إعلان

تلقى مكافأة ربانية.. شاب يكتب المصحف بخط يده في 7 أشهر (بالصور- حوار خاص)

02:21 م الجمعة 13 يوليه 2018

أعد الحوار - إسلاميات "مصراوي"

"بعد حمد الله تعالى وبعد طول انتظار .. أتم الله عليّ كتابة المصحف الشريف.. فاكتسبت منه ما لا يُتخيل، فالحمد لله علي نعمائه التي لا تُعد ولا تُحصى أن جعلني ممن تشرفوا بخطه ورسمه".. كلمات نشرها شاب على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك" مع بعض الصور لصفحات من المصحف الشريف مكتوبة بخط اليد، استدعتنا للتواصل معه..

سلامة سيد حسين السلاموني ابن قرية بنى عدى التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، يقيم حاليا بمنطقة فيصل بالجيزة، وتخرج في جامعة الأزهر الشريف بكلية الشريعة والقانون، ويعمل حالياً رئيس قسم مراجعة المصحف الشريف بمطابع السحار الخاصة، ويعد صاحب تجربة فريدة في كتابة ونسخ المصحف الشريف بخط يدوي دقيق.

حضر الشاب الثلاثيني سلامة السلاموني إلى مقر مصراوي.. بشرته السمراء وملامحه المصرية الهادئة يبعثان اطمئناناً لدى من يقابله، وبيده صندوق خشبي مزخرف يحمل بداخله نسخة من المصحف الشريف مكتوبة بخط اليد، وشنطة بلاستيكية تخفي عدداً كبيراً من الأقلام الفارغة... وفي الحوار التالي تتكشف التفاصيل:

* بداية.. ما سبب فكرة نسخ المصحف بخط اليد، رغم وجود وسائل الطباعة الحديثة؟

- السبب الأول قصة قديمة سمعتها من الأستاذ حسن علي حمزة، وهو أحد الشيوخ والمؤرخين الثقات بأسيوط، حيث حكى لى أنه في عام 1887 شرع أحد شيوخ وعلماء قرية بني عدي بأسيوط في كتابة المصحف ولم يتمكن من إكماله إلا أن أحد الشيوخ رآى في المنام أن سيدنا عثمان بن عفان- رضي الله عنه- يقول له أبلغ فلاناً أن يكمل مابدأه، فلما أبلغه بذلك رفع همّته وأكمل كتابته ووزع على كل واحد من أبنائه الستة نسخة من المصحف بخط يده وأهدى وقتها نسخة لمفتى الديار المصرية الشيخ محمد حسنين مخلوف وسمعت أن في الحرم المكي إحدى النسخ بخط هذا الشيخ الجليل يرحمه الله، وهو ما شجعني في محاولة السير على دربه، وثانيا تشجيع أهلي وأصدقائي.

* ما الانطباع والردود التي واجهتها بعد انتهاء الكتابة؟

- بمجرد نشر الموضوع على صفحتي الشخصية بالفيسبوك لأشارك أصدقائي سعادتي بإنجاز ما بدأته وجدت ثناء كبيراً لم أكن أتوقعه منهم ومن أهلي وجيراني وزملائي في العمل.. فالقرآن يرفع الله به أقواماً ويخفض به أقواماً، وهو يعلو ولا يُعلى عليه، وما أنا عليه الآن من بركات القرآن والمصحف الشريف.

ومن فيوض كتابة كلام الله علي أن أنعم الله علي بهدية كنت أنتظرها منذ خمس سنوات، فبعد انتهائي من الكتابة بـ3 أشهر وجدت زوجتي تخبرني بأنها حامل بعد 5 سنوات من الزواج، وكان الخبر بمثابة مكافأة ربانية لي بعد جهدي في كتابة كلامه سبحانه وتعالى.

* كم استغرقت عملية كتابة ونسخ هذا المصحف؟

- استغرقت نحو 7 أشهر تقريباً، حيث كنت أكتب تقريباً 7 ساعات يومياً، وأحياناً كنت أكتب وسط يوم العمل بتشجيع من زملائي ورؤسائي في العمل، خاصة الأستاذ أسامة السحار، رئيس الشركة، والأستاذ علي عبدالخالق، مدير الشركة.

وكنت أستغل أوقات الإجازات الرسمية، خاصة في الأعياد للكتابة، وكنت أكتب أحياناً 15 ساعة متواصلة، والصفحة الواحدة تستغرق ساعة تقريباً.

* ماذا لو كنت اكتشفت خطأ وقعت فيه أثناء الكتابة؟

- كنت حريصاً على عدم الخطأ، ورغم ذلك الخطأ الوحيد الذي قابلني أنه بعد إنهاء إحدى الصفحات والصفحة 15 سطرا وجدت عند المراجعة أني نسيت سطراً، الأمر الذي اضطرني لحذف الصفحة وإعادتها، ولله الحمد كان هذا التدارك الوحيد.

وبعد الكتابة وقبل مرحلة المراجعة نشرت بعض الصفحات على صفحتي الشخصية، وأثنى على أصدقائي، إلا أن المفاجأة كانت من صديق مسيحي على صفحة أخبار منفلوط استخرج خطأ عبارة عن نقطة لم تكن موجودة في اسم سورة الكافرون، وشكرته جداً، وكان ذلك قبل مرحلة المراجعة.

* وكيف تمت عملية المراجعة؟

- راجعته شخصياً مرتين وساعدني زملائي بقسم مراجعة المصحف في مراجعته مرة أخرى لتكون النسخة خالية من أي خطأ بإذن الله تعالى.

* هل يئست في وقت من الأوقات من الكتابة وفكرت في عدم إكمال مشروعك؟

- بالفعل راودني اليأس أحياناً إلا أنني كنت أستعيذ بالله تعالى من الشيطان، وكنت أحياناً أشعر بالتعب الشديد لدرجة إحساسي بتيبس يدي وعضلات ظهري من طول مدة الجلوس للكتابة إلا أن الله تعالى أمدني بالصبر وقوة التحمل.

ومن كان يشجعني زوجتي ووالدي، وكانت والدتي تجلس بجانبي وتناولني الأقلام وتقول لي وهي تبتسم: (عشان يبقي ليا دور وأبقى شاركت معاك في الكتابة، ويمكن المصحف يطلعني أعمل عمرة).

* كم استخدمت من الأقلام في عملية النسخ؟

- استخدمت نحو 40 قلماً أو أكثر قليلاً، وعملت مسطرة خاصة لي لضبط السطور وتحديد المسافة بين السطور وعمل مقاسات صحيحة تحاكي نفس نسق المصحف المطبوع.

* ماذا ستفعل بهذه النسخة، وهل ستعيد التجربة؟

- سأحاول اعتماد هذه النسخة من الأزهر، لأشرف بتوقيعه عليها لتكون دافعاً لي في معاودة الفكرة وكتابة نسخة أخرى، فهذا المصحف مكتوب بالخط العثماني رواية حفص عن عاصم، مقاس (نص)، وأنوي كتابة نسخة أكثر احترافية بالحجم الكبير (جوامعي) بقلم خط عربي (1 مل)، وأتمنى طباعتها بعد اعتمادها ومراجعتها بالأزهر الشريف، طمعاً في ثواب قراءة كل حرف من آيات كتابة القرآن الكريم بخط يدي.

فيديو قد يعجبك: