إعلان

الإسراء والمعراج.. ومعجزة شق صدر النبي وغسله بماء زمزم

01:59 م السبت 30 مارس 2019

الإسراء والمعراج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

رحلة الإسراء والمعراج مليئة بالمعجرات والعجائب التي أثبتتها كتب السنة والسيرة النبوية المطهرة، وتناولها العلماء بالشرح وبيان الحكمة منها، فهي رحلة مباركة من بدايتها إلى نهايتها.

ومن المعجزات التي حدث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبيل رحلة الإسراء والمعراج، وعدها العلماء تمهيدًا وإعدادًا لتلقي النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لأنوار هذه الرحلة معجزة شق صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ففي ليلة الإسراء والمعراج أتى سيدنا جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونزل إليه في بيته فشق صدره ثم غسله بماء زمزم، وأودع فيه الحكمة، ثم بدأت بعدها هذه الرحلة المباركة.

وذكر هذه المعجزة رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا فأفرغه في صدري ثم أطبقه؟ ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا".

وعلق فضيلة الإمام الشهيد الدكتور محمد سعيد البوطي في كتابه "فقه السيرة النبوية" على معجزة شق صدر النبي ليلة الإسراء والمعراج فقال: "رُويت هذه الحادثة بطرق صحيحة وعن كثير من الصحابة.

وليست الحكمة من هذه الحادثة -والله أعلم- استئصال غدة الشر في جسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ لو كان الشر منبعه غدة في الجسم، أو علقة في بعض أنحائه لأمكن أن يصبح الشرير خيِّرا بعملية جراحية، ولكن يبدو أن الحكمة هي إعلاء أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وتهيئته للعصمة والوحي، منذ صغره بوسائل مادية؛ ليكون ذلك أقرب إلى إيمان الناس به، وتصديقهم برسالته.

إنها إذن عملية تطهير معنوي، ولكنها اتخذت هذا الشكل المادي الحسي؛ ليكون ذلك الإعلان الإلهي ظاهرا بين أسماع الناس وأبصارهم، وعلى مستوى تصوراتهم.

وأيا كانت الحكمة، فلا ينبغي -وقد ثبت الخبر ثبوتا صحيحا- محاولة البحث عن مخارج لصرف الحديث عن ظاهره وحقيقته، والذهاب إلى التأويلات الممجوجة البعيدة المتكلفة، ولن نجد مسوغا لمن يحاول هذا -رغم ثبوت الخبر وصحته- إلا ضعف الإيمان بالله عز وجل.

ورد الشيخ البوطي رحمه على من ينكرون رواية شق صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدعوى عدم منطقيتها أنه ينبغي أن نعلم بأن ميزان قبولنا للخبر إنما هو صدق الرواية وصحتها، فإذا ثبت ذلك ثبوتا بينا فلا مناص من قبوله، موضوعا على الرأس، وميزاننا لفهمه حينئذ دلالات اللغة العربية وأحكامها، والأصل في الكلام الحقيقة، ولو أنه جاز لكل باحث وقارئ أن يصرف الكلام عن حقيقته إلى مختلف الدلالات المجازية؛ ليتخير من بينها ما يروق له، لانشلت قيمة اللغة، وفقدت دلالتها، وتاه الناس في مفاهيمها.

فيديو قد يعجبك: