إعلان

سوزان نجم الدين: لا أريد منصب سفيرة من أميركا فشعبي أعطاني مناصبي

11:48 ص الأحد 14 يوليو 2013

خاص أريبيا- دانيا الرابحي

اجتمعت فيها صفات الجيلين، أخذت من كبار الفنانيين جديتهم في العمل، وولائهم لمهنتهم، وروح المنافسة الشريفة. وأخذت من روح الشباب التجدد والحيوية.

الفنانة "سوزان نجم الدين"، لكنها ليست فقط بفنانة، لها بصمتها الخاصة في تاريخ الدراما السورية، منذ أن كانت تملك تلك الجدال الشقراء في "نهاية رجل شجاع"، مروراً بـ "الثريا" و "خان الحرير" و"أبو زيد الهلالي" و"الكواســر" و"حـنيـن" و"صلاح الدين الأيوبي" و" ملوك الطوائف" و فرصة العمـر" و"الظاهـر بيبرس" و"زوج الست" و"فرصة العمر" و"الهاربة".....

كما شاركت في الكثير من الأعمال المصرية وكان لها مكانها الخاص أيضاً، إلا أنها أصرت أن تعود لبلدها وتشارك في الموسم الرمضاني لهذا العام، خاصة بعد اعتذارها عن المشاركة في العمل السوري "حائرات" بسبب ضيق الوقت.

أريبيا التقت النجمة و الفنانة و المنتجة "سوزان نجم الدين" وكان معها هذا اللقاء:

بدايةً ... حديثنا عن سبب غيابك عن شاشة الدراما السورية في الفترة الماضية؟

لايوجد سبب يبعدني عن بلدي الحبيب، إلا ظروف قاهرة ممرت بها، وهي تعاقدي مع العمل المصري "كش ملك"، فلم يكن بمقدوري التنسيق بين مواعيد الأخير والأعمال السورية التي عرضت علي كـ "حائرات " للمخرج سمير حسين، و"فتت لعبت" للمخرج مصطفى البرقاوي.

كما حزنت على عدم استطاعتي المشاركة مع المخرج "المثنى الصبح" في عملي "ياسمين عتيق" و"سكر وسط"، خاصةً وأن كلا العملين من انتاج شركة "سورية الدولية" للإنتاج الفني التي أكن لها كل الإحترام والتقدير التي تحدت الصعاب ونفذت أعمالاً سورية مهمة في هذه المرحلة القاسية التي يمر بها بلدنا.

كما أقدر كل من عمل في الدرما السورية تحت القصف والإنفجارات والخوف. لهم جميعاً أرفع القبعة إجلالاً وإحتراماً.

 

لكن أنتِ متواجدة لهذا العام مع المخرج "ناجي طعمي"؟

لم أستطع ألا أكون متواجدة.. فبعد اعتذاري وللأسف عن  المشاركة في "حائرات"، رغم التحضير لشخصيتي في العمل وحبي للعمل مع المخرج "سمير حسين". وكانت أعمالي المصرية سبب لإعتذاري عن كثير من الأعمال السورية، كما ذكرت سابقاً، إلا أنني ومن خلال مشاركتي الحالية في مسلسل "صرخة روح"، أحببت أن أكون واحدة من الفنانيين السوريين الوطنيين، وضمن ظروف بلدي القاسية، أن أشارك ولو في عمل درامي سوري واحد.

 

مادورك في هذا العمل؟

العمل اجتماعي (مودرن) يحمل رسالة، يتألف من عدة خماسيات والنص لعدة كتاب وتحت إدارة أكثر من مخرج. العمل ككل يحكي عن الخيانات الزوجية بأشكالها، ودوري في إحدى الخماسيات يأخذ شكل إحدى الخيانات، "أحلام" هي أم تزوجت و ترملت باكراً، عاشت حياة قاسية و ظالمة من قبل أب الزوج، وهذا الظلم انعكس على مرحلة من حياتها فيما بعد، عليها وعلى ابنتها الشابة.

 

غيابك عن الساحة الدرامية السورية كان بسبب أعمالك المصرية والتي آخرها مسلسل "كش ملك" حدثينا عنه؟

العمل سياسي، يتناول فترة ما قبل رحيل الرئيس السابق "حسني مبارك"، شخصيتي إعلامية تحارب الفساد لها برنامج إعلامي يكون سبب من أسباب اندلاع الثورة حينها.

 

بسبب غياب الكثير من نجوم الدراما السورية سنحت الفرصة للوجوه الشابة، ما ميزة جيل "سوزان نجم الدين" والتي لم تجديها في الجيل الحالي؟

لم أحتك كثيراً من الوجوه الشابة الحالية، بسبب انشغالي في مصر كما قلت سابقاً، إلا أن الجيل الجديد يفتقد القليل من الخوف على هذه المهنة والتعامل بجدية أكثر. بالنسبة لي مازال التمثيل هواية أعشقها وأمارسها بحب كبير، ولا أستطيع التعامل معه إلا بحب صافي، ويجب علي أن أكون أولى المقتنعين بالعمل المكتوب حتى أؤديه بطريقة صحيحة.

 

خضتِ تجربة الإنتاج الدرامي عن طريق شركة "سنا" في عمل درامي أكشن وهو "الهاربة"، لمَ لم تتكرري هذه التجربة؟

اٌقوم بالتحضير حالياً لإعادة هذه التجربة مع المخرجة السورية "رشا شربتجي"، في عمل يحمل عنوان "سما"، عمل اجتماعي معاصر، وسنبدأ بتصويره بعد رمضان بفترة بعيدة نوعاً ما، ليكون جاهزاً للعرض في 2014.

 

أطلقتِ أغنية وطنية أهديتها للشام، و قمتي بتصوير الأغنية في حواري الشام وياسمين الشام، ما الرسالة التي تريدين توجيهها؟

أولاً هذه الأغنية كانت قبل اندلاع الأزمة السورية، كانت هدية مني لوطني الحبيب، أنا أعشق تراب هذه الأرض، وأشعر بالإختناق خارجها، حتى ولو اضطررت للسفر فلابد لي للعودة سريعاً إلى بلدي، ورغم كل الظروف التي تعيشها بلدنا إلا أنني استمد قوتي من هواء بلدي وأعود بعدها لمتابعة لأعمالي .

 

برأيكِ ما سبب غياب الأعمال التاريخية لهذا العام؟

ألا يكفي ما يحصل حالياً في بلدنا و البلاد العربية؟ سيكون هناك تاريخ أكبر تتكلم عنه الأجيال القادمة، الآن نحن بحاجة أعمال تخف عنا، أرواحنا متعبة والجمهور متعب فلنبتعد عن الأعمال التاريخية.

كل مرحلة ولها جمهورها، كانت الأعمال التاريخية مهمة ومطلوبة، بعدها جاءت أعمال البيئة الشامية، والكوميدية، الآن الأعمال الإجتماعية (المودرن) هي المطلوبة .

 

كم هو هام بقاء الفنان السوري في بلده في هذه الظروف؟

البقاء ليس البقاء الجسدي، الفنان يجب أن يملك روح هذه البلد و يتنفس عطر بلده وهو بعيد عنها، ويكون معها حسياً وضميرياً و أخلاقياً أينما وُجد. علينا أن ننتمي لوطننا ضمن حدودها وخارجها، وأن نقدم لها، فهي لنا علينا الكثير.

ماهي أكبر رسالة يقدمها الفنان السوري بعمله في بلده؟

رغم الحصار والحرب ضد بلدنا مازلنا نخاطر ونتواجد،  من مصور وممثل ومخرج وفني...  ما زلنا في بلدنا ولن تنخاذل معها.

سوريا أكبر من كل المؤامرات، وستعود للنهوض والوقوف، وعبر التاريخ أثبتت سوريا أنها انتصرت على كل الخيانات التي تعرضت لها. والدليل أننا ما زلنا مستمرين في العمل تحت القصف والإنفجارات والموت .

 

إلا أن الدرما السورية تأثرت بأزمة بلدها؟

من لم يتاثر؟؟ الدراما المصرية تأثرت، ونحن نعلم أن بيع الدراما يتبع لسياسات أكبر ولا نملك الحل، علينا أن نعمل و نكافح كل منا من موقعه.

 

سأنتقل من الفن، لأتكلم عن سوزان الأم، كنت بعيدة كن كل الإشاعات التي يمكن أن تطال أي فنانة، كيف استطعتي أن توفقي بين نجاحك الفني والتزامك العائلي خاصة وأنك أم لأربعة اطفال؟

أنا أؤمن بأن النجاح بالفن ليس له أمان، وبرأيي أن الأهم هو العائلة ومن سيعمل من بعدك، وأنا لمن أعمل لمن أنجح، أن أربي جيلاً يحمل صفات لم أستطيع أن أتمتع بها، أو أساعده على تحقيق مالم أستطع تحقيقه، أو أن تربي أطفالك على ما تتمنيه من البشر أو الإنسانية، عدا عن أنني أحب العلم كثيراً وأجده ضرورياً هذا ما أطلبه من أولادي وما أساعدهم على إنجازه، وأعمل ما هو واجبي تجاه أطفالي وبلدي ومهنتي التي أعشقها ولو لم أكن أعشقها لما استمريت بها.

 

ماهو الشيء الذي لم تحققه بعد "سوزان نجم الدين" ؟

الكثير من الأشياء، أولاً على الصعيد الفني لدي الكثير لم أفعله بعد بسبب ضيق الوقت وانشغالي وأريد أن أعيد لسوزان نجم الدين حقها الفني، فأنا ظلمت نفسي في الفترة التي مضت.

على الصعيد الإنساني، أريد استكمال الخط الإنساني الذي أمشي عليه، وأكثر ما أتمناه حالياً هو النصر لبدي وانتهاء الحرب المعلنة ضدنا نحن السوريون والنهضة من جديد، وأن نبرهن أن سوريا هي أم الأوطان جميعها.

 

أنتِ كثيرة النشاط في الأعمال الإنسانية، إلا أنكِ لم تشغلي أن منصب أنساني؟؟

لا يهمني أن أن أكون سفيرة بموافقة أميركية، أنا سفيرة  في نظر أهلي وشعبي، أنا سفيرة الفن بنظرهم وسفيرة النوايا الحسنة برأيهم. أنا لا أريد المناصب من خارج بلادي أنا أريدها من داخله وهذا الأهم.

 

بسبب الأزمة السورية، حصل انقسام سياسي بين الفنانيين، كيف ستتعامل سوزان مع زملائها من أهل الفن المعارضين؟

هناك فنانين سافروا خارج البلاد، هؤلاء لهم أسبابهم الخاصة البعيدة عن الحراك السياسي القائم، إلا أن من خان بلده وكان ضدها، يجب علينا عدم التعامل معهم مرة أخرى، نحن شعب متسامح لكن هذا وطن، ولا يجب علينا التسامح في حق وطننا.

 

ولكنهم من مهنة واحدة، وربما ستلتقي بهم؟

الفن كالحياة، كلٍ في دوره، هناك بعض الأسماء والتي لا أريد أن أعطيها قيمة وأذكرها، لا أتخيل أنني سأتعامل معها فيما بعد، وهنا لا أقصد المسافر قسراً أو الذي أختلف معه بالرأي، أقصد الخائن فقط، إلا أنني ربما أتواجد مع أي منهم ضمن ظروف فنية بحتة لا أكثر.

 

 

 

فيديو قد يعجبك: