إعلان

محمد سيد طنطاوي.. شيخ الأزهر السابق صاحب الصوت الهادئ والتفسير الوسيط

03:04 م الأحد 10 مارس 2019

محمد سيد طنطاوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

عُرف بوجهه البشوش الهادئ، فقد اعتاد الناس على سماع تفسيره لكتاب الله في برنامج "حديث الروح"، وعلى إعلانه لرؤية هلال رمضان عندما كان مفتيًا للديار المصرية، ثم فتاواه وقراراته التي اعتبرها البعض مثيرة للجدل عندما كان شيخًا للأزهر الشريف.

إنه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله شيخ الأزهر الشريف منذ عام 1996 حتى عام 2010، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم 10 مارس.

ولد فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله في محافظة سوهاج، وتحديدًا في قرية سليم الشرقية في 28 أكتوبر 1928 م، وتلقى تعليمه الأزهري في قريته، ثم التحق بالمعهد الأزهري الثانوي في الإسكندرية سنة 1944 م.

وعقب انتهاءه من المرحلة الثانوية التحق بكلية أصول الدين وتخرج منها سنة 1958م ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959 م ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز في 5 سبتمبر 1966م.

عين مدرسا بكلية أصول الدين سنة 1968 م ثم عميدا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة 1976 ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين سنة 1985 م ثم مفتيا لجمهورية مصر العربية في 28 أكتوبر 1986 م ثم عين شيخا للأزهر الشريف في 8 من ذى القعدة سنة 1416 هـ الموافق 27 من مارس 1996 م .

وكانت قصة توليه لمنصب الإفتاء عجيبه، فقد رشحه الإمام الأكبر جاد الحق رحمه الله لمنصب وكيل الأزهر الشريف، إلا أن منصب مفتي الجمهورية كان قد أصبح خاليًا فتم اختياره ليتولى هذا المنصب، ولكنه رفض في البداية لكون مفتي الجمهورية دائمًا ما كان من كلية الشريعة والقانون، أما هو فكان أستاذًا للتفسير.

وحينها أعطاه فضيلة الشيخ جاد الحق فرصة 24 ساعة ليعيد التفكير في الأمر، إلا أن اعتذر عن تقل منصب مفتي الجمهورية، ولكنه تراجع بعد أن أخبره فضيلة الشيخ جاد الحق أنه عرض هذا المنصب على عدد من الأساتذة خريجي كلية الشريعة ولكنهم اعتذروا، وقال له إن الإفتاء أمانة في رقبة العلماء وإن لم تقبل ربما تُلغى هذه الوظيفة لإشكالات معينة" أطلعه على جانب منها فما كان من الشيخ طنطاوي رحمه الله - إلا أن قال له "يا أستاذنا مادام الأمر كذلك وما دامت المسألة لخدمة الدين، أنا أستعين بالله وأقبل".

وبعد سنوات في الإفتاء وعقب وفاة فضيلة الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر الشريف، تولى الدكتور محمد سيد طنطاوي مشيخة الأزهر خلفًا له، وخلال فترة توليه للمشيخه تعرض للعديد من الأزمات، حيث اعتبر البعض أن له آراء ومواقف أثارت الجدل مثل فتوى أن النقاب ليس فرضة وأنه يجوز للدول في الغرب أن يصدروا قوانين تمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وكذلك وقوع بعض الصدامات مع وسائل الإعلام خاصة بعد أن تم نشر أخبار كاذبة عن صحة الرئيس الأسبق مبارك وقال حينها إنه يجب جلد الصحفيين الذين يروجون الأخبار الكاذبة، وغيرها من المواقف.

ولفضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي العديد من المؤلفات المهمة التي أثرى بها المكتبة الإسلامية وغطت موضوعات مهمة ومتنوعة، ولكن كان أهمها "التفسير الوسيط للقرآن الكريم"، "بنو إسرائيل في القرآن والسنة" ، "معاملات البنوك وأحكامها الشرعية"، "أحكام الحج والعمرة"، "الحكم الشرعي في أحداث الخليج", وغيرها من المؤلفات.

وأثناء عودته من مؤتمر دول عقده الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010، تعرض لأزمة قلبية وهو في المطار، فوافته المنيه يوم 10 مارس 2010 في الرياض عن عمر يناهز 81 عامًا

ودفن الشيخ محمد سيد طنطاوي في البقيع بالمدينة المنورة، بناء على رغبة ابنه المستشار عمر وأسرته شيعت جنازته بموكب عظيم بعدما صلي عليه في المسجد النبوي ودفن بعد صلاة العشاء في بقيع الغرقد.

فيديو قد يعجبك: