احتجاجًا على رفع أسعار المصروفات الدراسية، على خلفية قرار تعويم الجنيه.

وفي لقاء مباشر بين الطلاب وإدارة الجامعة أمس، وعدتهم الإدارة بإعادة النظر في أمر رفع المصروفات الدراسية لما يقرب من الضعف، بعد قرار تعويم الجنيه وانخفاض سعره أمام الدولار، وهو الاجتماع الذي انتهى بحلول مؤقتة لم تُرضي الطلاب، لذا قرروا الاعتصام.

كان طلاب الجامعة قد بدأوا سلسلة من الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي، الأحد الماضي، بعدما فوجئوا أثناء دفع أحد أقساط الفصل الدراسي الحالي، أنهم مطالبون بالدفع بقيمة الدولار الحالية؛ فلجأوا لإدارة الجامعة التي أمدتهم بحلول مؤقتة، ووعدتهم بلقاء الأمس.

تقول حنين وائل، الطالبة بالفرقة الثانية بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، إن إدارة الجامعة تسلمت بطاقات مدون عليها أسئلة الطلاب، لكنها لم تجب سوى عن سؤالين أحدهما متعلق بالمنح، وآخر متعلق بشكوى طلابية، فيما لم تتطرق لموضوع الاجتماع الرئيسي إلا بوعد "القسط الحالي من حق الطلاب أن تدفعه بقيمة الجنيه في البنوك قبل التعويم".

وفي أعقاب الاحتجاجات، أصدرت إدارة الجامعة الأمريكية، بيانًا، الثلاثاء، قالت فيه نقلًا عن رئيس الجامعة فرانسيس ريتشاردوني، إن "الجامعة تعمل على البحث عن حلول مالية بحيث لا يضطر طالب لإنهاء دراسته الجامعية لعدم قدرته على سداد القسط المقرر دفعه في 20 نوفمبر، بسعر الجنيه المصري المحدد مسبقًا طبقًا لسعر الصرف الثابت سابقًا".

يشار إلى أن المصروفات الدراسية في الجامعة الأمريكية، يدفع جزء منها بالجنيه المصري، والجزء الآخر بالدولار، ما يعني ضعف القيمة السابقة.

تتابع وائل "أنا مصاريفي كانت 140 ألف.. النهاردة مطلوب من أهلي يدفعوا 280 ألف". واشتركت هاجر محمد في الحديث وقالت "أنا وأخويا بندرس في الجامعة، دا معناه إن أهلي هيدفعوا الضعف لينا إحنا الاتنين".

وأضافت هاجر "لم يعد بإمكاننا الانسحاب من الجامعة والالتحاق بجامعة أخرى بعد كل اللي دفعناه والسنين اللي درسناها".

الجامعة الأمريكية بالقاهرة في التجمع الخامس، مقامة على مساحة واسعة، وقد لا يتوقع العابر من بوابات الدخول وجود أية اشكاليات في الداخل؛ إلا أن حوالي 500 مترا من البوابة تقود إلى طلاب يطوفون أرجاء الجامعة، يهتفون "حقنا مش هنسيبه.. الطلبة دي هتجيبه"، "يا جامعة يا أمريكية.. أهلنا مش حرامية".

استمرت المظاهرة تتجول في أنحاء الجامعة، لتدعو الطلاب للمشاركة، فانضمت إليهم أعداد جديدة، وتحمس آخرون لفكرة الاعتصام، حتى وصلت المظاهرة لساحة أخرى أكبر، وأعلن أحد الطلاب بصوت عالِ "إحنا هنعتصم هنا النهاردة.. فيه قاعات مفتوحة للي عاوز يشتغل أو يذاكر، وبعتنا نجيب أكل لكل الي موجودين"، فعلى الهتاف والتصفيق.

في هذه الأثناء، كان رئيس اتحاد الطلاب في اجتماع مع إدارة الجامعة، لمحاولة إقناعهم بإلغاء الفصول الدراسة المقررة اليوم الخميس، على الطلاب، كي لا يؤثر غيابهم على درجاتهم الإجمالية، فالتقى مصراوي، مع سلمى طارق، المنسق العام لاتحاد الطلاب، والطالبة بالفرقة الخامسة بكلية العمارة والجرافيك.

بدأت طارق حديثها "أنا في سنة خامسة، فاضلي تيرم وأخلص دراسة، إنما باقي الطلاب ذنبهم إيه يتحملوا كل الأعباء دي مستقبلًا.. الجامعة لازم يكون عندها سيناريوهات واضحة للي هيتخرج والي لسة مكمل".

تشير طارق إلى مطلب رئيسي للطلاب في حديثها "دخلنا الجامعة بناءً على أسعار محددة، وقيمة زيادة سنوية لا تتجاوز 7%، وبالتالي من غير المعقول أن تخالف الجامعة اتفاقها"، وتتابع "من حق الجامعة أن تفرض أسعارها الجديدة على الطلاب المتقدمين لها، باعتبار أنهم ما زال لديهم خيار الموافقة أو الرفض.. إنما الطلاب الحاليين ذنبهم إيه".

وكان اتحاد الطلاب قد أصدر بيانًا في أعقاب اجتماعهم مع الإدارة، صاغ فيه عدة مطالب بعضها تنفذ على المدى القريب، وهي "تغيير قيمة المصروفات في الفصول الدراسية اللاحقة لقيمة الدولار السابقة 8.8 جنيه، وأنه على الجامعة أن تتعامل مع الموقف باعتباره أزمة عامة في البلد، لذا عليها أن تعوض فرق السعر من خلال صندوق الجامعة".

وفيما تستكمل طارق حديثها، كانت أصداء أغنية "اثبت مكانك.. هنا عنوانك"، لفريق "كايروكي" ترتفع ويرتفع معها حماس الطلاب.

تتابع طارق "من حق أهلي يبقوا عارفين التكاليف هتوصل لكام لآخر الدراسة.. أهلي ما بيقبضوش بالدولار ومرتابتهم ثابتة.. وأنا داخلة الجامعة بمنحة"، وتؤكد أن جزء كبير من الأساتذة متضامنين مع الطلاب ومطالبهم، وبعض أستاذة الاقتصاد يدرسون كيفية إدارة الأزمة وتقديم حلول سريعة ومرضية.

"مش كلنا داخلين الجامعة وعندنا فلوس على قلبنا"، تنهي طارق حديثها.

الاعتصام في الجامعة الأمريكية ليس كأي اعتصام آخر، فالمكان مجهز بأحدث الإمكانيات، والخدمات متاحة ومتوفرة في كل مكان، إلا أن هذا لا يعني أنه "من الرفاهية المطالبة بحقوقيهم"، وهو ما يؤكده أحمد منصور، رئيس العلاقات الاستراتيجية باتحاد الطلاب، والطالب بالفرقة الرابعة بكلية هندسة ميكانيكا.

يقول منصور "أنا طالب مصري، أهلي مش بيقبضوا بالدولار.. الجامعة في إيديها إنها توحد دفع المصاريف بالجنيه خلال الأزمة الاقتصادية في البلد على الأقل، لإن سعر الدولار كل يوم بيزيد".

ويتابع "لدى الجامعة حل آخر، من خلال تعويض فارق سعر مصاريف الطلاب الحاليين من وديعة الجامعة التي تقدر قيمتها بـ800 مليون دولار، المخصص جزء منها لأوقات الأزمات زي ما حصل في 2012".

وسبق أن احتج طلاب الجامعة الأمريكية على قرارات ممثالية في سبتمبر 2012، احتجاجًا على رفع أسعار المصروفات الدراسية على الطلاب نتيجة خسارة الجامعة بسبب توقف مقرها بالتحرير عن العمل، وعزوف الطلاب على الالتحاق بيها أثناء الاشتباكات التي استمرت عقب الثورة.

من جديد كانت أصداء أغنية "لو دي آخر أغنية ليا هفضل أغني عن الحرية قولوا معايا بصوت عالي"، لفريق "كايروكي"، ترتفع ويرتفع معها رد الطلاب "حرية".

وحاول مصراوي لقاء أي مسؤول بإدارة الجامعة، لكن الأمن حال دون دخول مقر الإدارة، كما حاول -بناءً على نصيحة الطلاب- لقاء ليلى البرادعي، عميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ونائب رئيس الجامعة، إلا أن التزامها بإلقاء المحاضرات حال دون ذلك.

لكن في اتصال هاتفي، قال مسئول بإدارة الجامعة –رفض ذكر اسمه- في تصريحات لمصراوي، إن رئيس الجامعة أصدر أمس قرارين؛ ب تحصيل آخر قسط ُللمصروفات وفق سعر الصرف القديم للدولار اي بـ8.8 جنيهًا. إضافة إلى أنه تعهد بعدم توقف أي طالب عن التعليم بسبب التعثر المادي. لكن في نفس الوقت لم يحدد موقف الإدارة من الفصل الدراسي المُقبل. "مش هنقدر نتنبأ بسعر الصرف الجاي". يختتم المسئول.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان