إعلان

"نظرية كل شيء".. "الحرية تنبع من داخلنا"

11:22 ص الأحد 22 فبراير 2015

The Theory of everything

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

"على الرغم من عدم قدرتي على التحرك، وأنه يجب على التحدث من خلال الكومبيوتر، ولكن بداخل عقلي أنا حر.. حر لإكتشاف الأسئلة الأكثر عمقا للكون"، هذه المقولة أحد أشهر مقولات العالم البريطاني، أو النابغة ستيفن هوكينج، الذي حاول فيلم "The Theory of everything"، أو "نظرية كل شيء"، سرد جزء من حياته وعلاقته بزوجته السابقة جين وايلد.

لم يهتم العمل بنظرية "الثقوب السوداء"، ولم يسلط الضوء على الفيزياء، بقدر تركيزه على تمكن هوكينج من تحقيق التقدم الكبير في مجال العلوم، الفيزياء على وجه التحديد، فعلى الرغم من اصابته بمرض "التصلب الجانبي الضموري"، الذي أصابه بشلل كلي، جعله يفقد السيطرة على كل شيء في جسده، حتى البلع والتنفس.

يبدأ الفيلم بصورة غير واضحة لعائلة هوكينج، المتواجدة في مكان ما لا يتضح فيه أي شيء، سوى الفخامة، لينتقل بك مخرج العمل جيمس مارش، إلى كامبريدج عام 1963، حيث يتسابق ستيفن هوكينج، وأحد أصدقائه على دراجتين للوصول إلى حفل يضم معظم طلاب الجامعة، فيلتقي بحبيبته – فيما بعد - جين وايلد لأول مرة.

"ستيف" كما يدعوه أصدقائه وأفراد عائلته، شاب مفعم بالحيوية، يعيش حياته كباقي أقرانه، يركب الدرجات ويمارس رياضة التجديف ويلعب الكروكيت ويبحث عن الحب، إلا أنه تميز بذكائه الخارق في الفيزياء.

تبدأ إصابة ستيف بالمرض بشكل تدريجي، استطاع الممثل البريطاني إيدي ريدماين تجسيدها بطريقة غير مبتذلة لا تثير الشفقة، بالعكس استطاع أن يجعل من العالم البريطاني رمزا يجب الاقتداء به، في بداية المرض يعجز هوكينج "ريدماين" عن الامساك بكوبه، ثم يصاب برعشة في يديه، لينتقل إلى مرحلة أعلى من المرض، وهي عدم القدرة على الحركة بسلاسة، ومع ذلك لم يفقد تركيزه على عمله، ودراسته.

كانت فترة اشتداد المرض هي نفسها التي استطاع فيها التوصل إلى معادلته التي يتمكن من خلالها تطبيق نظريته للتخرج من الكلية، وبرع مارش في نقلها، وريدماين في تجسيدها، فالأول حاول التركيز على طريقة تعامل المجتمع مع المرض، ومع المصاب، بوضع الكاميرا في نافذة علوية، نقلت المشهد كاملا، وعبرت عن الفزع الذي أصاب المحيطين بالمريض، أما الثاني، فانعواج قدميه وارتطامه بالأرض كانا كفيلين لنقل الصدمة إلى الجمهور، ونقلهم من حالة إلى أخرى، مثلما انتقل ستيف من حياته المليئة بالحيوية، إلى حياة جديدة افتقد فيها لأي نوع من الحركة.

أول سؤال وجهه ستيف "ريدماين" بعد اخبار طبيبه له بإصابته بالمرض، الذي سيجلعه غير قادرا على التحكم في أنفاسه في أقرب وقت، هو "هل سيؤثر على عقلي أيضا؟"، فأجابه الطبيب بالنفي، فابتسم ابتسامة مليئة بالأمل، على الرغم من الإنكسار الذي سيطر على نظراته.

بذل ريدماين الكثير من الجهد ليظهر بهذه الطريقة على الشاشة، وتميز في قدرته على التحول الجسدي، وفقد السيطرة على جسده، ونقل احساسيه ومشاعره عبر عينيه.

فقد ريدماين الكثير من وزنه، وقال في أحد لقاءته الصحفية، إنه لم يلتقِ بهوكينج سوى مرة واحدة قبل تصوير الفيلم، أحرج أن يسأله فيه عن حياته الشخصية، أو علاقته بزوجته السابقة، فاكتفى بسؤاله عن أحواله، وأجابه الآخر بثماني جمل، لذلك لجأ للقراءة، ومشاهدة كل المقابلات التي ظهر فيها عالم الفيزياء، ودراسة كل ما يتعلق به، من قريب ومن بعيد، كما قابل الكثير من المصابين بنفس المرض "التصلب العصبي الضموري"، وتعايش معهم، حتى يلم بكل التفاصيل.

أما جين وايلد "فليسيتي جونز"؛ فاستطاعت تجسيد الشخصية، بالمراحل التي مرت بها، بداية من الحماس، وقوة الحب التي دفعتها للزواج من ستيف، وإخراجه من عزلته، والمثابرة والعمل على اسعاد أسرتها، والحفاظ على دراستها، لتنتقل بنا إلى اليأس الذي يصيبها بعد كبر الأبناء، وعدم قدرتها على الاعتناء بهم بمفردها، مما يجعلها تعيش حالة حب مع جونثان، أحد العاملين في الكنيسة، والذي يعوضها عما ينقصها من حنان لتكون حياتها طبيعية، وتتحول عائلتها إلى عائلة طبيعية.

يعود مارش بالمشاهدين في نهاية الفيلم، إلى مشهد البداية، الذي يجمع عائلة هوكينج المكونة من طليقته وابنائه الثلاثة في ذلك المكان الفخم، ليتضح أنه قصر باكينجهام الملكي، حيث أنهم حضروا لتسلم الجائزة الشرفية وهي وسام الامبراطورية البريطانية، تقديرا لمسامته في الفيزياء كعالم بريطاني جليل، ومع ذلك يؤكد أن أكبر انجاز قام به في حياته، كان هؤلاء الولاد الثلاثة.

بعد انتهاء الفيلم يشعر المشاهد أنه خرج من تجربة مثيرة تعلم منها الكثير، فقد يكون أحد أهداف صناع الفيلم من عدم التركيز على نظريات هوكينج الفيزيائية، هو تشجيع المشاهدين على البحث والاطلاع، والوصول إلى ما حاول العالم الجليل الوصول إليه، على الرغم من مرضه.

كما أنه يشعرهم بالحرية، والأمل والتفاءل والقدرة على تحقيق الذات، مهما كانت الصعاب، والتي لن تكون أكبر من إصابة الشخص بمرض عضال يجزم الأطباء بأنه لا مفر من الشفاء منه.

استطاع الفيلم أن يكون التطبيق العملي لمقولة هوكينج "يوجد داخل كل فرد منا شرارة من النار والطاقة الإبداعية الخلاقة، لقد فقد العديد منا إمكانية استخدام أجزاء من أجسامهم بسبب حادث أو مرض ولكن هذا في الواقع لا يشكل أهمية كبيرة لأنه فقط مشكلة ميكانيكية أما الشيء المهم فهو أننا نمتلك الروح الإنسانية والقدرة على الإبداع ويمكن لهذا الإبداع أن يأخذ العديد من الأشكال ابتداء من الفيزياء النظرية وحتى الإنجازات الفيزيائية البدنية وعليه فإن الشيء المهم هو أنه يتوجب على الفرد أن يتطور وينمي مهاراته حتى يصبح ظاهراً وواضحاً ومشهوراً في أحد الحقول".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: