إعلان

تقرير: إسرائيل لم تكن مستعدة لتهديد الأنفاق في حرب غزة الأخيرة

07:30 م الثلاثاء 28 فبراير 2017

إسرائيل لم تكن مستعدة لتهديد الأنفاق في حرب غزة ال

تل أبيب - (أ ف ب):

اتهم تقرير مراقب الدولة في إسرائيل، الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقادة عسكريين بعدم الاستعداد بشكل كاف للانفاق التي استخدمتها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أثناء حرب 2014.

وقال مراقب الدولة يوسف شابيرا في التقرير: "كانت المؤسسة السياسية والعسكرية والهيئات الاستخباراتية على علم بتهديد الانفاق وحتى عرفته بأنه استراتيجي. ولكن الأفعال التي اتخذت لم تكن على مستوى التهديد".

واتهم التقرير نتانياهو ووزير دفاعه في حينه موشيه يعلون بعدم مشاركة المعلومات بشكل كامل حول الانفاق مع أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة، بل تحدثا بدلا من ذلك باستخدام مصطلحات "عامة ومتفرقة".

الحكومة الأمنية هي مجلس وزراء يديره رئيس الحكومة وهو مكلف المسائل الحساسة ويشمل الوزراء الاستراتيجيون في الحكومة.

واعتبر التقرير أن الرجلين فشلا في تزويد الوزراء بمعلومات ضرورية وأساسية،التي تساعد في اتخاذ "قرارات على بينة من الوقائع حول الوضع في قطاع غزة قبل الحرب.

وأضاف أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق ورئيس الأركان السابق لم يتأكدوا من امتلاك الجيش خططا للقتال في المناطق المدنية مع الانفاق.

وبدأ شابيرا بإعداد التقرير في سبتمبر 2014، فورا بعد انتهاء حرب غزة التي استمرت قرابة شهرين.

وقد نفى نتانياهو بشكل متكرر هذه الاتهامات، مؤكدًا أنه اطلع الوزراء على الوضع بشكل منتظم.

ودافع بعد نشر التقرير عن نتائج العملية العسكرية التي وصفها بـ"النجاح الكبير".

وقال نتانياهو في بيان إن الجيش وجه لحماس أقسى ضربة تكبدتها منذ تأسيسها. وقتلت إسرائيل حوالي ألف إرهابي ودمرت آلاف الصواريخ كما أحبطت محاولات حماس لضرب مدنها بالصواريخ".

وأضاف أن العبرة الملموسة والحقيقية التي تم استخلاصها من عملية الجرف الصامد تطبق على الأرض بشكل جذري يتحلى بالمسؤولية والهدوء. تلك العبرة لم يذكرها تقرير المراقب".

وكانت الانفاق أحد أهم الوسائل التي استخدمتها الفصائل الفلسطينية خلال الحرب صيف عام 2014.

وفي أحد الهجمات المنطلقة من الأنفاق، قتل خمسة جنود إسرائيليين عندما تسلل مقاتل من حركة حماس من نفق قرب كيبوتس ناحل عوز داخل اسرائيل في 29 يوليو 2014.

واستخدمت الانفاق أيضا داخل القطاع إبان العملية البرية ودخول القوات الاسرائيلية إلى غزة، حيث قتل عدد من الجنود بعد ظهور مقاتلين من حماس منها.

من جهته، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية وحزب العمل إسحق هرتزوغ أن التقرير يظهر مرة أخرى أن "بيبي" فاشل في السلام وأيضا في الأمن".

لا تأثيرات بعيدة المدى
ومن المرجح ان يؤدي التقرير الى خلافات بين نتانياهو وشريكه في الائتلاف الحكومي، وزير التعليم زعيم حزب البيت اليهودي القومي المتطرف نفتالي بينيت.

وقال بينيت أنه لم يتلق هو ووزراء آخرين في المجلس الأمني المصغر معلومات كافية من نتانياهو حول حجم التهديد الذي تشكله الانفاق، واضطر بذلك الى استخدام مصادر خاصة في الجيش للحصول على معلومات.

بينما أكد يائير لابيد وهو وزير مالية سابق من تيار الوسط قام نتانياهو بطرده من حكومته السابقة عام 2014، أن التقرير "يستنتج بوضوح ان دولة اسرائيل بقيادة بنيامين نتانياهو لم تكن مستعدة بشكل جيد لعملية الجرف الصامد".

وبحسب لابيد، فأن الاسرائيليين القاطنين بالقرب من قطاع غزة "يعيشون تحت تهديد الارهاب المستمر. حماس تشعر انها قادرة على مواجهة اسرائيل وتظل صامدة. الاسوأ من كل ذلك، هو انه لم يتم القيام بشيء لضمان عدم تكرار ذلك".

لكن ابدى عدد من المحللين شكوكا حيال اي تأثير واسع للتقرير على الائتلاف الحكومي بقيادة نتانياهو. وتعد هذه الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل.

بدوره، اعتبر افراهام ديسكين، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس ان التقارير المماثلة لا يكون لديها تأثير بعيد المدى.

وقال أنه لا يتوقع أن يؤدي الى اضطراب سياسي كبير أو استقالات.

واضاف ان "التقرير لن يتسبب بوقوع زلزال من الناحية السياسية، بالطبع هناك الكثير من الضجيج الآن لكن في غضون شهر، سننسى كل شيء".

وتعبر الانفاق تحت الجدار الذي يغلق باحكام الحدود الاسرائيلية مع قطاع غزة وكانت إحدى الأسلحة الأكثر فاعلية للفصائل الفلسطينية.

وأبرز هدفين للعملية الاسرائيلية كانا وقف اطلاق الصواريخ وتدمير الانفاق. وكانت العملية الثالثة من نوعها في قطاع غزة خلال ست سنوات.

واعلن الجيش انه دمر اكثر من 30 نفقا عام 2014. وتؤكد حماس انها تواصل حفر الانفاق.

واستمرت حرب صيف 2014 50 يوما وكانت الأطول والأكثر دموية ودمارا بين الحروب الثلاث على القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007.

وأسفرت الحرب عن سقوط 2251 قتيلا من الفلسطينيين بينهم 551 طفلا بحسب الامم المتحدة. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 74 شخصا بينهم 68 جنديا.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: