إعلان

عايره بوالدته وسب أبيه المتوفى.. حكاية مقتل "ياسين" التي تصدرت السوشيال ميديا

08:08 م الأحد 24 أكتوبر 2021

ياسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شعبان:

لسنوات طويلة نعم "ياسين خالد" بحياة هادئة في هضبة الأهرام حتى عاد إلى ضجيج وزحام شوارع منطقة فيصل الضيقة؛ بسبب الدراسة. حلمه بتحصيل مواده الدراسية والحصول على مجموع مرتفع يمنحه فرصة للحاق بإحدى كليات القمة لكن طعنة الغدر وإهمال طبي عصفتا بكل هذا.

طفولة بائسة حرمت "ياسين" من أبيه وهو ابن السابعة. انتقل للعيش في كنف جده بمنطقة حدائق الأهرام؛ هربا من حي شعبي غرب الجيزة بات لا يقوى على التأقلم مع معطياته.

رحلة هروب لم تدم طويلا. مع انطلاق ماراثون التعليم هذا العام عاد ذو الـ17 ربيعا إلى المنزل الذي شهد مولده ونشأته بفيصل ليذاكر دروسه تحت أنظار ورعاية والدته فضلا عن تقدم الجد والجدة في العمر.

مساء الثلاثاء الماضي كان "ياسين" عائدا من تلقي درس خصوصي. حدث احتكاك بينه وبين "سامح" عامل بورشة ألومنتال يكبره بعام. اكتفى الطالب بشكوى شقيق العامل الأكبر "أخوك بيضايقني".

الثامنة مساء الأربعاء غادر الطالب بالصف الثالث الثانوي منزله قاصدا كيانًا تعليميًا للحصول على حصة بمادة الألماني. استوقفه صبي يكبره بعام يعمل في ورشة ألومنتال.

وصلة هزار عمد إليها العامل تسببت في ضجر ياسين الذي رد عليه "انت تعرفني عشان تهزر معايا". كانت تلك العبارة إيذانا بإشعال فتيل الحرب. أثارت عبارة ياسين غضب العامل الذي اعتدى عليه بالسب وتعمد إهانته "انت شايف نفسك علينا.. دا أنت أمك بتصرف عليك"، حسب شاهد عيان.

وصلة سباب لم يسلم منها والد ياسين المتوفى مؤخرًا. همَّ العامل إلى داخل الورشة ليحضر آلة حادة "سكين". طعن بها ياسين في الجانب الأيسر من الصدر.

أسرع الأهالي بنقل المصاب إلى أقرب مستشفى لإنقاذه. رحلة طويلة قطعها مرافقوه على 3 مستشفيات رفضت أطقمها الأطبية استقبال حالة ياسين حتى انتهى المطاف بمستشفى قصر العيني العتيق.

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى التاسعة والنصف مساء، انتهى طبيب قسم الاستقبال من فحصه المبدئي وأخبرهم "الطاعنة نافدة.. دخلت هواء بين الرئة وفي نزيف داخلي" وطالبهم بإجراء أشعة للمصاب ومن بعدها "هنعمل استكشاف يبين كل حاجة".

انتظار استمر حتى منتصف الليل ما أصاب أسرة "ياسين" بغضب وتوتر شديدين ليخبرهم الطبيب حينها "حالته كويسة ونتيجة الأشعة تمام.. يروح يخيط دلوقتي".

التقط الجميع أنفاسه شاكرين المولى عزَّ وجل عن تحسن حالة طالب الثانوية لكنها لحظات قلائل فصلت بين تلك الحالة وخبر صادم جاء على لسان طبيب آخر "إزاي ده هيخيط كده". فوجئ مرافقو ياسين بتدهور حالته الصحية وشعوره بغثيان ورغبة في القيء.

هذا ليس كل شئ، لاحظت أسرة "ياسين" انخفاض درجة حرارة جسده وتصببه عرقا إلا أن الطبيب المعالج طمأنهم "ده من البنج لما يروح البيت هيبقى كويس".

منتصف ظهر اليوم التالي ازدادت حالة "ياسين" الصحية. تروي أحدى أفراد العائلة "بدأ يرجع دم ونزلنا بيه للمستسفى" لكنه فارق الحياة بعد دخوله بنصف ساعة؛ نتيجة نزيف داخلي.

نقطة الشرطة التابعة للمستشفى أخطرت قسم شرطة بولاق الدكرور بالوقعة. وتمكن المقدم محمد طبلية رئيس المباحث ومعاونيه الرائدين محمد سكر وأحمد مندور من ضبط المتهم والأداة المستخدمة في الجريمة ليقر بفعلته "ماكنش قصدي دا كان هزار والشيطان دخل بينا".

المستشار محمد زعفان وكيل نيابة بولاق الدكرور الجزئية أمر بنقل جثمان الضحية إلى مشرحة زينهم وكلف أحد الأطباء الشرعيين بتشريحها لبيان ما بها من إصابات وكيفية وتاريخ حدوثها وبيان موقف المعتدي والمعتدى عليه والتصريح بالدفن في المحضر رقم 31083 لسنة 2021 جنح بولاق الدكرور.
بدورها، دشنت أسرة المجني عليه هاشتاج "#ياسين_اتقتل_حقه_فين" مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على الجاني ومن قبله الطبيب المعالج بتهمة التقصير "ياسين راح نتيجة إهمال تربية طفل وإهمال دكتور" حسب قولهم مختتمين قولهم "عايزين حقه يرجع عشان أمه ترتاح ونار قلبها تبرد".

فيديو قد يعجبك: