إعلان

إخلاء ورعب وطفل تائه.. مشاهد من معاناة مرضى معهد الأورام جراء الانفجار

03:17 م الإثنين 05 أغسطس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود السعيد:

تصوير - فريد قطب:‎

انفجار مدوٍ، السقف يتساقط، والزجاج يتناثر على المرضى وسقوط بعضهم على الأرض، هكذا بدا الوضع داخل معهد الأورام عقب وقوع انفجار أمامه في الحادية عشر مساء أمس الأحد. على إثره قررت إدارة المعهد إخلائه سريعًا فلاذ المرضى بالفرار إلى الخارج بمساعدة الأطباء والتمريض والعمال.

توزع المرضى بين شوارع المنطقة. وأعلى الكوبري الذي يبعد نحو 100 متر من موقع الانفجار، جلس محمود السيد وصابرين سعد ومحمود عبد المؤمن ينتظرون مصيرهم الذي تقرر لاحقًا، بنقلهم وتوزيعهم على المستشفيات المجاورة.

هلع أم

بدموع منهمرة لا تتوقف، جلست سيدة محمد في أحد جوانب الكوبري المقابل لمعهد الأورام، تحتضن نجلها محمود السيد عباس تهدئ من روعه، وتحاول السيطرة على رعبه من هول الموقف.

يخضع محمود البالغ من العمر 36 سنة للعلاج من ورم بالقدم بالإضافة لإجرائه عملية تغيير مفصل داخل معهد الأورام.

قبل وقوع الانفجار بنحو 10 دقائق، كان محمود يجري اتصالًا هاتفيًا مع والدته يشكو لها ألمه "محتاج أدوية وورق للمستشفى هاتيهم بكرة معاكي"، وفور اطمئنانها عليه أنهت المكالمة، تقول الأم لمصراوي.

بعد مرور ثوانٍ معدودة، اتصلت السيدة الخمسينية بوالدته مرة أخرى "الحقيني.. المستشفى بتولع وبيقولولنا انزلوا"، لم تنقطع المكالمة لكن اختفى صوت الابن. "كنت حاسة روحي بتروح مني" تقول الأم إنها سمعت إنذار الحرائق يدوي في المكان باستمرار وصرخات متعددة تحذر الجميع.

أخلى طواقم التمريض والعمال المرضى من المعهد، خوفًا عليهم من "انهيار محتمل"، في ذلك الوقت كانت "سيدة وابنتها" تهرولان من منزلهما في أوسيم باتجاه المنيل.

"جرينا من التحرير لحد المعهد" تشير والدة محمود إلى أنها اضطرت الهرولة من ميدان التحرير إلى معهد الأورام نظرًا لإغلاق الطريق "كله يهون مادام ابني سليم".

مع حلول الثانية عشرة مساءً، حضر أحد رجال الإسعاف لنقل محمود إلى مستشفى هرمل للأورام بدار السلام؛ استند على عكازيه وركب السيارة دون كلمة جراء الصدمة.

دماء وجثث متفحمة

على سرير بالطابق الثاني في معهد الأورام، كانت صابرين سعد حسين وابنتها "دنيا خالد" تتبادلان الأحاديث حول عملية "استئصال الرحم" المرتقبة للأم جراء ورم أصيبت به.

"سمعنا انفجار، والسقف المُعلّق وقع، الناس بتجري وبتنزف"، تصف صابرين لمصراوي ما حدث في اللحظات الأولى داخل المعهد فور وقوع الانفجار.

وقالت السيدة البالغة من العمر 52 سنة، إنها هرولت برفقة ابنتها إلى الخارج "لقينا السراير مقلوبة والدم مغرق السلالم"، لكنها صُدمت مع وصولها باب الخروج لرؤيتها جثثا متفحمة وسيارتين (ملاكي) متفحمتين أمام الباب مباشرة.

بمساعدة بعض المارة، وصلت السيدتان إلى آخر الكوبري المقابل لمعهد الأورام حيث جلستا تنتظران مصيرهما .

"اتصلت بجوزي ييجي ياخدني" كان ذلك سبيل صابرين وابنتها للخروج من الموقف المتأزم لحين هدوء الأوضاع بالمعهد.

منذ 15 أبريل الماضي، احتجز محمود عبد المؤمن، 59 سنة داخل معهد الأورام، حيث يخضع للعلاج من ورم بالدم الذي أصيب به قبل عدة أشهر.

مع دوي الانفجار، سقطت نافذة إحدى الحجرات بالطابق السادس على "عبد المؤمن" فأصيب بإغماء ولم يدرِ بنفسه إلا بعد إفاقته على الكوبري المواجه للمعهد.

ظل عبد المؤمن جالسًا نحو ساعتين ينتظر نقله إلى إحدى المستشفيات، فهو من محافظة المنيا ولا يمكنه السفر حاليًا "مقدرتش أتحرك وأنا تعبان كده" حتى تم نقله إلى مستشفى قرب الواحدة صباحًا.

الابن التائه

بعيون باكية، وأنفاس لاهثة، كانت والدة أمير فارس، 12 سنة تبحث عن نجلها الذي تاه منها في الانفجار.

قبيل الانفجار بدقائق، كانت السيدة الثلاثينية تصطحب طفلها إلى جلسة "أكسجين" بإحدى العيادات القريبة من المنيل، لإصابته بحساسية على الصدر. كانت السيدة قريبة من موقع الانفجار ما أدى إلى إصابتها بإغماء، وعندما أفاقت لم تجد طفلها بجوارها.

ظلت والدة فارس تبحث عنه طوال ساعتين تسأل رجال الإسعاف والأمن، تخبرهم بألوان ملابسه وملامحه علّ أحدهم يهديها إليه.

لم تجد السيدة وسيلة سوى الذهاب على مستشفى قصر العيني بحثًا عنه لكنها عادت مرة أخرى قرب المعهد خالية الوفاض منتظرة معرفة مصيره.

وذكرت وزارة الصحة أنها أخلت 54 حالة مرضية كانت محجوزة بالمعهد القومي للأمراض، وتم تحويل 30 منهم إلى مستشفى معهد ناصر ونقل الباقين إلى مستشفى هرمل بدار السلام عبر دفعها.

تحديث

قالت وزارة الداخلية، إن الحادث نتيجة عمل إرهابي باستخدام سيارة مبلغ بسرقتها بداخلها كمية من المتفجرات التي كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدي العمليات الإهاربية، مشيرة إلى وقوف حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك العملية.

فيما أعلنت وزيرة الصحة والسكان، ارتفاع عدد ضحايا حادث الانفجار إلى 20 حالة وفاة، و47 مصابا.

وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن تعازيه لأسر الشهداء في الحادث الإرهابي الجبان، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

وأكد الرئيس السيسي أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم.

لمتابعة التغطية الخاصة لكل ما يتعلق بحادث الانفجار أمام معهد الأورام.. (اضغط هنا)

فيديو قد يعجبك: