إعلان

''الصبا''.. فيلم الأسئلة الكبرى

05:06 م الإثنين 12 يناير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:
الزمن هو ما يُمكن أن يُذهلك بذلك الفيلم، هل حاولت يومًا أن تمسك بالزمن؟، الإمساك بلحظة ما ومسايرتها إلى أن ترى آخرها، ولم تهرب منك؟، هل بالإمكان ذلك؟، أعتقد أن هذا ما حدث مع المخرج ''ريتشارد لينكلاتر'' بفيلم '' boyhood'' أو ''الصبا''.

أنت تعيش حياتك، تستطيع اغتنام بعض اللحظات السعيدة منها، تُحاول الإمساك بها، فتدونها إن كنت تحب الكتابة، أو يُمكنك عن طريق مقطع موسيقي ما أن يُرجعك بالزمن لتلك اللحظة السعيدة أو التعيسة، لكن ما فعله ''لينكلاتر'' هو بقاءه مع ولد صغير ل12 عام، يراقب تغيراته، منذ أن كان يرى العالم بنظرة طفل صغير إلى أن أصبح على مشارف ذلك العالم يكتشفه بنفسه.

12 عام لن يعود فيهم موج البحر كما كان أول مرة، كل شئ يتغير، الأغاني، السياسة، والإنسان هو المتغير الأكبر، لن يبقى على حاله الأول، هذا ما يرصده الفيلم في ساعتين ونصف، الركض وراء اللحظة دومًا، ميسون صغيرًا في المرحلة الابتدائية، وأخته ''سامنثا'' المتسلطة بعض الشيء، والأم المطلقة التي تحاول تربية أولادها وحمايتهما، الأسرة الصغيرة تسعى للبقاء، إلا أن التغيير ومن مراحله انتقال الأسرة كثيرًا بين بيت الجدة، ثم بيت الزوج الثاني إلى الزوج الثالث، ثم البقاء بمنزل يسعهم هم الثلاثة فقط، مراحل مختلفة يمر بها ''ميسون'' الصغير الذي يكبر مع الوقت، يرى العالم بعيون مختلفة عما سبق.

لم يكن بالفيلم دراما كبيرة أو مشاكل مميزة، إنما هي تلك اللحظات العادية والمشكلات التي تحدث، الطلاق، أم تربي ولديها بمفردها، تحاول الدراسة مرة أخرى والعمل بالجامعة، والوالد المحب الذي يقتطع من حياته عطلات الأسبوع مع ولديه الصغيرين.

تحدث مراحل ميسون بمنتقى النعومة، كأنك ترى موج البحر الهادئ أمامك، وجهه الذي يتغير ينبؤك بأنه في مرحلة أخرى ليست التي رأيتها منذ ثانية مضت، ها هو في المرحلة الوسطى يجلس مع أبيه في صالة البلياردو ومعه أخته، حيث يُحدثها والدها عن الجنس لتوعيتها، والفتاة تضع وجهها بين كفيها من الخجل ضاحكة، وميسون صامت، أما هنا فهو يجلس مع رفاقه الأكبر سنًا يختالون أمام بعضهم بالحديث عن ذات الموضوع، ببداية المرحلة الثانوية كان الفتى.

الآن كان وقت الأسئلة الكبرى، أسئلة من نوعية ما الهدف، لماذا أعيش، أريد أن أقوم بعمل مميز، هذا ما فعله ''ميسون'' في الثانوية، وجد في التصوير غايته، بدأ في ملئ يومه بالتقاط الصور، إلى أن أحرز الميدالية الفضية، بين البدء في التصوير ولحظة الفوز، أشياء كثيرة حدثت بالتدرج الطبيعي، تلك المرحلة التي من أهمها الحصول على فتاة، إيجاد عمل، الهدوء الذي أصبح عليه ''ميسون'' في حين أنه يبدو أن هناك بركان يعتمل داخله، هذا ما كان عليه الفتى ليصير الفائز على الميدالية الفضية في التصوير.

''ظننت أنه سيكون هناك المزيد، بعد ذلك ستكون جنازتي اللعينة'' .. جملة قالتها أمه وهو يحزم أمتعته للذهاب للجامعة، تلك اللحظة التي بكت فيها صارخة بذلك هي التنويه الذي أظن أن ''لينكلاتر'' أرادنا أن ننتبه إليه، الرغبة التي يمتلأ بها الإنسان لعمل المزيد دومًا، وفي لحظة ما لابد من حتميتها، نقطة سوداء تمر أمام عينيه بأن ما تبقى قليل، وما خلّفه وراء ظهره أعظم، ويكبر لديه الرغبة بالشعور بالحياة، رغم أنه مازال بالفعل حيًا، علّق عليها ''ميسون'' قائلًا ''هذه ستكون بعد أربعين سنة من الآن''.

فاز فيلم ''الصبا'' بثلاثة جوائز في الجولدن جلوب :

- جائزة أحسن فيلم

- جائزة أحسن مخرج ''ريتشارد لينكلاتر''

- جائزة أحسن ممثلة مساعدة عن دور الأم المطلقة ''باتريشيا آركيت''

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: