إعلان

"بلديات محمد صلاح".. عالم إسلامي ومستشار قيصر روسيا تعرف عليه

03:19 م الأربعاء 11 أبريل 2018

كتب - أحمد الجندي:

واحد من علماء الأزهر الشريف، الذى حمل منذ ما يزيد عن المائة وخمسين عاماً راية نشر اللغة العربية والحضارة الإسلامية فى روسيا، وكان أول عربى يعين بمرسوم ملكى أستاذاً للغة العربية بجامعة بطرسبورج ومستشاراً للدولة الروسية ومشرفاً على الاحتفالات الملكية، ويُمنح تقديراً لجهوده أعلى وسامين ملكيين هناك.

إنه الشيخ محمد عياد الطنطاوي؛ الذى وصفه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قائلاً: «هو أزهرى مشهور فى مدينة بطرسبورج الروسية حتى الآن» بأنه هو الذى غزا باللغة العربية، وبركاته موجودة هناك حتى الآن، حيث نجد الاستشراق الروسى قويا جداً فى اللغة العربية، وقد لمست هذا بنفسى فى زيارة لجامعة بطرسبورج ووجدت المستشرقين كأنهم عرب».

ولد الشيخ محمد بن عياد بن سعد بن سليمان الشافعي؛ عام 1810 ميلادية، فى قرية نجريد التابعة لمركز طنطا - التى أخذ منها لقبه - بمحافظة الغربية، وعندما بلغ عامه السادس تردد على كُتاب القرية، وبعد أن أتم حفظ القرآن الكريم أرسله والده إلى الجامع الأحمدى بطنطا حيث حفظ هناك على يد الشيخ محمد الكومى والشيخ محمد أبوالنجا والشيخ مصطفى القناوى متوناً كثيرة مثل: متن المنهج فى علم الفقه، وألفية ابن مالك؛ قبل أن يبدأ فى دراسة الشروح والتعاليق على المتون.

أتي الشيخ الطنطاوي إلي روسيا كان في عمر في الثلاثين وقد ظل بها حتي وفاته في عمر الخمسين, وقد دفن في بطرسيرج في روسيا, ومازال قبره مزارا لمحبيه, تحيطه الزهور ويعلوه شاهد كتب عليه بالروسية والعربية تعريف موجز بالشيخ الطنطاوي وتاريخ وفاته.

تم تكريمه في حياته بالأوسمة والنياشين، ومازال عطاؤه حيا في الذاكرة الثقافية لروسيا، ولا أدل علي ذلك من المؤتمر العلمي الدولي الذي نظمته جامعة سانت بطرسبرج احتفاءا بالمئوية الثانية لميلاد الشيخ الطنطاوي في الفترة من 2-3 نوفمبر 2010، وقد صدر كتاب يضم ملخصات بحوث المؤتمر (301 صفحة)، ويتضمن غلاف الكتاب إهداء إلي الشيخ الطنطاوي، وعنوانا فرعيا (روسيا والعالم العربي).

جمع «الطنطاوى»، خلال سنوات تدريسه بجامعة سانت بطرسبورج، بين الطرق العملية والنظرية، فقد كان يدرس قواعد اللغة ويشرح أمثال لقمان، ويقرأ قطعاً من مؤلفات تاريخية، ومن مقامات الحريري؛ كما كان يدرس الترجمة من الروسية إلى العربية، والخطوط الشرقية، وقراءة المخطوطات، والمحادثة باللغة العربية، وزاد على ذلك أن أدخل عام 1855 ميلادية، ولأول مرة فى تاريخ كلية اللغات الشرقية تدريس تاريخ العرب.

كما لعب دوراً مهما فى إرساء حركة الاستشراق بروسيا، ووضع اللبنات المبكرة للحوار الثقافى «العربي - الروسى»، ولعل أدق وصف للتأثير الذى أحدثه «الطنطاوى» داخل المجتمع الروسى هو ما كتبه المستشرق الروسى الكبير «أغناطيوس كراتشكوفسكى» فى مؤلفه «حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوى»، حيث كتب واصفاً إياه: «الشيخ الطنطاوى، شخصية متفردة وغير متكررة فى تاريخ الاستشراق الروسى والأدب العربى الحديث».

فيديو قد يعجبك: