إعلان

"العنصرية" تنافس على جوائز "الأوسكار"

01:38 م الأحد 26 فبراير 2017

العنصرية تنافس على جوائز الأوسكار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

لم تسلم أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، المسؤولة عن توزيع جوائز  "الأوسكار" من الهجوم والانتقادات العام الماضي، إذ شنّ كبار نجوم هوليوود هجوما كبيرا عليها، لخلو فئات الترشيحات من النجوم السود، وعدم التنوع بين مرشحي الجائزة فاتهموها بالعنصرية. ودشنوا حملة على صفحات التواصل الاجتماعي تحت اسم "الأوسكار بيضاء للغاية". كما أعلن عدد من النجوم على رأسهم ويل سميث وزوجته جايد بينكيت سميث، والممثل والمنتج الأمريكي جورج كلوني، وغيرهم من الفنانين مقاطعتهم للحفلة.

غير أن مسؤولي الأكاديمية حاولوا تدارك الأمر هذا العام، وتركزت الكثير من الترشيحات لجوائز هذا العام على العنصرية، التي كانت محل شكوى كثير من نجوم هوليوود سود البشرة على مدى سنوات.

وتتنافس ثلاثة أفلام تعالج وتستعرض مسائل عنصرية على "أوسكار" هذا العام بفئاتها المختلفة، وهي "Fences"، و"Hidden Figures"، و"Loving".

السياج

1

يعيش رجل وزوجته في أحد المنازل في بيتسبرج بولاية بنسلفانيا بالخمسينات، أي في ذروة انتشار العنصرية في ربوع أنحاء المجتمع الأمريكي، وتطلب منه زوجته بناء سياج حول منزلهما، وكأنها تسعى لحماية من تحب مما يوجد في العالم الخارجي من شرور، في الفيلم الدرامي الأمريكي "Fences".

يبدو الرجل الذي يعمل في جمع القمامة وكأنه يعاني كثير من المشاكل. تلك التي تورط فيها بسبب لون بشرته، مثل عدم السماح له بالانضمام لفريق البيسبول في شبابه رغم احترافه اللعبة. أيضا ذهابه للتسوق من متجر دون غيره رغم ارتفاع سعر البضائع، فقط لأن العاملين فيه يعاملونه باحترام.

طوال أحداث الفيلم يتحدث أبطاله عن العنصرية، أحيانا بصورة مباشرة وأخرى غير مباشرة. يظهر ذلك في الجمل الحوارية الطويلة، والتي اعتبرها بعض النقاد مُملة أو بعيدة عن السينما إلى حد ما، حسبما ورد في موقع النُقاد العالمي "Rotten Tomatoes".

تدور أحداث الفيلم في أماكن محدودة جدا، ويغلب عليه الطابع المسرحي. ربما لأنه مأخوذ عن مسرحية تحمل نفس الاسم وعُرضت أول مرة عام 1983، ثم عُرضت مرة أخرى عام 2010، وقام ببطولتها نفس الممثلين الذين ظهروا في الفيلم، وأخرجها أيضا دينزل واشنطن. حصل العمل المسرحي على عدة جوائز "توني" المسرحية المرموقة.

ينافس الفيلم على 4 جوائز أوسكار، هي أفضل فيلم وأفضل ممثلة مساعدة، وأفضل ممثل رئيسي.

 الرموز المخفية

2

 اقتبست قصة فيلم "Hidden Figures" عن أحداث حقيقية، وقعت  في مدينة فرجينيا الأمريكية، حول ثلاث سيدات بارعات في الهندسة وعلوم الفيزياء والحاسب الآلي تعملن في وكالة "ناسا" الفضائية.

طموحهن يتعدى حدود السماء. تحلمن بأن تصبحن رائدات في مجال عملهن، إلا أنهن يواجهن الكثير من العقبات لأنهن نساء، وبشرتهن سوداء.

بلغت العنصرية أقصى صورها في الفيلم. تمثلت في عدة مواقف مثل حرمان العالمة كاثرين جونسون من دخول دورة المياه في المبنى الذي تعمل به. عدم السماح لها بتناول القهوة من نفس السخان الذي يتناول منه زملائها أصحاب البشرة البيضاء. ورفض التحاق إحداهن بصفوف الهندسة في الجامعة فقط لأن أصحاب البشرة السوداء لا يسمح لهم بالدراسة فيها.

صوَرت أغلب مشاهد الفيلم فيما يفترض أنها وكالة ناسا. وقد ساهمت موسيقاها التصويرية، التي ألفها  الموسيقي والمُغني جون ليجيند، في خروجه بالشكل الأنيق الذي شاهدناه.

وشارك في بطولة الفيلم الممثلة الأمريكية تارجي بي هانسون، أوكتافيا سبنسر، وجينيل مونييه، وماهرشلا علي، وكيفين كوستنر.

حصل على عدة جوائز من ضمنها الجائزة الكبرى التي تمنحها نقابة الممثلين الأمريكيين، ورُشح لجوائز جولدن جلوب، وجائزة الأكاديمية البريطانية للفيلم "البافتا" ولكنه لم يفز بأي منها.

يُنافس الفيلم على ثلاث جوائز أوسكار في فئات أفضل فيلم سينمائي، وأفضل ممثلة مساعدة، وأفضل سيناريو مُقتبس.

جريمة حب

3

قصتهما باتت أسطورة في الحب والنضال ضد العنصرية. واستعرض صنّاع الأفلام لمحات منها في عدة أفلام تليفزيونية ولكنها لم تحقق النجاح الذي حققه فيلم الدراما الأمريكي "Loving"، الذي جاء ليُذكر الأجيال الجديدة بقصة ريتشارد لوفينج وزوجته ميلدريد التي درات أحداثها في خمسينيات القرن الماضي.

يجد الزوجان نفسيهما مُذنبي بالحب؛ فهو أبيض البشرة ومحبوبته عكسه سوداء. وكان ذلك مخالفا لقانون مدينة فرجينيا آنذاك. فيصحبها إلى كولومبيا لكي يتزوجا في محكمة، إلا أنهما لم يسلما من المشاكل، والعقبات التي وقفت أمام قصة حبهما، ويرفضان الانفصال عن بعضهما، رغم أن ذلك كفيل بإخراجهما من جميع المشاكل.

يستمر نضال الزوجين ومحاولتهما للتصدي لما يتعرضان له من رفض في المجتمع، الذي قرر نفيهما خارج بلدهما حتى لا تنتشر فعلتهما بين ابناء البلدة، ويعتبر ابنائهما غير شرعيين، نظرا لأنهما مختلطي اللون، ولا ينتمون إلى لون معين بحد ذاته.

كانت الألوان في البداية زاهية واشتدت قوة الإضاءة في النصف الأول من الفيلم، وعند إصدار المحكمة قرار بنفيهما، بدأت الألوان تفقد بريقها، وخفتت الإضاءة، وكأنهما يُعبران عن مشاعر وأحاسيس الزوجين.

استطاع الثنائي اللذان لعبا دور البطولة "روث نيجا"، و"جويل إدجرتون" تقديم أدوارهما بعناية شديدة. تقول الممثلة الإثيوبية إنها لن تنسى هذا الدور أبدا، مُضيفة "فيلم مُميز، واعتبره علامة فارقة في مشواري الفني."

يُنافس الفيلم على جائزة أوسكار واحدة، في فئة أفضل ممثلة مساعدة.

فيديو قد يعجبك: