إعلان

شكاوى من رائحة كريهة في مصر الجديدة تخنق أطفالا وكبار سن: ما الذي حدث؟

09:27 م الخميس 30 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

في غير موعد محدد، تسارع نادين كمال،لإغلاق كل منافذ شقتها بمصر الجديدة، في محاولة للهرب من رائحة لا تعرف طبيعتها أو مصدرها، على مدار أكثر من شهر. وقدمت أكثر من شكوى لعدد من الجهات، غير أنها لم تقف على حقيقة الأمر، أو تتوقف تلك الرائحة عن الانتشار، مثلها مثل غيرها في تلك المنطقة السكنية.

ومع انتشار شكاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تلك المنطقة، سارعت نادين لإنشاء مجموعة على فيسبوك، في منتصف يونيو الجاري، تناقش فيها رفقة غيرها تلك الأزمة، محاولين اتخاذ خطوات جادة من شأنها لفت أنظار المسؤولين للأمر، عسى أن تكون هناك استجابة لهم: «الرائحة تشبه الغاز أحيانا والجاز أو حتى مبيد حشري، رائحة كريهة توقظنا من الليل، وتدفعنا لإغلاق الغرف على أنفسنا في بعض الأحيان»، تحكي نادين لمصراوي.

على تلك المجموعة تعددت الشكاوى، ومن بعض سكان مصر الجديدة والزيتون وعين شمس، ويدون كثيرون بشأن تلك الشكوى، وحالما يصل لأنف أحدهم تلك الرائحة يعبرون عن الأمر. وانتشرت وسوم «هاشتاجات» بشأن تلك الرائحة على المجموعة، على أمل أن تصل للمسؤولين.

كانت تلك الرائحة تظهر في إحدى ساعات الليل، لكنها اتخذت نمطا مختلفا، فتظهر ساعات في النهار، وأحيانا في منتصف اليوم، لتصبح بلا موعد محدد، بحسب نادين. أرسلت الشابة شكاوى لمجلس الوزراء في مطلع الشهر الجاري، وجاء الرد عليها من وزارة البترول والثروة المعدنية بأن الشركة المصرية لتوزيع الغاز الطبيعي للمدن، تلقت الشكوى ودرستها، ووجهت أفراد الطوارئ والشبكات للأماكن التي تم الإبلاغ عن وجود تسريب غاز بها، وتم عمل الاختبارات اللازمة، واستخدمت أجهزة الكشف عن التسريب، ليتبين لها عدم وجود تسريب في الغاز، وأن الرائحة التي يشعر بها العملاء ليست رائحة الغاز الطبيعي.

تقول نادين إنها لا تعرف طبيعة الرائحة، فتقدمت شكوى مرة أخرى، لكنها أوضحت هذه المرة أن الرائحة غير معروفة بالنسبة لها، لكنها تشبه رائحة الجاز، لكن الشكوى تم حفظها. لتتقدم بشكوى أخرى منذ أسبوع لكنها لم تتلق ردا حتى الآن.

أمير شحاتة، أحد السكان بالقرب من شارع المنتزة، لديه ابنة لديها 3 سنوات، يخشى عليها من تأثير تلك الرائحة، فهي تؤلمه أحيانا وزوجته وابنته. تقول زوجته لمصراوي إنها استيقظت صباح اليوم، الخميس، بسبب تلك الرائحة، وهي تشعر باختناق وصعوبة في التنفس: «كان الأمر يحدث مرة في الأسبوع، لكنه الآن أكثر، وبدأت الشكوى تزداد مع الوقت، وامتدت لشهر ونصف، وكنت أشك في البداية أن أحد المواطنين وضع مبيدات أو ما شابه».

تعرض زوجها لاختناق ذات مرة وظل يسعل كثيرا، ولم تعرف كيف تتصرف معه: «وابنتي لديها حساسية مزمنة، وكان وضعها صعبا، وشديد الخطورة، الرائحة تتسلل إلى الأنف، وتكون مؤلمة». توقظ الزوجة ابنتها الصغيرة وتنتقل بها داخل إحدى الغرف التي تحكم إغلاقها، وتمنحها بعض الأدوية والبخاخات المتعلقة بمرضها، خشية أن تتضاعف مشكلاتها الصحية.

تشتكي شيرين يوسف، من تلك الرائحة سواء في منزل والدتها بمصر الجديدة، بالقرب من شارع النزهة، كما تتشكي أحيانا من تلك الرائحة في شقتها بمدينة نصر، لكنها تقول إن الرائحة في مصر الجديدة أكبر بكثير: «الرائحة تبدأ في منتصف الليل وتستمر حتى الفجر، وفي بعض الأوقات تبدأ من 10 مساء، ونحاول بكل الطرق الابتعاد عنها لكن دون جدوى».

تقوم شيرين بإبعاد والدتها ذات الـ70 عاما، عن الشبابيك وتغلقها بشكل دائم، لكن الرائحة تكون قد دخلت إلى نطاق الشقة.

مساء اليوم، الخميس أصدرت وزارة البيئة بيانا قالت فيه إنها دفعت بلجنة عاجلة للوقوف على أسباب انبعاث روائح بترولية بأحد مناطق شرق القاهرة -دون أن تسميها- وأجرت قياسات بيئية لكافة المصادر المحتملة للتلوث، ودراسة الوضع المروري للمنطقة وتنبؤات الطقس، بعدما أصدرت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، توجيهاتها بسرعة بحث الشكوى المقدمة من عدد من سكان منطقة شرق القاهرة.

وجاء في البيان أن جهاز شؤون البيئة دفع بمعمل متنقل «لرصد ملوثات الهواء التابع للشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط للتمركز في نطاق منطقة مسطرد الكائن بها عدد من شركات إنتاج وتوزيع المنتجات البترولية لمتابعة الوضع البيئي ومدى التوافق مع معايير قانون البيئة ولائحته التنفيذية، كما تم الدفع بمجموعة عمل من التفتيش المركزي التابع للوزارة لمراجعة الإجراءات المتخذة من قبل الشركات الكائنة بالمنطقة، وإجراء القياسات اللازمة لبيان مدى التوافق البيئى لتلك الشركات».

وقالت الوزارة في بيانها الذي نشرته على صفحتها بفيسبوك، إنه تم دراسة الوضع بالمنطقة بجانب الإجراءات والقياسات التى أجرتها، ولاحظت ارتفاع الكثافات المرورية على مدار الأيام الماضية والتى تزداد في المساء بالمنطقة، بالتزامن مع انخفاض معدل سرعة الرياح والتى تصل إلى مرحلة السكون في بعض الفترات مع ارتفاع نسبة الرطوبة مما يساعد على تركز الملوثات والإحساس بها في بعض المناطق أثناء فترات الليل».

وأشارت الوزارة إلى أن شركتي تكرير البترول الكائنتين بالمنطقة، مرتبطتان بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية بالوزارة، حيث يتم متابعة انبعاثات عدد لا يقل عن خمسة عشر مدخنة بشكل لحظي لمتابعة مدى الالتزام البيئي. كما دعت المواطنين لمتابعة موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت للتعرف على التنبؤات المتوقعة لحالة الطقس لمدة ثلاثة أيام والتى توضح تشتت الملوثات من عدمه. كما أهابت بالمواطنين المساهمة فى التخفيف من حدة الملوثات والضغوط الحادثة خلال تلك الفترة عن طريق التقليل من استخدام وسائل المواصلات الخاصة والتوجه نحو استخدام المواصلات العامة.

على أن البيان الذي تابعه بعض من تقدموا بالشكوى، رأوا أنه لا يقدم جديدا، ولم يجب على تساؤلاتهم بشكل كافي، يقول أمير شحاتة إن الكثافات المرورية لا تكون في الفجر،والرائحة تظل حتى الـ8 صباحا في بعض الأيام، لافتا إلى أن انخفاض معدل الرياح لدرجة السكون من شأنه ألا يكون بشكل شبه يومي. وهو الرأي الذي قالت بمثله نادين وشيرين، وغيرهم ممن اشتكوا من الرائحة.

اقرأ أيضا:

"عمو أبو 100 جنيه".. شهامة أب في ميكروباص تلفت أنظار مستخدمي مواقع التواصل

فيديو قد يعجبك: