تزوج أمه وهي حامل.. حكاية سائق ألقى رضيعه أمام مسجد بأطفيح

كتب- صابر المحلاوي:

ما إن سمع رجل ستيني، كان في طريقه لأداء صلاة الفجر، صوت بكاء خافت، حتى استوقفه المشهد. اقترب بهدوء من كرتونة موضوعة بجوار سور أحد المساجد بقرية أطفيح جنوب الجيزة، ليتفاجأ بوجود طفل رضيع بداخلها، لا يزال يحتفظ بالحبل السري، وملفوف في جلباب نسائي.

سارع الرجل بإبلاغ الشرطة، التي حضرت على الفور، ونقلت الطفل إلى إحدى دور الرعاية الطبية لتقديم الإسعافات اللازمة.

وبدأت أجهزة الأمن تحريات موسعة لفك لغز الواقعة، تحرّكت فرق البحث الجنائي بقيادة العميد محمد الصغير لفحص كاميرات المراقبة حول المسجد، لتكشف اللقطة الحاسمة سائق ميكروباص يترجل من السيارة في الظلام، يضع الكرتونة، ثم يفر سريعًا.

لم يمضِ كثير من الوقت وتوصلت الأجهزة الأمنية من المتهم وتبين أنه "شريف.م"، 41 عامًا، سائق ميكروباص من المنطقة، تم ضبطه، واعترف السائق، بأن الطفل هو نجله الشرعي من زوجته الحالية، لكنها لم تكن علاقة عادية.

بدأت الحكاية بعلاقة غير شرعية جمعته بفتاة في بداية العشرينات، حملت منه، ولم يكن أمامه إلا الزواج السريع بها بعد طلاقها من زوجها السابق، حتى يغطي على آثار الخطيئة.

لكن مع اقتراب لحظة الولادة، دبّ فيهما الخوف، خافا أن تفضح التواريخ، وأن يُكشف المستور، فقرّرا التخلص من الطفل بعد ولادته مباشرة، ووضعاه في كرتونة أمام مسجد في جنح الليل، على أمل ألا يراهم أحد.

حين واجهت النيابة الأم، حاولت تبرير الجريمة بأنها كانت مضطرة، وأنها "ما كانتش عايزة كده"، لكن قررت التخلص من الطفل فور ولادته، خشية أن يكتشف المقربون حقيقة التوقيت، ويعلموا أن الحمل سبق الزواج.

حرر محضر بالواقعة، وباشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بحبسهما على ذمة القضية، والتحفظ على كاميرات المراقبة، وإيداع الطفل في دار رعاية صحية ونفسية تابعة للدولة.