إعلان

ميمي شكيب ونعيمة الصغير.. جمعهما تاريخ الميلاد وأشياء أخرى

10:36 م الإثنين 25 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سما جابر:

قد يتعلق اسمك كفنان في أذهان الجمهور بأدوار أثرت إيجابًا أو سلبًا في حياتهم.. يحبوك مرة ويكرهوك مرة، يتعاطفوا معك مرة ويهاجموك مرة، لكن أن تظل تقدم طوال مشوارك كل ما هو مستفز و يجلب كره الجمهور لك، ومع ذلك لا يتذكر المتفرج سوى متعته في كل مرة يشاهد أفلامك فيصفك بالفنان العظيم، هذا بالضبط ما فعلته كل من ميمي شكيب ونعيمة الصغير، الفناناتان اللاتي اجتمع الجمهور على حبهن بالرغم من تقديمهن لأدوار الشر المتقن في السينما.

ربما لم يجمعها عملًا سينمائيًا واحدًا، لكن حياة الفنانة ميمي شكيب والفنانة نعيمة الصغير، تشابهت في العديد من المواقف والأحداث، كان أبرزها تاريخ الميلاد الذي يوافق 25 ديسمبر، حيث ولدت "الصغير" عام 1931، و"شكيب" عام 1913، كما مرت كل منهن بمواقف وأزمات شكلت علامة فارقة في حياتهن، بالإضافة إلى التشابه في نوعية الأدوار.

المرأة القوية والحما "المفترية"

على غرار محمود المليجي وزكي رستم، فقليل من الفنانات اللاتي إذا ذُكر اسمهن ارتبط دائمًا بأدوار الشر والقوة والتسلط، كان من بينهن "الهانم" ميمي و"الشريرة" نعيمة، فلم يقدمن على مدار مشوارهن الفني أدوار تتسم بالطيبة، إلا نادرًا، أما أدوار الشر ودور "الحما" صاحبة الشخصية القوية أو باللغة الدارجة "المفترية"، كانت هي السائدة في في الأعمال التي يشاركن فيها، فمن أبرز أدوار الحموات التي قُدمت في السينما المصرية كانت ما قدمته ميمي شكيب في "الحموات الفاتنات" عام 1953 وما قدمته نعيمة الصغير في "الشقة من حق الزوجة" بالإضافة إلى أدوار المرأة القوية في أفلامهن بشكل عام، فمن أبرز أفلام ميمي "بين القصرين ودهب وآمال" وغيرهم، فيما قدمت نعيمة أفلامًا مثل "التعويذة والعفاريت وبيت القاصرات وريا وسكينة".

الدور الثاني "قدر"

رغم موهبتهن اللافتة، إلا أن صناع الأعمال وقتها لم يستطعوا إعطائهن فرصة جريئة كي يخوضوا تجربة البطولة المطلقة أو الرئيسية في الأعمال التي قدماها، كذلك "الاستايل" التي تميزت به كل منهن والذي كان غير مناسبًا للشكل الذي ظهرت به السينما وبطلاتها وقتها، أدى إلى جعل الدور الثاني "قدرًا" ملازم لهن على مدار تاريخهن، وبالرغم من أن أدوارهن كانت شرفية في بعض الأعمال، إلا أن هناك أفلامًا كن فيها العلامة الأبرز لدى الجمهور، وارتبط اسم تلك الأفلام بأسماء شخصياتهن، مثلما حدث مع نعيمة الصغير في فيلم "العفاريت" التي اشتهرت بدور "الكتعة"، ومع ميمي أيضًا في "أنت اللي قتلت بابايا" حيث قدمت شخصية بديعة يفتح الله.

مآساة فارقة

مرت كل من "شكيب" و"الصغير" بمواقف أثرت في حياة كل منهن وكانت علامة فارقة فيها، فمن أكثر ما ميّز نعيمة في بدايتها هو صوتها الناعم الرقيق الذي تمنت بسببه أن تصبح مطربة، لكن لم يدم الصوت العذب طوبلًا وسرعان ما تغير في بداية حياتها إلى تلك النبرة الغليظة التي ميزتها كممثلة عن باقي نساء جيلها، حيث كانت الغيرة سببًا في تغيير مسار حياة نعيمة من الطرب إلى التمثيل، وذلك بعد أن قامت إحدى زميلاتها بوضع مادة ما لها في كوب الشاي، والتي بدورها أثرت على الأحبال الصوتية لنعيمة إلى الأبد، لينتهي حلم الغناء التي كانت تتمناه في بدايتها.

أما ميمي فقد عاشت حياة مترفة وصاخبة في شبابها مليئة بالسهر والصداقات، وحتى مع تقدمها بالعمر لم تبتعد عن تلك الحياة، حيث كانت تقيم حفلات يومية في منزلها، يحضرها عدد من كبار المسئولين في الدولة، وأثرياء مصريين وعرب، بالإضافة لعدد من الفنانات الشابات الجميلات، لكن تسر الأمور كما كانت تسري من قبل، وفي فبراير عام 1974، تم القبض عليها، ومعها مجموعة من الفنانات الشابات اللاتي كن يحضرن حفلاتها باستمرار، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب، وهي القضية التي عرفت باسم "الرقيق الأبيض" أو "قضية الآداب الكبرى"، والتي حظيت باهتمام إعلامي غير مسبوق، وبعد حوالي 170 يوم من المحاكمة، حصلت ميمي شكيب وباقي المتهمات على البراءة، لعدم ضبطهن في حالة تلبس، وقيل إن ميمي خلال تلك الفترة أصيبت بحالة من الصمم والبكم في السجن، وكانت تبكي طوال الوقت، وبالرغم من حصولها على البراءة، إلا أنها دخلت مصحة نفسية بضعة أشهر، لعدم برائتها أمام جمهورها، وبعد خروجها، لم تستطع مواصلة حياتها بشكل عادي، حيث ابتعد عنها المخرجون والفنانون، ولم تقدم في تلك الفترة سوى أعمالا قليلة، وأدوارا لا تليق بمكانتها.

الوحدة "قبل أو بعد" الوفاة

ذاقت كل من الفناناتين شعور "الوحدة"، منهن من ذاقته قبل الوفاة، ومنهن من تعرضت له بعد الوفاة!، فالفنانة ميمي شكيب نتيجة لظروفها السيئة بعد ابتعاد صناع السينما عنها بعد قضيتها الشهيرة، اضطرت إلى التقديم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة، كما جاءت نهايتها مأساوية حيث تم إلقائها من شرفة شقتها بوسط البلد في 20 مايو عام 1983، ولم يعرف أحد مرتكب الجريمة، وقيل وقتها إنه تم التخلص منها من قِبل بعض رجال السياسة، ممن كانوا يشاركون في إدارة شبكتها، وقيدت القضية ضد مجهول.

أما نعيمة الصغير، فبالرغم من مشاركتها لعدد كبير من النجوم والنجمات في العديد من الأعمال الفنية، وكانت تربطها بهم علاقات جيدة، إلا أنها كانت "وحيدة" في جازتها، والتي لم يحضرها من زملائها سوى الفنان عادل إمام فقط، الذي شاركها في بطولة عدد من الأعمال منها "كراكون في الشارع والمشبوه وخلي بالك من عقلك".

فيديو قد يعجبك: