إعلان

بئر زمزم.. تعرف على قصة ردمها وإعادتها للحياة

02:14 م السبت 25 أغسطس 2018

بئر زمزم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد – سارة عبد الخالق:

(ماء زمزم لما شرب له) .. هذا الماء الطاهر المبارك المتدفق منذ آلاف السنين لم يجف ولم يقل بل مازال يؤتي خيره لضيوف الرحمن وغيرهم من زوار وساكني مكة المكرمة.

تقع بئر زمزم داخل فناء المسجد الحرام بمكة المكرمة على بعد نحو 20 متراً إلى الشرق من الكعبة المشرفة، حيث يصل عمقها لحوالي 30.5 متر بقطر داخلي يَتراوح من 1.08 إلى 2.66 متر.

بعد أن رحل نبي الله إبراهيم – عليه السلام – امتثالاً لأمر الله ولغرض أراده الله – عز وجل - وتركه هو ووالدته السيدة هاجر وحيدين في هذا الوادي، وترك معهما سقاء فيه ماء وكيساً من تمر، فدعا إبراهيم - عليه السلام - ربه قائلا كما جاء في آية رقم 7 من سورة إبراهيم : {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.

وظلت السيدة هاجر ترضع صغيرها وتشرب من السقاء وتأكل من كيس التمر الذي تركه زوجها - عليه السلام- معها، حتى نفد، ولم تجد ما يروي ظمأها وظمأ ابنها، وظل يتلوى أمام أعينها من شدة الجوع والعطش حتى ظنت أنه سيموت، فظلت تبحث وتسعى بين جبلي الصفا والمروة لأنهما أقرب مكانين لهما، وظلت تكرر ذلك سبع مرات، لذلك يسعى الحجيج بينها في الحج، وعندما عادت السيدة هاجر إلى رضيعها سمعت صوتًا فقالت: أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك غواث، فضرب سيدنا جبريل - عليه السلام - الأرض بجناحيه تحت قدمي سيدنا إسماعيل الذي كان يضرب الأرض بهما من شدة عطشه، فتفجر الماء، وأخذت السيدة هاجر تحيط الماء بالرمال حتى لا يضيع وهي تقول: "زمّي ..زمّي"، لذلك سميت (ماء زمزم)، وبسبب وجود الماء في هذا المكان المبارك بدأت تهوى الطيور إليها وبدأ هذا المكان يجذب القبائل في هذه المنطقة شيئا فشيئا، ومن ضمنها قبائل جرهم، ومن هنا كانت نشأة مكة المكرمة.

عندما سكنت القبائل ومنها قبيلة جرهم منطقة مكة، وبعد فترة عندما غلبت على أمرها في نهاية أمرها على يد خزاعة، علمت أنها ستضطر إلى الخروج من مكة، فتملكها الغيظ وقامت بردم بئر زمزم، ومن ثم اختفى أهم عنصر للحياة، وهو الماء في هذه المنطقة، فاضطر أهل مكة للبحث عن مصادر أخرى للماء، وهذا كان بدوره أمرا شاقا نظرا لبعد الآبار الأخرى عن مكة، وخاصة لمن يتولى سقاية الحجيج أوقات موسم الحج، وقد تولى هذه المهمة عبد المطلب بن هاشم بعد وفاة عمه المطلب بن عبد مناف.

روت كتب السيرة أنه بينما كان عبد المطلب بن هاشم نائماً في حجر إسماعيل أتاه هاتف في منامه وأمره بحفر ماء زمزم من جديد وحدد له مكانه، وبالفعل توجه بصحبة ابنه الحارث إلى المكان، وبدآ في الحفر، ما أثار عجب قريش وحيرتها، ولكنه صمم على إتمام عمله وظل يحفر حتى ظهر الماء مرة أخرى من جديد، ومنذ أن أعاد عبد المطلب حفر بئر زمزم مرة أخرى، لم تجف أو ينقطع ماؤها حتى الآن.

وقد تم تحديد معالم البئر لأول مرة في التاريخ في عهد الملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله -، وتم تنظيف قاع البئر من التراكمات التي تجمع بداخله منذ أكثر من 1000 عام، وبلغ ارتفاعها 10 أمتار من قاع البئر، ووزنها 10 أطنان، وأصبح عمق الماء في البئر بعد ذلك 25.6 متر، وينخفض منسوب الماء عن سطح فوهة البئر ما بين 3.8 و 4.5 أمتار حاليا.

وأثناء توسعة الحرم المكي وتشغيل مضخات ضخمة لشفط المياه من البئر لوضع الأساسات حدثت مفاجأة مدهشة للعلماء وقتها حيث ظلت غزارة المياه المسحوبة يقابلها ماء مستمر متدفق دون توقف.

* مصادر:

- "مكة المكرمة في الجاهلية وعصر الإسلام" لعبد الشافى عبد اللطيف.

- موسوعة ويكيبيديا.

فيديو قد يعجبك: