عبادة أعظم من الصلاة والصيام والصدقة.. يكشف عنها داعية أزهري
كتب : علي شبل
الدكتور أسامة قابيل
كشف الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، عن عبادة عظيمة الثواب، أعظم من الصلاة والصيام والصدقة وهي عبادة إصلاح ذات البين، مؤكدًا أنها من أعظم العبادات التي حثّ عليها النبي ﷺ، لأنها تحفظ المجتمع من التمزق وتعيد الطمأنينة إلى النفوس.
وأوضح الدكتور قابيل، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، أن النبي ﷺ قال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة»، مشيراً إلى أن هذا الحديث يكشف عن قيمة الإصلاح كعبادة قلبية وسلوكية تحيي روح الدين في الناس وتزرع الرحمة بينهم.
وأكد أن الشيطان لا يهدأ حتى يوقع الخلاف بين الناس، سواء بين الأزواج أو الأصدقاء أو الزملاء، لأنه يعلم أن العداوة تفسد القلوب وتقطع روابط الإيمان، لذلك جاء الأمر الإلهي الواضح في قوله تعالى: «فاستعذ بالله، إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا».
وبيّن الداعية الأزهري أن إصلاح ذات البين يشمل نوعين: من يسعى للإصلاح بين طرفين لا علاقة له بهما ابتغاء وجه الله، ومن يصلح ما بينه وبين من خاصمه بنفسه، وكلاهما مأجور عند الله ما دامت النية صادقة.
وأضاف أن المصلح الحقيقي يجب أن يكون ذا خبرة، وذا نية طيبة، وكيسًا فطنًا؛ لأن من يتدخل دون حكمة قد يزيد الخلاف سوءًا، كما ينبغي أن يستمع للطرفين بعد أن تهدأ النفوس والغضب، وأن يختار الوقت والأسلوب المناسبين لكلمة الخير.
وشدد على ضرورة العدل في الإصلاح وعدم الميل لطرف على حساب الآخر، قائلاً إن بعض الناس بحسن نية قد يجاملون الطرف الأضعف أو الأقرب إليهم فيظلمون دون قصد، بينما المطلوب هو ما أمر الله به: «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».
وختم الدكتور قابيل مؤكدا أن الإصلاح لا يكتمل إلا بردّ الحقوق وإزالة آثار الظلم، موضحاً أن العفو لا يعني التنازل عن الحق، بل الجمع بين العدل والرحمة، ليبقى المجتمع متصالحاً مع نفسه، تسوده المحبة ويزول منه نزغ الشيطان.
اقرأ أيضاً:
هل يسرق الجن أموال الإنس؟.. عالمة أزهرية ترد وتنصح بهذا الدعاء
الحكم الشرعي في لعب الشطرنج.. رأي عالم أزهري يخالف الإفتاء
آخر فتاواه "يجب التبرؤ من فرعون وأصنامه".. قصة القبض على الشيخ مصطفى العدوي