إعلان

مُلهم الإمام "الطيب".. القائد العظيم الظاهر بيبرس الذي جاء من كازاخستان

04:03 م الإثنين 19 سبتمبر 2022

د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في رحلته لحضور المؤتمر السابع لزعماء الأديان، يزور الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في هذه الأيام دولة كازاخستان...وقد أكد الطيب في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام أنه يفتخر ويتشرف بالتتلمذ على يد علمائها من المسلمين الأوائل مثل الفيلسوف الكبير أبو الناصر الفارابي والقائد العظيم الظاهر بيبرس، وتساءل البعض: وهل للقائد التاريخي إنتاج علمي أثر في شيخ الأزهر، ام ذلك باعتباره قائدا عظيما في تاريخ الإسلام؟

وفي السطور التالية يستعرض مصراوي جانبًا من حياة الظاهر بيبرس الذي هو من أبرز وأشهر القادة التاريخيين الذين جاءوا من كازاخستان.

يرجع أصل سكان كازاخستان إلى أصول تركية تتمثل في قبائل القبجاق والكومان، وإليها ترجع أصول الظاهر بيبرس البندقداري إلى إذ ولد هناك عام 620 هـ، وتم أسره وبيعه وهو في سن صغيرة ليشتريه رجل يدعى "العماد الضائع" ويبيعه للأمير علاء الدين أيدكين البندقداري، لينتقل منه إلى الملك الصالح نجم الدين الأيوبي، ولذا ينسب إليهما، ويروي الدكتور محمود شلبي في كتابه "حياة الملك الظاهر بيبرس" أن نجم الدين أيوب اعتقه وضمه للمماليك البحرية ورباه معهم، فشب شجاعًا باسلًا لا يهاب الموت، وكانت من أبرز المعارك التي خاضها موقعة المنصورة وعين جالوت وبيسان اللتين هزم فيهما التتار مع قطز.

يعتبر بيبرس من أعظم القادة العسكريين، وكذلك من أبرز حكام مصر وهو أيضًا المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية حسبما أعده المؤرخون، إذ تولى بيبرس عرش مصر في السابع عشر من ذي القعدة عام 658 هـ، واستطاع بيبرس المكوث على العرش بعض القضاء على المؤامرات التي قام بها مماليك المعز، وكذلك حرك جيشًا قويًا على بلاد الشام فأخضعها وصد عنها زحف التتار، وفتح فيها عدة بلاد منها عكا ويافا وأنطاكية وحصن الأكراد، ثم غزا بلاد السودان وضمها إلى ملكه، فقويت نفوذ مصر في عهده الذي استمر قرابة 17 عامًا.

وإلى جانب ما عرف به الظاهر بيبرس من شجاعة وإقدام كعسكري وكقائد حربي، إلا أنه كان يكرم العلماء ويخضع لمشورتهم ويقربهم، خاصة عالمي زمانه الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وعبد الله يحيى النووي، وكانت له كذلك إسهامات في القضاء والعلوم؛ إذ كان الظاهر بيبرس أول من جلس للمظالم من سلاطين المماليك، فأقام دار العدل وكان يجلس يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع للفصل في القضايا ومعه قضاة المذاهب الأربعة وكبار الموظفين، وكان له دور كبير في إعادة الجامع الأزهر إلى دوره الطبيعي، وقام بترميمه وتعميره بعد الإهمال الذي لحقه فيما سبق، وأنشأ المدرسة الظاهرية وألحق بها مكتبة كبيرة ومكتبًا لتعليم أيتام المسلمين القرآن.

ويروي الدكتور محمود شلبي أن بيبرس أصدر عدة قرارات هامة في عهده أيضًا، منها إبطال شرب الخمور ومقارفة الزنا ونحوها من المفاسد، كما جدد المسجد النبوي الشريف، وحاول بيبرس أن يقيم خلافة عباسية ثانية في عهده تكون القاهرة مركزها، فجاء أحمد بن الإمام الظاهر بالله ابن الناصر لدين الله إلى مصر في وفد من العرب وقيل أنه خرج من دار الخلافة ببغداد لما ملكها التتار، وهنالك عقد بيبرس مجلسًا من العلماء منهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام والقاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف، ليشهدوا أنه ابن الظاهر محمد ابن الإمام الناصر لدين الله وعم المستعصم بالله، وهكذا اثبت الحضور نسبه ولقبوه بالمستنصر بالله أبا القاسم أحمد بن الظاهر بالله محمد وبايعه بيبرس والعلماء والناس بخلافة المسلمين، ليقلده الظاهر بيبرس الخلافة في حفل مشهود في القاهرة.

وفي الثامن والعشرين من المحرم عام 676 هـ، توفى الظاهر بيبرس بعد أن تجاوز الخمسين من عمره، ودفن في المكتبة الظاهرية بدمشق، وتولى بعده أكبر أولاده الحكم، وهو ناصر الدين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان