رمضان عبد المعز يحذر من القلوب اللاهية: الموت أكبر واعظ فكيف نغفل؟
كتب : محمد قادوس
الشيخ رمضان عبد المعز
كتب-محمد قادوس:
سلط الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الاسلامي، الضوء على حالة روحانية خطيرة وصفها القرآن الكريم بـ"لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ"، وهي حالة الغفلة التي تصيب القلب حتى في أشد المواقف التي تستدعي العظة والاعتبار.
استعرض الداعية الإسلامي أمثلة حية وصادمة من واقعنا لتوضيح معنى القلب اللاهي، متسائلاً كيف يمكن للإنسان أن يصل إلى هذه الدرجة من الغفلة، وضرب مثالاً بمن يذهب إلى عزاء ليواسي أهل المتوفى، وبينما القارئ يتلو آيات القرآن الكريم، تجد أحدهم منشغلاً بتدخين سيجارة أو الحديث في أمور الدنيا، وعلق فضيلته قائلاً: "تقول هو قلبه فين ده؟".
كما وصف مشهد الجنازة، الذي يعتبر أبلغ موعظة، حيث يُحمل إنسان كان ذا منصب وسلطان على الأعناق ملفوفًا في كفن أبيض ليوضع في حفرة ضيقة، وهو مشهد "تنخلع له القلوب". ورغم هول الموقف، نجد البعض على أطراف المقابر يضحكون ويمزحون. وأكد الشيخ أن هذه المشاهد تدل على قلبٍ غافلٍ لاهٍ لم يتعظ بأكبر واعظ في الوجود وهو الموت، مستشهداً بالمقولة: "من أراد واعظًا فالموت يكفيه".
وأضاف عبد المعز خلال برنامجه "لعلهم يتقون" على قناة" dmc" : أن اللهو هو مرض من أمراض القلوب، مشيراً إلى أن القلوب تمرض وتصدأ تماماً كما يصدأ الحديد. وأكد أن علاج هذا الصدأ وجلاءه لا يكون إلا بذكر الله وتلاوة القرآن والاعتبار بآيات الله في الكون. فحين لا يتأثر القلب بمشهد الموت أو بآيات القرآن، فهذا مؤشر خطر على وجود خلل كبير، وهو ما حذرت منه سورة الأنبياء في وصفها للكافرين بأنهم يستمعون إلى الذكر "وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ".
وشدد الشيخ الداعية على أن صلاح الإنسان ونجاته في الدنيا والآخرة مرتبطان بصلاح قلبه وسلامته. واستشهد بدعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام الذي يلخص غاية كل مؤمن: "وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ". ودعا المشاهدين إلى ضرورة العناية بقلوبهم ومحاسبة أنفسهم، مؤكداً أن القلب السليم هو الذي سينجو بصاحبه يوم القيامة.
اقرأ ايضًا
"أنا ابن الوصي وابن البشير".. أحمد كريمة ينقل رسالة الإمام الحسن للناس بعد استشهاد والده
المفتي يوضح وقت إنتهاء عدة المطلقة
سورة الأنعام.. قضايا كبرى وحُجج وبراهين يكشف عنها الأزهر للفتوى