إعلان

"أمم أفريقيا في مصر".. سياحة وانتعاش اقتصادي وبقشيش لعمال المقاهي

05:57 م الأربعاء 09 يناير 2019

ارشيفية

كتب- محمد علاء الدين:

بدأ فارس علي، صاحب إحدى المقاهي بمنطقة الكيت الكات بالجيزة، التخطيط مبكرًا لاستقبال الزيادة المتوقعة في عدد رواده خلال فعاليات بطولة أمم أفريقيا في الصيف المقبل، فهي فرصة ليضاعف إيرادات المقهى وزيادة "البقشيش" خلال فترة إقامة البطولة.

وفاز الملف المصري أمس بتنظيم بطولة أمم أفريقيا 2019 على حساب جنوب أفريقيا، وبذلك ستكون مصر أول دولة منظمة للبطولة بشكلها الجديد حيث يشارك في البطولة 24 منتخبًا خلال الفترة من 15 يونيو، وتستمر حتى 13 يوليو.

ومن المتوقع أن تساهم البطولة في زيادة الحجوزات الفندقية وارتفاع الإقبال على الاستهلاك وجذب مزيد من السياح لمتابعة المباريات، الأمر الذي يسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي.

ويستعد علي لاستقبال البطولة باستئجار ما بين 3 إلى 5 "دست" من كراسي الفراشة لاستيعاب أعداد المتابعين للبطولة التي ستشارك فيها مصر.

"غالبا ما نأجر كراسي الفراشة طوال فترة البطولة وليس بشكل يومي .. خاصة أنه في مثل هذه البطولات يشهد أصحاب الفراشات إقبالًا كبيرًا على تأجير الكراسي".

وتوقع فارس تضاعف عائدات المقهى خلال مباريات مصر على الأقل، خاصة أن المصريين بشكل عام يحبون متابعة كرة القدم.

يتمنى فارس وصول المنتخب المصري للمباراة النهائية ليستمر الإقبال عليه من رواد المقهى.

وقال إنه سيخصص مساحة للأسر لمتابعة المباريات بالإضافة إلى المساحة المخصصة للشباب، "كل الناس دلوقتي بتتفرج على المنتخب وصلاح، رجالة وستات"، حسب قوله.

وأشار إلى أنه خلال مشاركة مصر في كأس العالم الماضية شهدت الكافيتريات والمقاهي إقبالا من الأسر على متابعة مباريات مصر.

ويرى فارس أن البطولة ستكون فرصة لزيادة "بقشيش" العاملين في المقهى، "فكلما زاد عدد رواد المقهى زادت فرصتهم في الحصول على بقشيش أكبر".

"لو مصر كسبت الناس بتبقى مبسوطة ويدفعوا بقشيش كويس ونتراضى الحمد لله"، بحسب قوله.

وتمثل البطولات الكروية فرصة كبيرة لأصحاب المقاهي في تحقيق ربح ويقول محمد جمعة، صاحب أحد المقاهي الشعبية بمنطقة إمبابة إن بطولة أفريقيا تمثل فرصة كبيرة لزيادة العائدات خلال فصل الصيف.

ويعتقد جمعة أن وجود مصر في بطولة أمم أفريقيا فرصة لزيادة رواد المقهى خلال مباريات مصر، ويرى أن إقامة المباريات في المساء خلال فصل الصيف ستسمح بالاستفادة منها بشكل أكبر مقارنة بالبطولة الماضية والتي أقيمت خلال شهر يناير في 2017.

ويقول "لم يسمح الطقس البارد في تحقيق الاستفادة القصوى من مشاركة مصر في البطولة باستثناء المباراة النهائية وقبل النهائي التي شهدت إقبالا كبيرا من رواد المقهى".

