إعلان

مشروع وكالينا ووك.. نافذة على ثقافة شعب بالاوا

11:02 ص الإثنين 16 ديسمبر 2019

صورة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ-

يعتبر مشروع "وكالينا ووك" "Wukalina Walk" أول مشروع سياحي يتم تشغيله بواسطة السكان الأصليين في مقاطعة تسمانيا في استراليا. وخلال الجولة السياحية يتعرف الزوار على الكثير من الجوانب الثقافية والتاريخية لشعب "بالاوا" “Palawa”، بالإضافة إلى الاستمتاع بالتنزه على طول الشواطئ الجميلة.

ويظهر المرشد السياحي "روكي سانتي" على قمة وكالينا ويحكي للسياح الكثير من القصص العظيمة عن الأجداد، وينعم السياح هنا بإطلالة ساحرة على الغابات المنتشرة في الخلجان والمياه الفيروزية الرقراقة.

وعندما يكون المرء على دراية بتاريخ شعبه، فلن يتفاجأ من هذه الفجوة في الذاكرة؛ حيث درس "روكي سانتي" في المدرسة أنه لم يعد هناك سكان أصليون في تسمانيا، غير أن شعب البالاوا لم يمت، بل تعيش جيناتهم في العديد من سكان تسمانيا، وقد بدأت النهضة الثقافية لشعب البالاوا منذ 1995 مع إصدار قانون أراضي السكان الأصليين؛ حيث يفخر الكثير من شعب البالاوا بتراثهم العريق، ودائما ما يدافعون عن أصلهم.

ويتمكن السياح منذ عام 2008 من التعرف على هذه الثقافة القديمة في الأماكن، التي عاش فيها الأجداد، وليس زيارة المتحف المغلق. وخلال هذه الجولة السياحية، التي تمتد لأربعة أيام، يمكن التنزه سيرا على الأقدام على طول الساحل والنوم في اللودج وسط الأدغال، ويمتاز تصميم اللودج بأنه مستوحى من الهندسة المعمارية للأكواخ القديمة، والتعلم من المرشدين السياحيين من شعب البالاوا.

وأوضح المرشد السياحي كلايد مانسيل قائلا: "هذا المشروع مهم للغاية؛ لأنني دائما ما كنت أرغب في إتاحة الفرصة لشعبنا لنقل معارفه للآخرين على أرضه". وقد حارب رئيس مجلس أراضي السكان الأصليين لمدة عشر سنوات لكي يرى مشروعه النور، وهنا ظهرت أول شركة سياحية في تسمانيا يمتلكها السكان الأصليون، وقد نجحت الخطة؛ حيث اختار كلايد مانسيل الموقع المناسب لمخيمه بذكاء.

رمال وصخور

وانطلاقا من مصب النهر ينطلق السياح على أحد الخلجان البديعة؛ حيث تظهر الرمال الناعمة باللون الأبيض مثل الثلج، كما يضم المشهد أيضا الصخور المستديرة ذات اللون البرتقالي، وتتكسر الأمواج المتلاحقة على الشعاب المرجانية، وعند الغروب ترسل الشمس أشعتها على السحب الداكنة، وتمر جولة التنزه عبر الكثبان الرملية لينعم السياح بإطلالة رائعة على البحار الجنوبية وصولا إلى السافانا، وتماشيا مع الأجواء الرومانسية الحالمة في البرية يجلس السياح على مقاعد التخييم في شرفة خشبية بجانب نار المخيم.

ولحسن الحظ فإن المعلمة كاريتا توماس تتحلى بالصبر كثيرا؛ حيث تقوم بإحضار جراد البحر والقشريات من قاع المحيط، وعندما تحلق طيور مياه القص بحثا عن أعشاشها، فإنها تتجمع مع عائلتها في جزيرة بيج دوج، فإن كاريتا توماس تذهب إليها وتمسك الطيور باليد المجردة، ثم تقوم بطهيها.

ويجلس المرشد والسياح على طاولة طويلة في المطبخ، وتفوح رائحة لحم الضأن والوالابي من الفرن، وتظهر أيضا رائحة اليقطين والخبز والفاصوليا، ودائما ما يسأل المرشد عما إذا كان أحد السياح يرغب في تذوق طيور مياه القص، ويتمثل الانطباع الأول في دهون الأوز مع لمحة خفيفة من طعام البحر.

أصوات الأمواج

ويشير اسم المخيم، كراكانا لومي، في لغة شعب البالاوا إلى مكان الراحة والهدوء، ولا يسمع المرء هنا سوى أصوات الأمواج، التي تتكسر على الشعاب المرجانية، من بعيد، ويشعر السائح وكأنه في خيمة، ولكنها مريحة للغاية؛ حيث يعد الطعام الجيد والسرير الناعم والمريح من الأمور الهامة عند زيارة مشروع وكالينا ووك، وغالبا ما يدفع السياح الكثير من الأموال نظير الاستمتاع بهذه العطلة القصيرة.

وأوضحت مديرة المشروع جيل بارسي قائلة: "لقد شاهدت كيف تغير السياح بسبب التجول، وكيف كانوا يبكون". يمكننا الانتظار لمدة 50 سنة أخرى حتى تتم المصالحة أو إننا نقوم بجلب السكان البيض إلى هنا، وفي صباح اليوم التالي اصطحب المرشد روكي سانتي السياح إلى الكثبان الرملية وأضاف قائلا: "يقوم شعبنا هنا بطبخ جراد البحر وبلح البحر".

تلال مقدسة

وفي الوسط توجد التلال المقدسة المحمية بموجب القانون منذ 1975، إلا أن الاستراليون البيض يقودون سيارات الأراضي الوعرة فوق هذه التلال، وعلى الساحل الغربي لمقاطعة تسمانيا يقوم المخربون بتخريب الفن الصخري القديم وتشويهه بالحفر عليها أو بيعها.

وأثناء جولة المجموعة السياحية على الكثبان الرملية لفحت رياح قوية وجوههم، وتمتد الجولة بطول 17 كلم على الخليج، الذي يطلق شعب البالاوا اسم لارابونا بالوا، والمعروف حاليا باسم خليج الحرائق "باي أوف فايرز"؛ لأن البحار البريطاني توبياس فرنو رأي العديد من الحرائق تشتعل هنا، عندما أبحر بمحاذاة الساحل خلال عام 1773. وقد تم بناء منارة على طرف اليابسة، وأشارت كارليتا توماس إلى أن هذا المكان يحظى بأهمية خاصة؛ لأنه المكان الذي التقت فيه القبائل المختلفة.

فيديو قد يعجبك: