تطور مقلق.. نظارات ذكاء اصطناعي تكشف معلومات عن المارة في الشوارع (فيديو)
كتب : محمود الهواري
نظارات ذكاء اصطناعي
أثارت نظارات الذكاء الاصطناعي جدلا واسعا حول الخصوصية وأخلاقيات المراقبة بعد أن عادت شركتا فيسبوك وميتا للاستثمار فيها بعد فشلها التجاري السابق مع توقعات بطرح نماذج قابلة للارتداء والشراء على أرفف المتاجر بحلول عام 2027.
وعرض الصحفي التقني الهولندي ألكسندر كلوبينغ تجربة مثيرة للجدل إذ ارتدى نظارة ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي في برنامج تلفزيوني ما مكنه من التعرف الفوري على المارة واستعراض أسمائهم ومهنهم وملفاتهم على LinkedIn من دون الحاجة إلى قواعد بيانات حكومية أو أنظمة شرطة، إذ أثار هذا العرض تساؤلات حول مستقبل إخفاء الهوية في الأماكن العامة.
وأظهر كلوبينغ أن البيانات المستخرجة جاءت من مصادر متاحة للعامة وتقنيات ذكاء اصطناعي جاهزة، مشيرا إلى أن الهدف كان إخافة الناس وتسليط الضوء على سهولة ودقة التعرف على الوجوه الحديثة.
وقال باسكال بورنيت الخبير البارز في الخصوصية على منصة "X"، إن الخط الفاصل بين رؤية الناس ومعرفتهم وبين التواجد في الأماكن العامة والانكشاف قد طمس رسميا.
مميزات نظارات الذكاء الاصطناعي
وتتيح النظارات الذكية إمكانيات كبيرة للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، حيث توفر استقلالية وتمكن المستخدمين من وصف البيئة المحيطة وقراءة النصوص وتحديد هوية أحبائهم كما يمكن استخدامها لتحسين الملاحة وتقديم معلومات سياحية أو مهنية في الوقت الحقيقي وتعزيز الأمن والسلامة عبر المساعدة في تحديد الأشخاص المفقودين أو التهديدات المحتملة.
وتسهم النظارات الذكية في زيادة الإنتاجية الشخصية من خلال الوصول إلى المعلومات وخدمات الترجمة والتواصل بدون استخدام اليدين.
مخاطر نظارات الذكاء الاصطناعي
لكن هذه التقنية تحمل مخاطر كبيرة إذ تهدد خصوصية الأفراد بإمكانية تحديد هوية أي شخص في أي مكان وتحول النظارات إلى أدوات مراقبة سرية يمكنها جمع البيانات البيومترية والمعلومات الشخصية دون علم الأشخاص مما يعد خرقا مباشرا للحقوق الأساسية ويزيد من مخاطر الهجمات الإلكترونية.
ويتيح استخدامها في السوق السوداء أو من قبل الأنظمة الاستبدادية لمراقبة المعارضين كما أن تقنيات التعرف على الوجه قد تحمل تحيزات ضد مجموعات عرقية معينة ما يزيد من احتمالية التعرف الخاطئ والاتهامات الكاذبة.
ويسأل بورنيت في ختام حديثه عندما يصبح كل وجه مجموعة بيانات كيف نحمي معنى أن نكون بشرا في إشارة إلى التحديات القانونية والأخلاقية والمجتمعية العميقة التي يفرضها انتشار هذه التقنية.
ويحذر الخبراء من أن السياسة والتشريعات غالبا ما تتأخر مقارنة بتطور التكنولوجيا ما يجعل تنظيم أو تقييد مثل هذه النظارات ضرورة ملحة قبل أن يتلاشى الخط الفاصل بين الملاحظة والمعرفة.