إعلان

في مثل هذا اليوم: أبولؤلؤة المجوسي يطعن ثاني الخلفاء الراشدين

04:34 م الخميس 06 سبتمبر 2018

أرشيفية

كتب- محمد قادوس:

حدث في مثل هذا اليوم 26 من ذي الحجة سنة 23 هـ، الموافق لسنة 644 م، أن اغتيل أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- طعناً أثناء صلاة الفجر على يد أبي لؤلؤة المجوسي. وفي التقرير التالي يرصد مصراوي قصة طعن الخليفة التي أحدثت هزة كبيرة في قلوب الصحابة والمسلمين.

أما أبو لؤلؤة المجوسي فيقال له: فيروز النهاوندي ويكنى أبو لؤلؤة المجوسي نسبة إلى ابنته. أسره الروم ثم أسره المسلمون من الروم وسبي إلى المدينة المنورة سنة 21 هـ، وكان مولى (أجيراً) عند المغيرة بن شعبة، وعند الفئة الغالبة من المسلمين وهم طائفة أهل السنّة وكذلك بعض الشيعة أنه كافر لم يسلم، ومجرم لقتله الخليفة عمر بن الخطاب، ويرى بعض الشيعة أنه مسلم شيعي بطل مبشّر بالجنة، وهو فارسي من نهاوند.

اتفق المسلمون على كفر أبي لؤلؤة المجوسي وإن اختلفوا في ديانته، فالمشهور أنه كان مجوسياً. ورد في مصادر أهل السنة والجماعة أنه مجوسي مجرم لاغتياله عمر بن الخطاب، ويقول فيه ابن تيمية: "وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام كان مجوسياً من عباد النيران، فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار، لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسم أموالهم". ويتفق المؤرخون أنه بعد عودة عمر بن الخطاب إلى المدينة المنورة طعنه أبو لؤلؤة بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس، وكان ذلك يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ، الموافقة لسنة 644 م، ثم حُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس. وحاول المسلمون القبض على القاتل فطعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءً كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فطعن نفسه منتحرًا. وبذلك دفن أبو لؤلؤة فيروز الفارسي، أخبار المؤامرة والدوافع إليها، فاختلفت الروايات حسب ما يستنتجه المؤرخون.

وعن عبد الله بن عمر قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمر ـ طعنه طعنتين ـ فظن عمر أن له ذنباً في الناس لا يعلمه، فدعا ابن عباس ـ وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه ـ فقال: أحب أن نعلم عن ملإ من الناس كان هذا؟ فخرج ابن عباس فكان لا يمر بملإ من الناس إلا وهم يبكون، فرجع إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين ما مررت على ملإ إلا ورأيتهم يبكون، كأنهم فقدوا اليوم أبكار أولادهم، فقال: من قتلني؟ فقال: أبو لؤلؤة المجوسي ـ عبد المغيرة بن شعبة ـ قال ابن عباس: فرأيت البشر في وجهه، فقال: الحمد لله الذي لم يبتلني أحد يحاجني يقول لا إله إلا الله... إلخ. رواه الطبراني.

* مصادر:

- منهاج السنة النبوية لابن تيمية.

- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير. تاريخ الرسل والملوك.

- البداية والنهاية لابن كثير.

فيديو قد يعجبك: