إعلان

"مفيش نوم".. كيف توصلت مباحث القاهرة للمتهمين بسحل فتاة المعادي في 36 ساعة؟

09:28 م الخميس 15 أكتوبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد الصاوي:

بمشاركة 16 ضابطًا من خيرة رجال المباحث، وبمعاونة من 3 أقسام شرطة، عملت مديرية أمن القاهرة على مدار 36 ساعة متواصلة من أجل فك خيوط جريمة "فتاة المعادي" مريم محمد.

مشهد 1 - من داخل قسم شرطة المعادي

بينما كان أفراد قسم شرطة المعادي يستعدون لتبديل نوبات العمل بين الضباط والأفراد، ورد في الخامسة مساء الثلاثاء الماضي بلاغ إلى المقدم إسلام بكر، رئيس المباحث، يفيد مقتل فتاة بشارع 9 ضمن دائرة القسم إثر حادث سرقة. وعلى الفور، غيّر الضابط خطته وألزم الجميع بالبقاء حتى يتم كشف ملابسات البلاغ، ثم تحرك رفقة قوة إلى محل الحادث.

مشهد 2 - جثة فتاة وسط بركة دماء

في شارع 9 الشهير بالمعادي، تفترش الأرض جثة فتاة في مقتبل العمر، وحولها تجمع للأهالي الغاضبين، وعلى الأرض آثار نزيف للفتاة بسبب اصطدامها، وإلى جانبها تقف صديقتها في ذهول وصدمة من الحادث الذي تسبب في وفاة صديقتها.

وسريعًا أبلغ المقدم إسلام بكر، اللواء نبيل سليم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، الذي وصل إلى محل الواقعة في دقائق معدودة، وقال لضباطه: "القضية صعبة.. ولازم نوصل لحل خلال ساعات.. محدش هيروح إلا لما نقفل القضية، ونجيب المتهمين وأنا معاكم".

مشهد 3 - خطة أمنية مُحكمة لضبط الجناة

شرع على الفور اللواء نبيل سليم في وضع خطة أمنية لضبط الجناة، وكشف ملابسات الحادث، وشكل فريقًا مكونًا من 16 ضابطًا، أبرزهم اللواء محمد عبدالله، نائب المدير العام، واللواء محمد شرقاوي، مدير المباحث الجنائية، والعميد طه فودة، رئيس مباحث قطاع الجنوب، والعميد أيمن وحيد، مفتش المباحث، والمقدم إسلام بكر، رئيس مباحث المعادي، وكل من الرائد عيد توفيق، وأحمد بهجت، ومحمود دياب، ونبيل هشام، ومروان شلتوت، ضباط مباحث قسم المعادي.

كما ضم فريق البحث؛ الرائد كمال سليم، معاون أول مباحث البساتين، والرائد أحمد مختار، معاون أول مباحث دار السلام، والرائد عبدالرحمن رجائي، معاون مباحث دار السلام، والرائد أحمد مصلح، معاون أول مباحث مصر القديمة.

121886660_1021463978277068_2487686766195789467_n

- مهمة صعبة ومعلومات قليلة

بدأ الضباط في الانتشار كُل بما كُلف به، وبدت المهمة العاجلة صعبة، فالشهود قدموا معلومات لكنها لم تكن كافية لتحديد هوية المتهمين، فكان الحل في كاميرات المراقبة التي كشفت جزءًا من الخيط، لكنها أيضًا لم ترصد المتهمين، حيث كانت السيارة التي استقلها المتهمان مطموسة الأرقام.

ومن جانبه، قرر اللواء نبيل سليم، اختيار الحل الأصعب والوحيد وهو تعقب خط سير السيارة من خلال الكاميرات من المعادي حيث وقع الحادث إلى أن تنتهي رحلتها، وتستقر في المكان الأخير.

وبالفعل بدأ الضباط والأفراد في تنفيذ الخطة الموضوعة بدقة وحرفية عالية، فالأمر يحتاج إلى سرية حتى لا يشعر المتهمان بقرب رجال المباحث منهم؛ لكي لا يفران من جديد، فحص جميع كاميرات المراقبة التي مرت عليها السيارة إلى أن استقرت في دار السلام.

- تحديد المتهم الأول وضبطه

من هنا بدأت تتكشف الخيوط، وتم تحديد سائقها، وتم توجيه مأمورية سرية لضبطه؛ وبالفعل تمكنت القوة الأمنية من مغافلة المتهم الأول وضبطه، وهو "وليد."، (34 عاما- سائق- يمقيم بإسطبل عنتر بمصر القديمة)، والسابق ضبطه واتهامه في عدة قضايا وهي "القضية رقم 19768 لسنة 2009م، مصر القديمة مخدرات؛ والقضية رقم 7469 لسنة 2008م، الدقي مخدرات.

واقتاد الضباط المتهم الأول إلى اللواء نبيل سليم، في قسم شرطة المعادي حيث -كان يعكف على متابعة ما يقوم به كل ضابط- استجوبه وناقشه إلى أن أدلى عن مكان اختباء المتهم الثاني، وعلى الفور تم توجيه مأمورية أخرى لضبط المتهم الثاني، وهو محمد.أ.ج" وشهرته محمد الصغير، (37 عامًا- فرد أمن ومقيم شارع الملكة كفر طهرمس بولاق الدكرور)، وسبق اتهامه في عدة قضايا، وهي القضية رقم 989 لسنة 2016م، العبور مخدرات والقضية رقم 9305 لسنة 2015م، الهرم مخدرات، والقضية رقم 835 لسنة 2010م، بولاق الدكرور سلاح بدون ترخيص.

تنفس الضباط الصعداء بعدما توصلوا للمتهمين، وبعدها بدأوا في استجوابهم إلى أن اعترفوا بالاتهامات وسردوا تفاصيل الحادث، الذي استغرق 36 ساعة متواصلة بين تحقيق وبحث وفحص وضبط للمتهمين.. تم تحرير محضر وأبلغت النيابة للتحقيق.

فيديو قد يعجبك: