حريق مرعب في منشأة ناصر.. والنهاية جثتان وسط الدخان والرماد
كتب : محمد شعبان
الشقة المتفحمة
لم يكن صباح منشأة ناصر كأي صباح، فمع أولى دقائق النهار، بدأ شارع جامع السلطان برقوق يستقبل دخانًا كثيفًا يتسلل من عقار قديم مكوّن من طابقين، قبل أن يتبيّن أن الأمر أكبر من مجرد رائحة حريق عابرة.
لحظات قليلة، وتحولت الضوضاء المعتادة للمنطقة إلى صرخات، وهرولة، وعيون تُحدق في باب لا يخرج منه سوى النار.
البلاغ وصل سريعًا إلى غرفة عمليات الحماية المدنيةبالقاهرة، حريق بالدور الأرضي داخل عقار صغير، وسيارة مطافئ في طريقها إلى المكان.
وبمجرد وصول رجال الحماية المدنية، بدؤوا عملية الاقتحام وسط دخان يُعمي الرؤية وحرارة تكاد تلتهم كل ما يقف أمامها.
جثتان وسط الرماد
داخل العقار، كانت الفوضى أسبق من الإنقاذ. النيران التهمت الأثاث، والسقف بدأ ينهار في أجزاء، بينما كان رجال الإطفاء يدفعون بأنفسهم إلى الداخل لإخماد ألسنة النار قبل امتدادها للطابق العلوي أو للمساكن الملاصقة.
لكن الصدمة الكبرى لم تأتِ من النيران بل من الاكتشاف المروع الذي انتظرهم بعد دقائق من التمشيط داخل المكان.
وسط الرماد والدخان، عثر رجال الإطفاء على جثتين متفحمتين، سقطتا ضحية الحريق قبل أن يتمكنا من الخروج أو طلب النجدة. لحظة صمت ثقيلة خيمت على المكان، قبل أن تستأنف الفرق عملها في محاولة تبريد موقع الحريق ومنع اشتعاله مجددًا.
وبينما كانت سيارات الإطفاء تواصل مرحلة التبريد، ظل الشارع شاهدًا على مأساة جديدة ضربت قلب منشأة ناصر، مأساة بدأت بشرارة، وانتهت بجثتين متفحمتين وصدمة لن تمحى بسهولة من ذاكرة من عاشوا تلك اللحظات.