وبحسب محمد فوزي، رئيس شعبة محلات الفراشة بالغرفة التجارية بالقاهرة، فإن مثل هذه البطولات تكون بمثابة موسم لأصحاب المقاهي والكافيتريات حيث ينتظر البعض منهم مثل هذا الموسم لاستخدام الإيرادات في تجديد المقهى، متوقعا إنفراجة كبيرة في نشاط تأجير الفراشة بسبب بطولة أمم أفريقيا 2019.

ولن تكون المقاهي فقط هي المستفيدة الوحيدة من بطولة الأمم الأفريقية المقبلة في مصر، فقطاع السياحة سيكون هو الأخر من الرابحين.

ويقول اللواء أحمد حمدي نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة سابقا إن السياحة الرياضية أحد أهم الأنشطة التي ترسل رسائل طمأنة للخارج مما يعود بالأثر الإيجابي على المدى البعيد.

وأضاف لمصراوي، أن حصول مصر على أصوات 15 دولة أفريقية من بين 16 دولة، في عملية الاقتراع على الدولة المنظمة، له معنى كبير ويؤكد ثقة الدول الأفريقية في مصر ويجب استغلال هذه النقطة في الترويج السياحي داخل القارة السمراء.

وتابع "يمكن استغلال هذه البطولة وثقة الدول الأفريقية في مصر في الترويج السياحي بمنطقة المغرب العربي لجذبهم للسوق المصري".

وينصح حمدي القائمين على السياحة بالتركيز على السياحة الدينية القادمة من إثيوبيا ونيجيريا وخاصة أن هناك طقوسًا دينية يقومون بها في جبل درنكة في أسيوط.

وبحسب عادل زكي رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة سابقًا يجب على وزارة السياحة العمل فوريًا لاستغلال الحدث للترويج للسياحة المصرية بشكل احترافي.

ويرى أن شركات السياحة ستبادر بوضع برامج سياحية خاصة خلال فعاليات البطولة تتضمن حضور المباريات في الملاعب.

ويعتقد زكي أنه توجد فرص قوية للسياحة الأفريقية خاصة القادمة من السنغال وغانا وتوجو وجنوب أفريقيا وساحل العاج، وتوقع زكي أن تصل نسبة الإشغالات في الفنادق بالمدن المنظمة للبطولة لأكثر من 80%.

وقال خالد حجازي، الرئيس التنفيذي للقطاع المؤسسي بشركة اتصالات مصر، إن فوز مصر بتنظيم بطولة أمم أفريقيا سيكون له أثار إيجابية على قطاع الاتصالات بسبب الانتعاشة المتوقعة للاقتصاد المصري خلال الفترة التي تسبق تنظيم البطولة وخلال فعاليات البطولة نفسها.

وأضاف لمصراوي، "سيشهد عدد من القطاعات انتعاشة خلال الفترة المقبلة وهو ما سيعود بنتائج إيجابية على استخدام خدمات المحمول والإنفاق عليه".

وقال "سيكون أيضا هناك آثار جيدة على خدمات التجوال وبيع خطوط للزائرين ولكن ليست بشكل قوي، فالتأثير الأكبر سيكون نتاج الحراك الاقتصادي المتوقع ولا سيما بقطاع السياحة والفنادق والنقل والمطاعم وغيرها من القطاعات، فكلما زاد الحراك في هذه القطاعات استفادت شركات الاتصالات بشكل أكبر".

وقال أيمن عصام، رئيس قطاع الشئون الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر، إن تنظيم بطولة أمم أفريقيا يساعد على تحقيق الحراك الاقتصادي وهو الذي سينعكس بالإيجاب على إنفاق المستهلكين على قطاع الاتصالات، فضلا عن زيادة استهلاك خدمات التجوال.

وأوضح لمصراوي أن الحراك الاقتصادي المتوقع خلال فترة تنظيم البطولة سيسهم في زيادة دخل العاملين بالمنظومة من مستخدمي المحمول ما يزيد من معدلات إنفاقهم، فضلا عن الأثر الإيجابي لصورة مصر في الخارج ما يساعد على جذب مزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.

فيديو قد يعجبك: