إعلان

الظاهر بأمر الله.. الخليفة العباسي الذي أعاد سُنة "العُمرين"

03:37 م الأربعاء 10 يوليه 2019

صورة تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

الخليفة العباسي الظاهر بأمر الله، الذي تحل ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم الموافق 10 يوليو 1226م.. هو أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء، حكم في العراق بين عامي 1225 و 1226م. "ولي فأظهر العدل والإحسان ، وأعاد سنة العمرين" قال عنه ابن الأثير، وأضاف أنه لو قيل: ما ولي بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقًا، وذلك لأنه أعاد الأموال والأملاك المغصوبة، ورفع المظالم عن الناس ونشر بينهم العدل، وقلل الضرائب واهتم ببناء جيش قوي لدولته.

وهو الخليفة الخامس والثلاثون ولد عام 571 هـ ويقول الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء، أنه قد بويع بولاية العهد واستمر في ذلك سنين حتى خلعه أبوه وولى ابنه الأصغر "علي" حتى توفى فاعاده أبيه مرة أخرى إلى ولاية العهد، لكن شريطة ألا يتصرف في أي أمر، ويبدو أن والده الذي عرف بجوره وظلمه للرعية، لم يكن يميل لابنه الذي اتصفت سنوات حكمه بالعدل والمساواة والإنصاف، ولكنه كان مضطرًا لإعادته لولاية العهد بعد وفاة أخيه.

تولى الخلافة من بعد وفاة أبيه الناصر لدين الله في آخر ليلة من ليال رمضان 622 هـ، وكان عمره 52 عامًا، وقد بايعه أولا أهله وأولاد الخلفاء ، ثم نائب الوزارة مؤيد الدين القمي ، وعضد الدولة بن الضحاك أستاذ الدار ، وقاضي القضاة محيي الدين بن فضلان ، ونقيب الأشراف القوام الموسوي ، وجلس يوم الفطر للبيعة بثياب بيض بطرحة وعلى كتفه البرد النبوي ، ولفظ البيعة حسبما أورده الحافظ الذهبي: "أبايع مولانا الإمام المفترض الطاعة أبا نصر محمدا الظاهر بأمر الله على كتاب الله وسنة نبيه واجتهاد أمير المؤمنين وأن لا خليفة سواه ".

كانت سيرته عكس سيرة أبيه "الناصر لدين الله" تمامًا، أزال المظالم التي ألحقها أبوه بالمؤمنين، وألغى المكوس، وفرق الأموال التي حبست في الخزائن وحُكي عنه أنه دخل إلى الخزائن ، فقال له خادم : في أيامك تمتلئ ، قال : ما عملت الخزائن لتملأ ، بل لتفرغ وتنفق في سبيل الله ، إن الجمع شغل التجار .

وعلى الرغم من أن خلافته لم تدم سوى تسعة أشهر ونصف، إلا أنه كان من خير خلفاء الدولة العباسية سيرة، حيث توفى في رجب عام 623 هـ، الموافق 10 يوليو 1226م. وبويع بعده ابنه المستنصر بالله واتبع سنة ابيه في نشر العدل بين الرعية وقال عنه ابن النجار: "ثم قام بأمر الجهاد أحسن قيام ، وجمع العساكر ، وقمع الطغام ، وبذل الأموال، وحفظ الثغور، وافتتح الحصون، وأطاعه الملوك".

فيديو قد يعجبك: